على خلفية أزمة المشتقات النفطية.. قيادات المليشيات الحوثية تهدد أبوراس

تقارير - Saturday 19 March 2022 الساعة 07:17 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

كشفت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء، عن تلقي السفير والبرلماني السابق فيصل أمين أبوراس تهديدات من قيادات أمنية تابعة لمليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، على خلفية انتقاداته اللاذعة لسياسة المليشيات المتعلقة بأزمة المشتقات النفطية الأخيرة في صنعاء.

وقالت المصادر لنيوزيمن، إن التهديدات الأمنية الحوثية لفيصل أبوراس أطلقتها قيادات تعمل في جهاز المخابرات الذي تديره المليشيات عبر شقيقه الشيخ صادق أبوراس الذي يشغل عضو المجلس السياسي الأعلى الخاضع لسيطرة الحوثين ورئيس المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، الذي تلقى تلك التهديدات خلال اتصال من قيادات حوثية طلبت منه إيقاف شقيقه عن نشر انتقاداته ضد المليشيات خصوصاً فيما يخص أزمة المشتقات النفطية، أو تحمل مسؤولية ما سيحدث له.

وشهدت الآونة الأخيرة تصاعد حدة الانتقادات التي ينشرها السفير والبرلماني السابق فيصل ابوراس للمليشيات الحوثية على خلفية عدة قضايا، لكن اتهاماته الأخيرة لهم بافتعال أزمة المشتقات النفطية لأهداف سياسية ومادية متعلقة بممارسة الفساد والنهب أثارت غضب المليشيات وقياداتها بشدة، وهو الأمر الذي اضطر القيادي الحوثي المعين مديرا لشركة النفط الخاضعة لسيطرتهم للرد عليه شخصيا في موقع تويتر الذي ينشر فيه ابوراس تغريداته ويزعم ان الازمة ناجمة عن الحصار ومنع دخول سفن المشتقات النفطية من قبل التحالف، وعلق على تغريدة لابي راس بالقول: "وما دون ذلك كذب واشاعات يتم اعدادها من المطبخ الاعلامي للتحالف"، في إشارة إلى ان تغريدات وانتقادات فيصل ابوراس ضد المليشيات وراءها التحالف العربي.

وكان فيصل ابوراس شن حملة انتقادات لاذعة ضد مليشيات الحوثي فيما يخص إدارتها لازمة المشتقات النفطية سواء من خلال تغطيته لطوابير سيارات المواطنين في بعض محطات صنعاء التابعة لشركة النفط الحوثية أو ما تقوم عناصر الحوثي من ممارسات بحق المواطنين وعمليات الابتزاز للسائقين، والرشاوى التي يحصلون عليها مقابل تموين اشخاص بشكل تمييزي على الآخرين، بل وصل به الامر إلى اتهام شركة النفط الحوثية بالوقوف وراء الأزمة، حيث قال في تغريدة له في الخامس من مارس الجاري على صفحته بتويتر: "مؤلم حد القهر ان يعاني الناس كل هذا العناء والبترول موجود ويقال نتيجة خلافات بين الشركة واصحاب القاطرات والحديث عن معايير ومقاييس ومواصفات ما انزل الله بها من سلطان... حسبنا الله ونعم الوكيل، والله المستعان".

واثارت هذه التغريدة حنق المليشيات الحوثية، حيث سارع الناطق باسم شركة النفط الحوثية عصام المتوكل للرد على فيصل ابوراس، قبل ان يعقبه مدير الشركة نفسه عمار الأضرعي بالرد واتهام ابوراس بالعمل مع التحالف.

وعقب رد مدير شركة النفط الحوثية تصاعدت حملة المليشيات ضد فيصل ابوراس، حيث عمد اعلاميون ونشطاء حوثيون إلى نشر مزاعم يتهمون فيها شقيق فيصل ابوراس الشيخ صادق امين ابوراس الذي يشغل رئيس المؤتمر الشعبي العام في صنعاء وعضو المجلس السياسي الذي يديره الحوثيون بتزعمه للسوق السوداء الخاصة بالمشتقات النفطية وانه يشارك السعودية في تأجيج الرأي العام ضد المليشيات.

وفيما لم يصدر عن مؤتمر صنعاء أي رد أو تفنيد على تلك الحملة التي طالت رئيسه، الا ان المصادر علقت على ذلك بالقول: ان رد فعل المليشيات الحوثية الذي نشر مزاعم كاذبة عن صادق ابوراس لم يكن سوى محاولة لتخويف شقيقه فيصل ليتوقف عن نشر مواقفه الناقدة لسياسات الحوثيين وما يمارسونه من مظالم ونهب وفساد وجبايات وافتعال ازمات، وفي الوقت نفسه محاولة للهروب من تحمل مسؤولية افتعالهم لازمة المشتقات النفطية والغاز المنزلي من خلال السعي للهروب من تحمل المسؤولية ومحاولة تحميلها لشريكهم الصوري في الحكم مؤتمر صنعاء الذي احسن كما قالت المصادر بصمته وعدم انجراره للرد على اكاذيب المليشيات الحوثية في هذا الموضوع.

وفي ذات السياق شن اعلاميون تابعون للمليشيات هجمة شرسة ضد فيصل ابوراس، حيث وصفه القيادي الحوثي ورئيس مجلس ادارة وكالة سبأ الخاضعة للمليشيات نصر الدين عامر بانه من "بقايا ومخلفات عفاش القذرة"، حسب وصفه، فيما هاجمه رئيس صحيفة الثورة الحوثي عبدالرحمن الاهنومي ووصفه بانه طابور خامس يخدم العدوان ويروج لخططهم.

يشار إلى أن فيصل ابوراس شقيق الشيخ صادق ابوراس رئيس مؤتمر صنعاء وعضو المجلس السياسي الخاضع لسيطرة المليشيات هو عضو برلمان سابق، وسفير سابق لليمن في لبنان، وتربطه علاقات وطيدة بقيادات حزب الله اللبناني، حتى انه كان من اكثر من دافع عن المليشيات الحوثية اثناء حروب تمردها ضد الدولة، وايضا من اكثر من تبنى وروج لمواقفها السياسية والاعلامية ضد التحالف العربي.