غائبة عن الشمال وتثير الحساسية جنوباً.. من المعني بدعوة الوحدة اليوم؟

تقارير - Tuesday 12 April 2022 الساعة 12:44 am
نيوزيمن، كتب/ بدر قاسم محمد:

لماذا يجب أن يكون الجنوب هو المعني الأول بأي كلمة وحدوية قد ترد على لسان أي قائد يمني؟ 

لماذا لا يكون شمال اليمن هو المعني حسب المعطيات العسكرية والسياسية التي نشهدها اليوم؟!.

فعلى الرغم من أن كلمة الرئيس بالتشاور رشاد العليمي التي ألقاها (الجمعة)، كانت أقصر كلمة في تاريخ الرئاسة اليمنية، تخلت عن الانتفاش الطاؤوسي للطير الجمهوري. إلا أنه ما زالت هناك حساسية مفرطة لدى الشعب الجنوبي تجاه أي كلمة تحتمل الإشارة إلى "الوحدة اليمنية" ولو بشكل غير مباشر.

وبالمقابل لا يمكن الجزم بأن ثمة ترشيدا أو رشادا في الخطاب السياسي والإعلامي اليمني، بات فجأة يضع لمشاعر الشعب الجنوبي اعتبارا، ما لم يكن هذا الشعب ممثلا تمثيلا سياسيا في الرئاسة اليمنية، بعضوية رئيس المجلس الانتقالي وقائد القوات المسلحة الجنوبية عيدروس الزبيدي وقائد قوات العمالقة الجنوبية أبو زرعة المحرمي ومحافظ محافظة حضرموت فرج البحسني.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة انتفاشة طاؤوسية لجمهورية الحوثيين الإسلامية، تتعدى الحدود السياسية لليمن وتهدد المنطقة العربية برمتها. أشار إليها الرئيس بالتشاور رشاد العليمي في كلمته (الأولى). الإشارة التي يفترض بها أن تثير حنق الحوثيين وحساسيتهم الوطنية تجاه من يسمونهم بـ"المرتزقة والعملاء لدول العدوان"، حد وصفهم للرئاسة اليمنية ودول التحالف العربي.

بالعودة للحديث عن كلمة العليمي المختصرة، سنقف على أبرز المحددات الموضوعية التي أخرجتها على هذا النحو، منها: الدعوة للسلام وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة، القضية الجنوبية، سيطرة الحوثيين وتغولهم شمالا، عملية نقل الشرعية اليمنية إلى مجلس رئاسي بطابع اتحادي ينفي النظام الجمهوري.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة محدد سيكولوجي اختص أكبر حاضنة مدنية في اليمن، محافظة تعز، بمهمة قيادة المرحلة الانتقالية الحالية، حيث وضع سلطات الدولة الثلاث بيد أبنائها، رشاد العليمي رئيسا لمجلس الرئاسة ومعين عبدالملك رئيسا لمجلس الوزراء وسلطان البركاني رئيسا لمجلس النواب.

لكن مثلما يشير ذلك إلى المسار الوسطي المسالم، بالمقابل ثمة مشاريع سياسية تصدرتها تعز في شمال اليمن باءت بالفشل، لعل أبرزها الثورة ضد الحكم الإمامي البائد والثورة ضد النظام الجمهوري السابق.

لذلك ثمة مخاوف حقيقية من تكرار الفشل شمالا، قد يدفع قيادة المرحلة لتغطية فشلها بالبحث عن أي نجاح مفترض جنوبا، مثلما عودتنا الأحداث التاريخية السابقة.

لذلك تبدو حساسية الشعب الجنوبي إزاء الخطاب السياسي اليمني، مفرطة لكن لا يمكن وصفها بالمبالغة.

*محلل سياسي جنوبي من فريق سوث 24، نقلا عن صفحته في الفيس بوك