أمجد خالد.. من قائد عسكري مدعوم "إماراتياً" إلى أداة إخوانية للعبث بعدن
تقارير - Thursday 09 December 2021 الساعة 07:10 amالأحد الماضي أعلنت اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن، عن تورط قائد لواء عسكري موالٍ للشرعية بالعمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا موكب المحافظ أحمد حامد لملس ووزير الثروة السمكية سالم السقطري، ومحيط مطار عدن الدولي.
ورغم أن بيان اللجنة الأمنية حول نتائج التحقيقات في العمليتين لم يذكر صراحة اسم هذا اللواء وقائده، إلا أن اعترافات العناصر التي تم القبض عليها وبثت في الفيديو، أشارت إلى أن المتهم هو قائد لواء النقل العميد أمجد خالد والمحسوب على جماعة الإخوان.
تعيد هذه الاتهامات تسليط الضوء على شخصية أمجد خالد، أحد أهم القيادات العسكرية المثيرة للجدل، وتحولها السريع من القيادات المدعومة "إماراتياً" إلى أحد أبرز القيادات المعادية لها ولحلفائها على الأرض وعلى رأسهم المجلس الانتقالي.
لا ينكر خصوم الرجل دوره البارز في صفوف المقاومة إبان غزو مليشيات الحوثي لعدن في مارس 2015م، وبخاصة في منطقة دار سعد والتي أهلته ليصدر به قرار جمهوري كقائد للواء النقل الذي احتوى في بدايته عناصر المقاومة من أبناء دار سعد.
استغل الرجل دراسته العسكرية في الإمارات بالتقرب من قياداتها العسكرية التي كانت تتولى قيادة التحالف في عدن منذ تحريرها منتصف 2015م، ليصبح من أبرز القيادات التي حظيت بالدعم والتسليح من قبلها، واستمر هذا رغم اشتراكه في أحداث المطار التي وقعت في فبراير عام 2017م مع قوات الشرعية الخاضعة لسيطرة الإخوان ضد قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات.
ولا تزال الصفحة الرسمية للواء على "الفيس بوك" شاهدة على ذلك، حيث نشرت في الـ 17 أغسطس 2017م تقريراً مطولاً حول تخريج دفعة عسكرية جديدة من اللواء بحضور قيادة التحالف ممثلة نائب قائد القوة الإمارتية، التي امتدحها أمجد خالد بشكل لافت، حيث قال: "نكن للإمارات كل خير لأنه جمعنا ميدان قتالي واحد، ولا أحد ينسى الدور البارز الذي لعبتهُ الإمارات في تحرير عدن فقد دفعت أولادها ثمنا لهذا".
هذا المديح سرعان ما تلاشى وتغير موقف أمجد خالد عبر التماهي مع المشروع الإخواني لمواجهة التحالف في اليمن، والذي برز بشكل واضح مع الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى في يونيو 2017م، والإعلان عن المجلس الانتقالي في أعقاب قرارات إقالة قياداته من مناصبها في الشرعية.
ليتحول لواء النقل إلى أحد أدوات المشروع الإخواني للسيطرة على عدن بالقوة، وبرز ذلك في المواجهات التي شهدتها عدن مطلع عام 2018م بين القوات المحسوبة على الإخوان والقوات التابعة للمجلس الانتقالي والتي حسمت في أغسطس 2019م بسيطرة الأخيرة على عدن، وهزيمة الأولى ومن بينها قوات أمجد خالد.
ولم ينته دور الرجل أو يختفي اسمه مع هذه الهزيمة، بل برز بشكل أكبر جراء حجم العمليات الإجرامية التي شهدتها مديرية دار سعد معقل أنصار الرجل واستهدفت خصوم الإخوان، وجعلت منه المتهم الأول، وأبرزها عملية اغتيال المصور نبيل القعيطي في يونيو 2020م، ومحاولة اغتيال القيادي البارز في الانتقالي أحمد عقيل باراس أواخر مارس الماضي، ومحاولة اغتيال مدير أمن المديرية المقدم مصلح الذرحاني منتصف أغسطس الماضي، واغتيال قائد جبهة الحازمية بالبيضاء في سبتمبر الماضي.
ولعل أبرز عملية أقر بها أمجد خالد كانت اختطاف شقيق عضو رئاسة الانتقالي عبدالرحمن شيخ من أمام منزله في عدن مطلع أبريل الماضي، بهدف الضغط على الانتقالي للإفراج عن رئيس عمليات لواء النقل العقيد نزيه العزيبي والذي تم اعتقاله من قبل اللواء الخامس دعم وإسناد التابع للانتقالي.
وأواخر أكتوبر الماضي ظهر أمجد خالد في فيديو مصور مرتدياً الزي العسكري للتباهي بما أسماه "نجاح عملية استخبارية" زعم بأن عناصره نفذوا واقتحموا اللواء الخامس للإفراج عن العزيبي، رغم أن مصادر إعلامية تحدثت عن صفقة تبادل قادتها وساطات محلية تم بموجبها الإفراج عن العزيبي مقابل الإفراج عن شقيق القيادي عبدالرحمن شيخ.