معركة حرض.. ختام 7 سنوات من العبث الإخواني بمعركة تحرير اليمن من قبضة إيران

تقارير - Thursday 24 March 2022 الساعة 07:24 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

مع حلول يوم السبت القادم تختم الحرب في اليمن عامها السابع وتلج عامها الثامن، وسط تساؤلات عن المحصلة العسكرية للحرب التي بات يؤرخ لها بلحظة الإعلان عن انطلاق "عاصفة الحزم" في الـ26 من مارس من عام 2015م من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية.

الهدف الرئيس للحرب أو للعملية كان يتلخص في هزيمة مليشيات الحوثي عبر استعادة السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي على اليمن بعد إنهاء انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة من خلال تحرير واستعادة العاصمة صنعاء.

إلا أن المشهد العسكري بعد 7 سنوات يشير إلى ذلك، حيث لا تزال صنعاء وشمال اليمن بقبضة مليشيات الحوثي باستثناء نصف مساحة محافظة تعز ومديريتين من محافظتي مأرب والحديدة والمساحات الصحراوية من محافظة الجوف.

في حين يبقى الإنجاز الوحيد للحرب أو لعاصفة الحزم هو تحرير كامل للجنوب بعد طرد مليشيات الحوثي من المحافظات الجنوبية التي احتلتها وهي عدن والضالع ولحج وأبين وأجزاء من شبوة، في حين ظلت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى في مأمن منها.

هذا التناقض في المشهد العسكري شمالاً وجنوباً تحاول جماعة الإخوان والقوى المرتبطة بها استغلاله لاستهداف دول التحالف عبر تفسير أسبابه بأنها مؤامرة منها لتقسيم اليمن بفرض حدود ما قبل عام 90م، وأنها سهلت تحرير الشمال في حين تتعمد بقاء الشمال تحت قبضة مليشيات الحوثي.

تقدم جماعة الإخوان هذه الرواية كرد على الاتهامات التي توجه لها وللقوى الحليفة لها داخل الشرعية بوقوفها خلف الهزائم العسكرية لجبهات الشرعية وأنها من تمسك بملف الحرب شمالاً عبر جنرالها علي محسن الأحمر.

اتهام تؤكده حقيقة أن كل الجبهات التي تعرضت للهزيمة بشكل مريب أو للجمود أمام مليشيات الحوثي كان الرابط الوحيد بينها هي سيطرة جماعة الإخوان والأحمر عليها، في حين انتصرت أو صمدت باقي الجبهات الخارجة عن هذه السيطرة كجبهات الانتقالي والقوات المشتركة بالساحل الغربي.

آخر هذه الهزائم المريبة شهدته جبهة حرض الشهر الماضي، والتي ساد التفاؤل بإنهاء حالة الجمود الذي تعيشه الجبهة منذ نحو 4 سنوات بعد إعلان التحالف عن انطلاق معركة تحرير مدينة حرض والتي لا تبعد عن حدود السعودية أكثر من 15كم.

تفاؤل ساد رغم أن العملية جاءت بقيادة أحد أبرز الموالين لجماعة الإخوان والجنرال الأحمر وهو قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء / يحيى صلاح، إلا أن ذلك التفاؤل لم يدم لأكثر من أسبوع واحد فقط، وهي المدة التي ظلت فيها قوات المنطقة الخامسة تتحدث عن تطويق مدينة حرض وقرب اقتحامها وتحريرها.

لينتهي الأمر بانسحاب مفاجئ لقوات الشرعية من المواقع التي سيطرت عليها في مداخل مدينة حرض ومحيطها، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تمكنت مليشيات الحوثي من مضاعفة انتصاراتها والزحف نحو مواقع جديدة خارج مديرية حرض.

وخلال الأسبوع الماضي بث الإعلام الحربي التابع لجماعة الحوثي مشاهد تظهر جانباً من المعارك التي خاضتها مليشيات الجماعة في حرض، وأشارت بانها تمكنت من التوغل واستعادة السيطرة على مساحات داخل مديريتي ميدي وحيران المجاورتين لحرض، كانت قوات الشرعية قد حررتها خلال الأعوام الماضية.

لتضاف معركة حرض إلى قائمة الهزائم المريبة لقوات الشرعية خلال السنوات الثلاث الماضية، ابتداءً من العود ومريس بالضالع مروراً بسقوط جبهة نهم والجوف وسقوط جبهة قانية بالبيضاء وما تلاها من مديريات مأرب الجنوبية، وختاماً بتساقط جبهات البيضاء ومديريات شبوة الغربية ومنها إلى مديريات مراد لتصل مليشيات الحوثي إلى آخر خط دفاع عن مدينة مأرب وهي جبال البلق.

هزائم مريرة تجرعتها الشرعية خلال سنوات ومعها التحالف وكل خصوم جماعة الحوثي، ولا يبدو بأنها ستتوقف في ظل بقاء نفوذ وسيطرة الإخوان وجنرالهم الأحمر على القرار داخل الشرعية وعلى الملف العسكري.