"الجندي المجهول" نُصب البطولة في حماية عدن

الجنوب - Saturday 22 January 2022 الساعة 09:52 am
عدن، نيوزيمن، محمد جسار:

لم يكن الجندي المجهول في يوم من الأيام رمزاً مجهولاً في صفحات التاريخ الحديث، بل كان ذلك الجندي وإن لم يعرف اسمه رمزاً تفخر به الشعوب في مختلف أنحاء المعمورة، وشكلاً حقيقياً من أشكال التضحية والفداء والانتصارات في مختلف المعارك وعلى كافة الأصعدة. 

ينتصب النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة عدن، على مدخل مدينة التواهي، ذلك النصب الشاهد على التضحيات الكبيرة التي قدمها الجنود للدفاع والذود عن مدينة عدن في الزمن القريب. 

يحكي عبده القاضي، وهو أحد أبناء مدينة التواهي، عن الذكريات التي تحقق فيها الانتصار على الحوثيين في حرب 2015م، ذلك الانتصار الذي توافق مع نهاية شهر رمضان، بعد فترة تقارب الأشهر الثلاثة، والتي تجرع فيها العدنيون الأمرين. 

يقول القاضي لنيوزيمن: إن صرح الجندي المجهول هو عبارة عن رسالة امتنان لتلك الدماء الطاهرة التي سالت دفاعا عن الأرض، ورسالة ردع أخرى للغائبين عن الواقع الذين يحلمون ان تعود جحافلهم لغزو عدن والجنوب. 

واضاف: لا يستطيع احد ان يدخل مدينة التواهي دون ان يرى زهو النصب التذكاري، والذي يذكّر برفاق السلاح الذين لم تعرف اسماؤهم في لحظات المعارك. 

وطالب عبده القاضي السلطات المحلية لمديرية التواهي، بالاهتمام بالنصب التذكاري ليس في وقت الاحتفالات فقط، بل في كل وقت طوال العام. 

ومن جهة اخرى، اشاد العسكري المتقاعد اسكندر احمد، بالجنود الذين ضحوا بأرواحهم حبا وفداء، ولم تعرف اسماؤهم، وكانوا ضمن المدافعين عن الحق. 

وبيّن اسكندر، انه في كل المعارك هناك بوصلة تحدد المنتصر بين طرفي الصراع، وهي بوصلة المقاتلين مجهولي الاسماء، والذين بدمائهم تحدد مسار الصراعات في خريطة العالم. 


الجدير بالذكر أنها بدأت رمزية الجندي المجهول في فرنسا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وقد جاءت دلالة المجهول بسبب التكريم الذي حظي به احد المقاتلين الفرنسيين والذي لم تُعرف هويته، وتم نقل جثمانه إلى قوس النصر في باريس في تاريخ الحادي عشر من نوفمبر من عام 1920م، وفي حين لم يستطع أحد التعرف على جثة المقاتل، كتبت على شاهدة الضريح "هنا يرقد جندي فرنسي مات في سبيل الوطن".