"شرعية الخنادق" بديلاً عن "شرعية الفنادق".. مأزق ذراع إيران في اليمن سلماً وحرباً

تقارير - Thursday 14 April 2022 الساعة 11:10 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

عكس استمرار التصريحات والمواقف المهاجمة والعنيفة من قبل قيادات جماعة الحوثي ضد مجلس القيادة الرئاسي، حجم الانزعاج لدى الجماعة من خطوة إعلان المجلس، الخميس الماضي، بتوافق داخلي عريض وتأييد عربي ودولي واسع.

اللافت في هجوم الجماعة هو مسارعتها بعد ساعات من إعلان المجلس، عبر ناطقها محمد عبدالسلام، إلى اعتبار إعلان المجلس خطوة "تدفع نحو التصعيد" رغم إطلاق رئيس المجلس رشاد العليمي في أول خطاب له وعداً بالعمل على إنهاء الحرب وإحلال السلام، مع التأكيد على أن المجلس "مجلس سلام".

وطيلة الأيام الستة الماضية على إعلان المجلس ركزت جماعة الحوثي هجومها بشكل مكثف عبر بيانات صادرة من كيانات تابعة لها أو عبر تصريحات لقياداتها وناشيطهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا الهجوم الحوثي الذي يعكس حجم الانزعاج من خطوة إعلان المجلس يعيده مراقبون إلى أسباب عدة، منها تشكيلة أعضاء المجلس، "كون معظم الأعضاء الثمانية لهذا المجلس، ذوي خلفيات عسكرية، وقيادات لكيانات عسكرية كبيرة ونوعية"، بحسب ما يقول الكاتب د. صادق القاضي في مقال له.

ويعتبر القاضي بأن ذلك "يلبي مطلب المرحلة المتمثل بالأولوية العسكرية في التعامل مع الانقلاب المسلح الذي لا يؤمن بغير القوة والغلبة"، حسب قوله.

وبالنظر إلى تشكيلة أعضاء المجلس فإن خمسة منهم يحملون رتبة لواء وهم (الرئيس رشاد العلمي وعيدروس الزبيدي وسلطان العرادة وفرج البحسني وعثمان مجلي) في حين يحمل العضوان الآخران رتبة عميد وهما (طارق صالح وابوزرعة المحرمي)، في حين أن المدني الوحيد هو عبدالله العليمي مدير مكتب الرئيس السابق هادي.

كما أن أغلب أعضاء المجلس هم قادة لتشكيلات مسلحة تتقاسم مسرح الجبهات شمالاً وجنوباً في مواجهة مليشيات جماعة الحوثي، ما يمنح المجلس شرعية "الخنادق والبنادق"، كما يرى الصحفي عبدالسلام القيسي.

ويرى القيسي، في مقال له، بأنه "مجلس عسكري لا أقل، مجلس ملحمي يجمع بنادق الرجال". ويستدرك بالقول بأن المجلس هو "العنوان الملحمي للمرحلة، مرحلة سلام عادل أو بندقية خلاص".

إلى جانب الطابع العسكري للمجلس بحكم طبيعة أعضائه وامتلاكه القدرة على مواجهة الحوثي بخيار الحرب في حالة فشل خيار السلام، فإن المجلس "سيعطي للمفاوضات مع الحوثي قوة بوجه المجتمع الدولي"، كما يرى الصحفي نبيل الصوفي.

ويوضح الصوفي فكرته بالقول: الشرعية بصيغتها السابقة كانت في أشد حالات الضعف، وهو ضعف كان ينتفخ بسببه الحوثي بحكم سيطرته على الأرض ووحدته التنظيمية، أما اليوم فمجلس القيادة سيشكل قوة كبيرة في طاولة المفاوضات باعتباره ممثلاً لكل أطياف الخصوم الذين يقفون ضد الحوثي.