ركاب باص في إب لقيادي حوثي: أنتم عملاء لإيران ومزاعمكم عن العزة والكرامة يفضحها الجوع والفقر

تقارير - Saturday 12 March 2022 الساعة 08:44 am
إب، نيوزيمن، خاص:

كان المهندس صالح، وهو من أبناء محافظة إب، يستقل أحد باصات النقل في طريقه من مدينة إب إلى مسقط رأسه في القاعدة حينما وقف الباص على جانب الطريق ليصعد أحد الركاب الذي تبين فيما بعد أنه أحد مسلحي المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن، حيث كان يحمل بندقية على ظهره، وفي يده جهاز هاتف يتحدث فيه.

بعد أن أكمل المسلح الحوثي حديثه في الهاتف وجلس في مقعده داخل الباص سلم على الركاب وبدأ يحييهم ويقول لهم: (كيف انتم يارجال اب، انا اشهد انكم من افضل ابناء اليمن الصامد في وجه امريكا واسرائيل... احنا في شهر مارس وباقي ايام على ذكرى موعد الصمود... الله الله على مشاركتكم في المشاركة في الوقفات والدعم للجبهات والقوافل التي يتم ترتيبها بهذه المناسبة)..

المهندس صالح أضاف وهو يسرد لمندوب نيوزيمن القصة التي عاشها ذاك اليوم: بعد إنهاء المسلح الحوثي حديثه التفت إلى الركاب فبادره احدهم بالرد: (ايش من صمود وايش من طلي... احنا بنموت جوع وانتم تمكنونا صمود ومحاربة امريكا واسرائيل...اين امريكا واسرائيل... اليمنيون هم الذين يموتون اما بالجبهات أو بالجوع والبهذلة).

ويتابع: حينها التفت المسلح الحوثي المراني وكله غضب للشخص الذي رد عليه وقال له: "نحن اعطيناك حرية واستقلال وسيادة وعزة وكرامة، وقبل المسيرة القرآنية (مصطلح يطلقونه على حركة التمرد المليشاوية الحوثية) كانت امريكا تحتل اليمن وكان سفيرها يحكم بلادنا ويفعل ما يشتي واحنا طردنا الامريكان والآن نحاربهم في كل مكان هم واسرائيل".

كان الرد الذي جاء من راكب آخر، كما يروي الحاج محمد، صادما للمسلح الحوثي الذي تبين فيما بعد انه احد ضباط الامن الوقائي التابع للمليشيات في مدينة القاعدة وانه ينتمي إلى محافظة صعدة حيث قال له احد الركاب: (بطلوا تزييف وكذب... أي حرية وسيادة واستقلال وبلادنا موضوعة تحت الفصل السابع من قبل مجلس الامن، ومش قادرين ندخل حتى دبة بترول أو اسطوانة غاز الا بتصريح أممي وتصريح من التحالف).

يضيف ذلك الراكب وهو يعري أكاذيب القيادي الحوثي: (اما العزة والكرامة التي تزعمها فخذها لك مني واعطني مرتب وعمل اشبع به اولادي السبعة الذين لم اعد قادرا على توفير لقمة العيش لهم ولا تدريسهم، ولا معالجتهم اذا مرضوا، فبدون عمل ومرتب ولقمة عيش وتعليم وصحة لا تحدثني عن عزة وكرامة فلا كرامة لجائع، ولا عزة لمواطن يسرق مرتبه وهو لا يستطيع حتى ان يطالب به، ولا حرية لمواطن لا يحصل على اسطوانة غاز الا بعد ان تتبهذل كرامته عند عاقل الحارة، ولا يقدر على تعبئة سيارته بدبة بترول).

اثار ذلك الرد غضب القيادي الحوثي الذي سارع للتهجم على الراكب واتهامه كما يفعل كل منتم للمليشيات الحوثية: انت باين عليك مرتزق وخائن وعميل للتحالف وامريكا واسرائيل.. ومن يقول مثل هذا الكلام فأكيد انه يتسلم فلوس من السعودية والامارات واحنا قادرين نكشفكم يا خونة.

يتابع المهندس صالح سرد أحداث ذلك اليوم: وفيما كان يتوقع الركاب ان يسبب رد القيادي الحوثي خوف الراكب الا ان العكس هو الذي حدث حيث سارع ذلك الراكب للقول: هذه اسطوانة مشروخة وقد عرفناها منكم طوال سبع سنوات، والحقيقة انكم انتم الخونة والعملاء لإيران حيث بعتم اليمن وبعتم عروبتكم مقابل المال والسلاح الذي تمنحه لكم إيران مقابل قتل اليمنيين ومهاجمة جيرانها العرب وتسعون لسلخ هوية اليمن العربية وتحويلها إلى هوية فارسية، وهذا امر لن تنجحوا فيه، واذا كان نهجكم يحاول اعادة النظام الامامي الذي ازالته ثورة 26 سبتمبر لكن الاخطر انه يتم بشكل أسوأ مما كان عليه آنذاك فانتم بالإضافة إلى كهنوتكم تتبعون إيران ونظامها المذهبي الشيعي، والسياسي وتنفذون اجنداتها وتتشدقون بمزاعم عن السيادة والاستقلال.

يتابع: لم نعد نخاف منكم... ايش باتفعلوا بنا.. عتحبسونا.. احبسونا ولا افعلوا ما شئتم فنحن سجناء في بلادنا.. وفقراء في وطننا... ولا حرية ولا كرامة لنا في ظل حكمكم المليشاوي المذهبي المرتهن لإيران.

يكمل المهندس صالح لنيوزيمن: كنا نتوقع ان يتصاعد الخلاف بين الراكب والقيادي الحوثي لكن المثير ان غضب ذلك الراكب الذي بدا على وجهه الياس من الحياة حد استعداده للدخول في عراك مع القيادي الحوثي الذي صمت بعدها قبل ان يوقف الباص وينزل منه وهو يرنو نحو ذلك الراكب بنظرة ملؤها الحقد والكراهية وفي الوقت نفسه الخوف.

ويختتم المهندس صالح، الذي كان احد موظفي صندوق صيانة الطرق قبل ان يتم اقصاؤه من قبل مليشيات الحوثي واستبداله بأحد عناصرها والاكتفاء بتعيينه مستشارا بالقول: للأمانة كان ما حدث في الباص بمثابة مؤشر لما يعتمل في اوساط الناس من غضب وحنق من مليشيات الحوثي وما تقوم به من نهب وسرقات لمرتبات الموظفين واموال الناس، وما تقوم به من ممارسات وانتهاكات لحرياتهم وحقوقهم، وما تنفذه من إجراءات تنكيلية بكل مخالف أو معارض لها من اعتقاله إلى محاكمته ومصادرة ممتلكاته بشكل سافر لم يسبق ان شهدته اليمن في تاريخها المعاصر، لكن موقف ذلك الراكب كان كفيلا بان يقول للجميع ان الناس ومهما صمتوا خوفا من الظلم والقوة فانهم ما ان يجدون الفرصة فلن يرحموا جلاديهم وسيقتلعونهم من كراسيهم ولا احد يمكنه التنبوء كيف سيكون مصير ظالمي وناهبي وفاسدي مليشيات الحوثي الذين يحكمون صنعاء وبعض المحافظات اليوم منذ انقلابهم في سبتمبر 2014م..