الغلاء يفسد أجواء الأسر الحضرمية الرمضانية بتغييب عدد من أصناف موائد الإفطار

الجنوب - Monday 25 April 2022 الساعة 02:20 pm
سيئون، نيوزيمن، خاص:

تتنوع موائد الإفطار الحضرمية بالأطعمة المختلفة، من المقليات والوجبات الصحية بأصناف متعددة من الأطعمة والأشربة التي تعودت الأسر على تناولها في هذا الشهر الفضيل، إلا أن الظروف المعيشية الصعبة حالت دون وجود أغلب الأصناف على طاولة الإفطار.

وغالباً يفطر الحضارمة بالتمر والماء والقهوة والعصير ثم يؤدون صلاة المغرب ويعودون إلى سفرة المائدة التي تحوي مأكولات مختلفة تتنافس في إعدادها النساء كـ"شربة البر" التي تتناولها كافة الأسر الحضرمية في رمضان، وتكون على شكل حساء باللحم والبهارات المختلفة لتكون مقاربة للشوفان، إلى جانب الحلويات والسمبوسة والمعجنات.

يقول محمد الحامد لـ"نيوزيمن"، إنه ومع تحسّن الوضع الاقتصادي في حضرموت وانفتاحها على الأسواق الخارجية في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات تغيرت معها السُّفر الرمضانية والتي أصبحت اليوم تحتوي على العديد من الأصناف والمأكولات والتي ارتبطت بعضها بدول شرق آسيا لهجرة الحضارمة إليها آنذاك.

فيما يشير إبراهيم عمر، إلى وجود العنصر الأساسي في المائدة الرمضانية البقل (الفجل)، بجوار الكلماتي والباجيا والباخمري وكيك (تريضبي) والتي ظلت منذ عشرات السنين تحافظ على وجودها وبقائها في المائدة.

ولفت أن وجود النازحين من محافظات شمال الوطن في البلاد أتاح للحضارمة التنوع في وجباتهم الرمضانية وإدماج (الشفوت والعصيد والهريش) الشمالية في موائد الإفطار، والتي تكون خفيفة على المعدة وفوائدها الكبيرة على الجسم بعد ساعات الصيام الطويلة.

بدوره اعتبر سالم باسعيده، الغلاء الفاحش في المواد الغذائية والكماليات واحداً من عوامل إنقاص حضور بعض المأكولات في السفرة الرمضانية، فالارتفاع الجنوني في الأسعار جعل من غالبية الأسر تقنن في عمل السمبوسة والشربة والأرز وأصبحت بعضها عاجزة عن توفير كلفة موائد الإفطار الغنية بأطباقها الرمضانية.

فيما أشار سعيد سعد، إلى رفع أسعار منتجات وسلع رئيسية وارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير ما جعل المواطن في حضرموت يكافح من أجل تأمين قوته اليومي والحدّ الأدنى من احتياجاتهم الأساسية على وقع أزمات اقتصادية ونزاعات تلقي بثقلها على حياتهم اليومية وانعكس تأثيره على المواطنين وأفسد أجواء الشهر الكريم عند الأسر المعدمة.

وأكد أن الطحين والدقيق ارتفع ثمنهما وكلفة زيت الطهي والسكر وغيرها ارتفعت أسعارها بشدة رغم تهاوي أسعار صرف العملات الأجنبية؛ إلا أن التجار ما زالوا محافظين على الأسعار السابقة والبيع بضعفها أحياناً ما أصاب الكثيرين بحالة من الإحباط والعجز.

يذكر أن التضامن الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد يتكاثر في الشهر الفضيل الذي يوصف دائماً بالشهر الكريم، نظراً لتعود الناس على السخاء فيه، فالبلد العربي المليئ بالخيرات بات اليوم أكثر فقراً بسبب الحرب والأزمات ويعاني من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وهو حالٌ يبكي أهالي حضرموت المليئة بالخيرات ويتجرعون المعاناة والفقر المدقع وبعضهم يلجأون إلى البحث في أكوام القمائم ليسد رمقهم وجوعهم للكف عن سؤال الناس حاجتهم.