عبث شرعية هادي والأحمر باتفاق الرياض يتواصل بعد عامين على توقيعه

الجنوب - Sunday 07 November 2021 الساعة 08:54 pm
عدن، نيوزيمن:

مر عامان منذ إعلان اتفاق الرياض، بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وما تزال معظم بنوده حبراً على ورق، ولم تنفذ حتى اليوم، بعدما عمل تنظيم الإخوان بكل قوة لتعطيل تنفيذه.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، في 5 من نوفمبر 2019م، الوصول إلى الحل بين الطرفين الشرعية والمجلس الانتقالي والتوقيع على اتفاق الرياض، لإنهاء التوتر في المحافظات الجنوبية، وتوحيد الجهد لمواجهة مليشيات الحوثي.

لم تنفذ شرعية الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، ما عليها وما التزمت به من بنود الاتفاق، إلا ما يتماشى مع مصالح الإخوان، فراهنت على إفشاله، بمختلف الوسائل منذ البداية، بدوافع حزبية. 

ووضع حزب الإصلاح المهيمن على قرار الرئاسة، العراقيل ورفض تنفيذ الشق العسكري، بموافقة هادي وفجر معركة عبثية في محافظة أبين، استمرت لأشهر، لم يتحقق له الهدف، وكان الحوثي أكبر المستفيدين بأسقاطه مناطق واسعة في مأرب والجوف.

واستمر الإخواني علي محسن الأحمر، الزعيم العسكري للشرعية، في التحشيد العسكري نحو الجنوب واستخدم كل الوسائل القذرة لإسقاط الطرف الثاني في الجنوب عبر العناصر الإرهابية والمفخخات ودعم الفوضى، بما في ذلك حرب الخدمات، وقطع المرتبات، لأشهر متواصلة، وتعطيل عمل الحكومة. 

كما كانت الحرب الاقتصادية واحدة من معارك الإخوان وهادي، الهادفة لتعطيل اتفاق الرياض، عبر إيرادات النفط في مأرب وشبوة، وحضرموت، ومنع عملية ربط فروع البنك في المحافظات الخاضعة لسيطرة الإخوان بالنبك المركزي بالعاصمة عدن، وهو ما أدى إلى انهيار الاقتصاد بشكل كارثي في المناطق المحررة، ووصل سعر الدولار الواحد أمام العملة المحلية، إلى 1500 ريال، والريال السعودي إلى 400.

وتجاوز هادي ما تضمنته بنود اتفاق الرياض، حيث أصدر، أمس، قرارين جمهوريين، بتعيين المهندس محمد يسلم مديراً تنفيذياً لشركة مصافي عدن والمهندس عمار ناصر العولقي مديراً لشركة النفط.

عقب ذلك أكد المجلس الانتقالي الجنوبي رفضه للقرارات التي أصدرها الرئيس هادي، مؤكدا أنها أحادية الجانب ومخالفة لنصوص الاتفاق. 

جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي، علي الكثيري، حيث قال إن القرارات أحادية الجانب، خلافًا لنصوص ومضامين اتفاق الرياض.

واعتبر الكثيري تلك القرارات، إمعانًا في عرقلة جهود استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، ومؤكدا رفض المجلس الانتقالي الجنوبي لمثل هذه القرارات وكل ما يترتب عليها.

واستغرب المحلل السياسي، محمد جواس، من تماهي هادي في تلبية رغبة حزب الإصلاح، في تعطيل اتفاق الرياض. 

وقال جواس في منشور له على الفيسبوك، إن عرقلة اتفاق الرياض من قبل حزب الإصلاح أمر متوقع، لأن الاتفاق يشرع للجنوبيين اعترافا لواقع سياسي أكبر وبالتالي يشرع لنفوذ سلطوي أكبر في جغرافيتهم الجنوبية، وهو ما يعتبره الحزب الإخواني خطراً على نفوذه. 


وأضاف جواس: المستغرب والمنكر هو تماهي الرئيس وهو جنوبي، مع رغبة الإصلاح في عرقلة اتفاق الرياض.