جرائم تفوق القاعدة وداعش.. إجماع يمني على تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
تقارير - Monday 07 February 2022 الساعة 03:45 pmأصبح اليمنيون بمختلف أطيافهم أكثر يقيناً بأن مليشيات الحوثي ليست أقل خطراً من التنظيمات الإرهابية الأخرى كالقاعدة وداعش بل تجاوزت بممارساتها الإجرامية هذين التنظيمين وحولت حياة الملايين إلى جحيم.
وتكشف الحرب التي تشنها هذه المليشيات الحوثية عن أرقام وإحصائيات مرعبة لضحايا التهمتهم فوهات مدافعها وقناصاتها والألغام والعبوات التي زرعتها في معظم مناطق البلاد شمالا وجنوبا، إضافة إلى آلاف الأطفال الذين تزج بهم في معاركها ولا يعودون إلا صورا معلقة على جدران منازلهم مرورا بتفجير منازل المعارضين، كما تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا لتقارير الأمم المتحدة.
ويجمع اليمنيون على أن مشهد إعدام المليشيات الحوثية لأبناء تهامة التسعة في شهر سبتمبر من العام الماضي 2021 بتهم كيدية باطلة يوازي ببشاعته مشاهد الإعدام الجماعية التي يبثها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لضحاياه في العراق وسوريا وغيرها، وهذا المشهد وحده كان كفيلا بأن يحرك مشاعر المجتمع الدولي ليضعها على رأس قائمة المنظمات الإرهابية.
وبدأت الممارسات الإرهابية للمليشيات الحوثية تتصاعد يوما بعد آخر ولم تكتف بتعميقها لمآسي اليمنيين عبر استهدافها للأحياء المدنية بالأسلحة الإيرانية واختطاف الآلاف وحشرهم في سجونها السرية تحت مقاصل وأساليب التعذيب البشعة لتمتد هذه الممارسات بخطرها على الأمن والسلم الإقليمي والدولي والذي كشفته جرائم القرصنة البحرية للسفن التجارية واستهداف الأعيان المدنية في دولة الإمارات والمملكة السعودية.
وتكررت مناشدات اليمنيين بمختلف مكوناتهم الوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام للمجتمع الدولي بضرورة تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية وإدراجها ضمن قوائم الجماعات التي يجرمها القانون الخاص والعام مثلها مثل النازية والعنصرية وداعش والقاعدة وإحالة قادتها إلى المحاكم لإنصاف الضحايا.
ويؤكد محللون سياسيون أن المليشيات الحوثية أثبتت طوال المرحلة الماضية أنها لا تستحق أي فرصة تمنح لهم تحت أي ذريعة، فالآثار التي سيتركها احتلال الحوثي الإرهابي على المشهد اليمني لها نتائج خطيرة على مستقبل اليمن، والأخطر منها قيام هذه المليشيات بتنفيذ اعتداءات إرهابية في اتجاهات جغرافية عدة طبقا لمتطلبات من يحركها سواء داخل اليمن أو خارجه.
وقال المحللون، إن كل المؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المليشيات لم تعد مقبولة داخل اليمن وترسخت قناعات اليمنيين الذين أدركوا أنها مجرد عصابة من الإرهابيين الراغبين في فرض وجودهم على الشعب بقوة السلاح ونهب ممتلكاته، بل امتد ذلك إلى قيام هذه المليشيات بنهب كل ما يُقدَّم لليمن من دعم عبر المنظمات الدولية والاستيلاء عليه وتوظيفه لمصلحة مشروعها الإرهابي.
ومع هذا الإجماع الشعبي باليمن لتصنيف الحوثي جماعة إرهابية لا يجب التعويل المطلق على المواقف المتذبذبة للمجتمع الدولي وفق أحاديث السياسيين، فيجب على المكونات اليمنية وخاصة في الشمال اليمني القيام بما يجب لمواجهة المليشيات الإرهابية بكل قوة وتطهير مناطقها من خطرها المحدق أسوة بالقوات الجنوبية التي نجحت بتأمين كافة محافظات الجنوب من تهديدات الجماعات الإرهابية.
وتؤكد كل المعطيات والأحداث أن المعركة مع جماعة الحوثي لم تعد جنوبية أو يمنية فحسب، فهي في طور التحول إلى أن تصبح قضية كل مواطن عربي أو أجنبي لديه مخاوفه الكبيرة من أن تستمر ممارسات المليشيات الإرهابية في استهداف الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.