الصوفي: كيف سيكون تأثير إعلان مجلس القيادة على الجبهات والمتاريس؟

تقارير - Thursday 07 April 2022 الساعة 08:50 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

الإعلان يقول إن مهمة المجلس هي التفاوض مع الحوثي.

فالافتراض قائم على أن عمان ستقود الحوثي إلى الاكتفاء بما تحت يده والدخول في سلام.

جنوباً، أصبح للجنوب نصف أعلى سلطة إلى جانب نصف الحكومة، وهذا قد يكون مفتاحاً مهماً لموضعة الجنوب إذا عاد الشمال بسلام الحوثي، نصفاً بنصف، الوصول إلى الفيدرالية.

ولكن كيف سيرتب الشمال شأنه بين الحوثي والأعضاء الذين يمثلون الشمال حالياً؟ بكم سيقبل الحوثي تمثيله في المجلس؟

وكيف سيتم معادلة ذلك جنوباً؟

هذا إذا ظهرت كل مقولاتنا عن طبيعة الحوثي خاطئة، وظهر الحوثي كجماعة وطنية سياسية.

أما إذا لم يتحقق السلام، وخاض الحوثي معركة أخرى باتجاه مارب أو غيرها.. فكيف سيواجه مجلس القيادة واجبات الجبهات؟

هذا سؤال يستدعي القلق العسكري، ولكن لنؤجل القلق إلى حين. فالجميع الآن ينافس بعضه احتفاءً، وكل يعتبر القرارات مكسباً له.

قرارات فجر اليوم الرئاسية، وهي أنهت مشاورات الرياض قبل انتهائها، فيها إيجابيات مهمة ولكنها إيجابيات الضرورة، فتشكيل مجلس قيادة هو تأكيد على تدهور مركزية منصب رئيس الجمهورية اليمنية الدستورية، جراء رفض هادي القيام بهذه الخطوة منذ 2014، نهاية مدته المحددة في المبادرة الخليجية.

كان لدينا رئاسة قوية المرجعية، انتهت بثورة 2011، وجاء بعدها رئيس بلا مرجعية، واليوم أصبح لدينا مجلس قيادة معين من رئيس منتهي الصلاحية وخارج البلاد، وهو مجلس لولا الوجود الجنوبي لكان أشبه بمجلس قيادة الثورة السورية.

المجلس هو ابتعاد خطوة أخرى عن الدستور، وعن كل المرجعيات التي كان هادي يقول إنه متمسك بها. وهذا نتيجة طبيعية، لأن الجمهورية اليمنية أصبحت أضعف مما كانت، ولكن هذا الضعف لم ينتجه المجلس بل نتيجة ما قبله من أداء، أما تشكيل المجلس فهو حكم الضرورة لكي لا تزيد الأمور سوءاً..

وهذه هي الواقعية التي يجب التزامها بدلاً من شعارات برَّاقة لم يعد لها قيمة على الأرض في دولة ما بعد ثورة 2011 وسقوط الجمهورية اليمنية في 2014 تحت ضربات دولة الحوثي المناقضة كليةً للوحدة وللجمهورية وللدولة الوطنية.

وهناك إيجابية أخرى، فالمجلس رغم ضعف شرعية الدولة التي يحكمها نظرياً لكنه سيعطي للمفاوضات مع الحوثي قوة بوجه المجتمع الدولي. فالشرعية بصيغتها السابقة كانت في أشد حالات الضعف، وهو ضعف كان ينتفخ بسببه الحوثي بحكم سيطرته على الأرض ووحدته التنظيمية، أما اليوم فمجلس القيادة سيشكل قوة كبيرة في طاولة المفاوضات باعتباره ممثلاً لكل أطياف الخصوم الذين يقفون ضد الحوثي.

بقيت نقطة أخرى، هي أن المجلس نقل قوات العمالقة التي كان خصومها يتهددونها بتهم التوجهات الدينية إلى أعلى مستوى من الشرعية، فقائدها أصبح عضواً في مجلس القيادة.