الجنوب وجبهة مُريس.. قصة نجاح لـ«وحدة» البندقية في وجه ذراع إيران

السياسية - Sunday 21 December 2025 الساعة 10:22 pm
الضالع، نيوزيمن، خاص:

أعاد لقاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي، بقيادات جبهة مُريس وحجر شمال محافظة الضالع، التذكير بتجربة فريدة لشركاء المعركة ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية.

اللقاء الذي جرى بقصر المعاشيق في العاصمة عدن، الخميس الماضي، جدّد فيه الزُبيدي الإشادة بالمواقف الوطنية المخلصة لأبناء مُريس وقعطبة، ودورهم الوطني المشهود في التصدي للمشروع الإيراني الذي تقوده الميليشيات الحوثية الإرهابية.

كما أشاد الزُبيدي بتلاحم أبناء مُريس وقعطبة واصطفافهم جنبًا إلى جنب مع إخوانهم في خطوط المواجهة مع الميليشيات الإرهابية، على امتداد جبهات شمال الضالع.

ويُشير الزُبيدي هنا إلى واحدة من أهم التجارب والقصص في جبهات الحرب باليمن، وقدرة خصوم ميليشيا الحوثي الإرهابية على تجاوز تبايناتهم واختلاف مشاريعهم، والتوحد في مواجهة الميليشيا، كما حدث في جبهات مُريس وقعطبة والفاخر، شمالي الضالع.

فهذه الجبهات تتقاسمها التشكيلات العسكرية الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، جنبًا إلى جنب مع التشكيلات العسكرية لأبناء مناطق مُريس وقعطبة، المحسوبة تاريخيًا على جغرافيا الشمال، بانسجام فريد صنع واحدة من أشد الجبهات قوةً وصمودًا في وجه ميليشيا الحوثي الإرهابية.

هذه الصورة التي ترسمها الجبهات شمالي الضالع تعود إلى العلاقة الفريدة التي جمعت، منذ العام الأول للحرب عام 2015م، بين المقاومة الجنوبية ومقاومة مُريس وقعطبة.

وكان السبب الرئيسي وراء هذه العلاقة الفريدة أنها كانت خارج نفوذ قوى العبث داخل الشرعية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، التي مثلت أهم عامل للخلاف والصراع داخل معسكر الشرعية.

وتجسّد ذلك عمليًا عام 2019م، بالتساقط المريب لبعض جبهات الشرعية الخاضعة لسيطرة الإخوان في العود وحمك، وأسفر ذلك عن سقوط مدينة قعطبة بيد ميليشيا الحوثي، ووصول تهديدها إلى مدينة الضالع بعد اقترابها من منطقة سناح.

لتخوض القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، مسنودةً بمقاومة مُريس وقعطبة وبقايا من جيش الشرعية هناك، معركة تحرير قعطبة وطرد ميليشيا الحوثي إلى منطقة الفاخر التابعة إداريًا لمحافظة إب.

التخلص من ميليشيا الحوثي، ومن سيطرة وعبث الإخوان في جبهات شمال الضالع، صنع نموذجًا فريدًا لجبهات الحرب في اليمن، وقدرة على خلق وحدة بين الجنوب والشمال لمواجهة الميليشيا الحوثية.

وفي مارس الماضي، أطلق الزُبيدي أقوى تصريح يعكس حجم الوحدة التي صنعتها جبهات القتال شمالي الضالع، حيث صرّح قائلًا: «أبناء قعطبة ومُريس منا وفينا وجزء لا يتجزأ من الضالع».

وأضاف الزُبيدي، ضمن خطابه الذي ألقاه في لقاء عام أقامه الانتقالي في مدينة الضالع، مؤكدًا موقفه من أبناء قعطبة ومُريس، بالقول: «لهم ما لنا، وعليهم ما علينا، ولن نتركهم أو نخذلهم، وستظل بنادقنا إلى جانب بنادقهم».

ليعود الزُبيدي اليوم ويختار اللقاء بقيادات جبهة مُريس وحجر شمال محافظة الضالع، ليؤكد أهمية «وحدة البندقية» لهزيمة الحوثي، ضمن محاولات المجلس الانتقالي الجنوبي مواجهة حملة التحريض والعداء التي تقودها جماعة الإخوان ضد الإجراءات التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية مؤخرًا في محافظتي حضرموت والمهرة.

حيث أعاد الزُبيدي التأكيد أن هذه الإجراءات جاءت في سياق تأمين الجنوب المحرر ليكون منطلقًا لتحرير مناطق الشمال، مشيرًا إلى أن الوجهة هي صنعاء، مهما حاولت بعض القوى حرف مسار المعركة عبر افتعال صراعات جانبية.

مُعيدًا التأكيد أن الهدف المشترك للقوى الوطنية المناهضة لميليشيا الحوثي الإرهابية يتمثل في تحرير مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة تلك الميليشيا، وصولًا إلى صنعاء.

ودعا الزُبيدي إلى عدم الالتفات لحملات التشويش والضجيج الصادرة عن قوى فقدت تأثيرها وحضورها السياسي، مؤكدًا أن الالتزام بالمسؤولية الوطنية والشراكة الصادقة هو الطريق الوحيد لتحقيق النصر.

وأشار الزُبيدي في حديثه إلى أهم معضلة يُعاني منها الشمال في سبيل الخلاص من ميليشيا الحوثي الإرهابية، حيث لفت إلى خذلان بعض القيادات الشمالية وانحرافها عن مسار التحرير نحو مصالحها الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العليا.

مؤكدًا أن الشمال اليوم بحاجة إلى قيادة شجاعة قادرة على اتخاذ القرارات المصيرية وتحمل المسؤولية، قائلًا: «فالأيادي المرتعشة والمواقف المهزوزة لن تصنع نصرًا، ولن تبني وطنًا».