القوات الروسية تعزز تقدمها نحو كييف وتغلق الطرق إلى ماريوبول

العالم - Saturday 12 March 2022 الساعة 08:14 pm
نيوزيمن، وكالات:

شددت القوات الروسية ضغوطها على العاصمة الأوكرانية "كييف"، السبت، وقصفت مواقع مدنية في مدن أخرى بينها ماريوبول التي يعيش آلاف من سكانها في ظروف قاسية تحت عمليات قصف مستمرة منذ أكثر من أسبوعين.

وأعلنت الخارجية الأوكرانية، السبت، أن مسجدا لجأ إليه ثمانون مدنيا بينهم أتراك، تعرض للقصف في ماريوبول من دون أن تحدد متى حدث ذلك.. بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وفي مدينة ميكولايف الساحلية (جنوب) لم تتوقف عمليات القصف ليلا وأصابت خصوصا مركزا لرعاية مرضى السرطان ومستشفى للعيون.

 وقال رئيس مستشفى طب العيون دميترو لاغوتشيف "أطلقوا النار على هذه المناطق المدنية من دون أي هدف عسكري".

وذكرت وسائل الإعلام المحلية، صباح السبت، أن صفارات الإنذار دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك في المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف.

في فاسيلكيف بجنوب كييف اشتعلت النيران في محطة نفطية بعد غارة جوية روسية حسب رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة كييف أوليكسي كويبا. 

ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية (أونيان) عن الشرطة أن "مستودعًا للذخيرة تضرر وهناك ذخيرة تنفجر، واندلع حريق".

وقالت المنظمة غير الحكومية، أطباء بلا حدود، إن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوما تحت القصف باتت في وضع "شبه ميؤوس منه". وأضافت إن "مئات الآلاف من الأشخاص" يقيمون فيها بلا مياه وبلا تدفئة، بينما تتحدث حصيلة رسمية عن سقوط 1582 قتيلا.

وبحسب شهود عيان فقد تركت أعداد من الجثث في الشوارع وتم حفر مقبرة جماعية كبيرة لدفن أخرى. 

وفي الأيام الأخيرة، شوهد سكان يتشاجرون بسبب الحصول على الطعام.

وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الجمعة، إن "العدو ما زال يغلق ماريوبول"، موضحا أن "القوات الروسية لم تسمح بدخول مساعداتنا إلى المدينة".

 ووعد بالقيام بمحاولة جديدة، السبت، لإيصال مواد غذائية ومياه وأدوية.

من جهته أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة، في تغريدة مرفقة بصورة حفرة أن "ماريوبول المحاصرة هي حاليا أسوأ كارثة إنسانية على هذا الكوكب.. مضيفا "قتل 1582 مدنيا في 12 يوما ودفنوا في حفر جماعية".

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي سلم أكثر من مئة طن من المساعدات الإنسانية "للمستعمرات المحررة في منطقة خاركيف" في شمال شرقي أوكرانيا.

- كييف "رمز المقاومة" -

وإضافة إلى ماريوبول، يركز الروس جهودهم على مدن كريفي ريغ وكريمنشوغ ونيكوبول وزابوريجيا، حسب الجيش الأوكراني.

لكن هدفهم الرئيسي يبقى كييف التي يحاولون تطويقها. 

وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول القضاء على الدفاعات في بلدات عدة بشمال العاصمة وشمالها "لإغلاقها".

وأعلن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس زيلينسكي في تسجيل فيديو أن "كييف رمز للمقاومة" وهي تستعد "للدفاع".

من جهته، تحدث الجيش الروسي عن إحراز تقدم على جبهة منطقة دونباس الانفصالية في الشرق، مؤكدا أنه دمر "ما مجموعه 3491 بنية تحتية عسكرية أوكرانية"، بما في ذلك "123 آلية جوية بدون طيار و1127 دبابة ومدرعات قتالية أخرى".

أما هيئة الأركان العامة الأوكرانية فأكدت على فيسبوك أن روسيا خسرت أكثر من 12 ألف جندي و1205 آليات مدرعة منذ بدء الغزو في 24 فبراير.

وتكشف أرقام نشرتها الأمم المتحدة اتساع الأزمة الإنسانية مع فرار أكثر من 2,5 مليون شخص من أوكرانيا بينهم 116 ألفا من رعايا دول أخرى. 

وتحدث رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن حوالى مليوني نازح آخرين داخل البلاد.

يتوجه معظم اللاجئين إلى بولندا، حيث يقدر عددهم بنحو 1,5 مليون شخص. 

وشكر زيلينسكي في تسجيل فيديو بولندا على استضافتهم.

- دعوة إلى "الأمهات الروسيات" -

يواصل المعسكر الغربي تعزيز الضغط الاقتصادي على موسكو عبر التمهيد لفرض رسوم جمركية عقابية ووقف المبادلات التجارية.

وانضم الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى واشنطن لحرمان روسيا من وضع "الدولة الأولى بالرعاية" الذي يسهل التجارة الحرة في السلع والخدمات.

وإثر قمة القادة الأوروبيين في فرساي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "إذا كثف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين القصف وفرض حصارا على كييف... فإننا نعرف أنه سيكون علينا فرض عقوبات شديدة مرة أخرى".

ولم يستبعد ماكرون استهداف واردات الغاز أو النفط.

من جهته، حذر بايدن، الجمعة، من أن روسيا ستدفع "ثمنا باهظا" إذا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا. 

لكنه تعهد "بتجنب" مواجهة مباشرة بين الناتو وموسكو حتى لا تندلع "حرب عالمية ثالثة".

من جهتها، أعلنت روسيا أنها ستحجب إنستغرام المتهمة بنشر دعوات إلى العنف ضد الروس بعد أن خففت شركة "ميتا" قواعدها بشأن الرسائل العنيفة الموجهة إلى الجيش والقادة الروس.

ويرى محللون أنه على الرغم من أن المحادثات الأولية رفيعة المستوى بين روسيا وأوكرانيا على مستوى وزراء الخارجية أحيت أملا عابرا في التوصل إلى حل تفاوضي بين البلدين، لكنهم يرجحون أن الصراع ستتم تسويته بشكل أساسي عسكريا على الأرض.

وخرج وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا، اللذان اجتمعا برعاية نظيرهما التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس، بعد أقل من ساعتين من المفاوضات، من دون الإعلان عن إحراز تقدم، لكنهما تعهدا بمواصلة الحوار.

وقال تشاوش أوغلو في أنطاليا، إنه لم يكن أحد يتوقع حصول "معجزة"، لكن كل شيء "بحاجة إلى بداية"، مشيرا حتى إلى احتمال عقد قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأعربت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي زارت رومانيا، الجمعة، عن أسفها لأن الرئيس الروسي "لا يظهر أي مؤشرات إلى التزام بالانخراط في دبلوماسية جدية".