معارك "الشمال" الخاصة.. إسلاموية الخميني وأطماع التسلُّط المحلي

تقارير - Friday 22 April 2022 الساعة 11:52 pm
نيوزيمن، كتب/نبيل الصوفي:

الشمال ليس معنا في معارك معاشيق والحاضر والمستقبل، هو يعيش معركته الخاصة التي فجَّرها صلف الحوثي ودمويته بإطلاق نعرة الحق الهاشمي الماضوية، ما قبل الدولة الوطنية والحقوق المتساوية في الفكر الحديث.

وهذا التنعير، هو قرار إيراني.. الحوثي كان يمكنه أن يكون بكل تخلفه واحداً منّا يصارع داخل الجمهورية اليمنية ونخرج معه إلى طريق، لكن مشروع إسلاموية الخميني ويداها القاتلة قاسم سليماني ورسوله ماهر الإجرام حسن إيرلو، يريدون جرحاً أعمق في هذا البلد العروبي المستفز، وجار عدوهم الأيديولوجي، السعودية.. يريدون جرحاً لا يمكن للحوثي نفسه النجاة منه.

ووافق إجرام الخمينيين أطماعاً طافحة في نفوس نخبة باقية من إرث الإمامة التي سقطت وانتهت قدرتها فكرياً وسياسياً واجتماعياً بثورة 26 سبتمبر، ومن معها من نخب الجمهورية التي فقدت الإمامة ولم تكسب الجمهورية أو بعضها لم تكسب منها.

ومن بعيد، من حيث انشغالنا، فإنَّ الناس أحرار في دعوى انتسابهم، والآخرين أحرار في السخرية من هذا الادعاء بناءً على موقفهم من المدعي.

وتنتهي المعركة هنا.. أما إذا ادَّعى الدعيُّ حقوقاً تترتب له على ادعائه، فهو عدو لغيره، وهو من لحظته خطر على الوطن والمواطنة.

من يرى انتماءه هاشمياً، عدنانياً، قحطانياً.. خولانياً، حاشدياً، مجرد انتماء عادي كالانتماء لوصاب وريمة ومقديشو وأديس ابابا ومكة وحجة والجحملية وابن المتوكل مثل ابن الأحمر وابن الشيخ عثمان مثل ابن بعدان.. وأي عائلة أو منطقة.. لا يرتب له أي حق ولا يسقط عنه أي واجب.. فهذا أمر اعتيادي بشري، الناس كلهم فيه سواء.

وعاد نحن في مرحلة تقاضي إعلاء المناطقية وإسقاط العائليات، الاكتفاء باسمك الأول وأبيك وأبيه وانتهت الحكاية، هذا ما يهم القانون والناس، أصولك الجينية هذه شأن يخصك أنت.

من يقول لي: من حقي أكون هاشمياً، ومن واجبك أن تعطيني السلطة وتتعبد الله بطاعتي، فهذا عادي يرجع بطون بني هاشم في مكة، ويسد هو والناس هناك.. لن يكسب المواطنة في بلد وهو يدعي حقاً مصدره بلد آخر.

احترمْ وطني، وانتمِ بعدها لما تشاء.

وفي المقابل فإنَّ المواطنة هي وصف قانوني، يكسبه الناس بشروط الدستور والقانون.. بالولادة أو بالإقامة بعدد السنوات، يمنيون مولداً اليوم هم سفراء ووزراء ونواب في أمريكا وهولندا وإندونيسيا وماليزيا والإمارات... وغيرها.. بكفاءة والتزام ومواطنون في دولهم، وحكاية المتورد هذه ملاوعة عادية لأنها تصدر من موجوعين أفقدهم مدعي الهاشمية وطنهم، أما إن صارت لفظاً من جهات مسؤولة فهي جهات حوثية ولكن بقناع يدّعي الاختلاف.

تريد مني احترامك؟ عليك اللعنة إن كنت تدعي أن احترامك فرض عليَّ، لأن علي تزوج فاطمة، رضي الله عنهما وعن صالح ذرياتهما إلى يوم الدين، وعليك اللعنة أنت ودعواك إلى يوم الدين. 

فرضوان الله شأن إلهي، واحترامي أنا عليك اكتسابه يابن الرغائب والأطماع.

أو أن تقول لي إن رأسمالك هو أن القيل مش عارف من هو جدك، ويترتب علي واجباً تجاهك لهذا السبب، فلتذهب أنت إلى الجحيم، وسلام الله على القيل الذي كان بعض هذه الأرض ذات يوم.

مع تقدير كل جهد لإعادة تعريفنا بكل تفصيل عاش على هذه البلاد، كلهم إرثنا صواباً وخطأً من أي قبيلة أو من أي منطقة كانوا ومن أي أرض جاؤوا.

والسلام..