عن الفداء التعزي وتضحيات مخلاف والتحريض المناطقي.. كلمة حق سريعة

تقارير - Thursday 26 May 2022 الساعة 03:48 pm
تعز، نيوزيمن، عبدالسلام القيسي:

في مسيرة الحرب، حرب الدفاع عن الكرامة، وملحمة الجمهورية، كانت تعز أولى المدن السباقة للوقوف بوجه الكهنوت ومهما حدث بعد ذلك من خلل ومن انحراف في المعركة، لكنها تعز قدمت أبهى الصور الفدائية، قاتلت وأعجزت الكهنوت عن نيل مبتغاه وهو الذي صرح أول أمره أن تعز تكفيها عصا، عصا تصف كل تعز خلف المسيرة الكهنوتية، لكنها كانت السم العلقم والهزيمة المنكرة والفركشة الأولى لمشروعه.

طالما الحديث عن تعز سأحدثكم عن المخلاف، تتعرض المخلاف لحملة كهنوتية، لتشويه ممض، أؤكد لكم أن الحملة قيدت بالهوى الحوثي للفصل بين مكونات المدينة المحاربة ولإيجاد الشق بين الجهات والوجهات التعزية وهذه الحملة لا أنكر أن لبعض أبناء مخلاف بتصرفاتهم المخزية الدور الكبير في تغذيتها، ولكنها تبقى مخلاف، مخلاف التي قدمت مئات الشهداء، الشهداء الذين لا يذكرهم أحد ولا يثمن دمهم المنثال في جبهات المدينة أحد فالمخلاف أول من قدمت قرابين الدم، وأروت الأرض بالدماء، وصنعت الأسطورة التعزية مهما حدث بعد ذلك من خلل في تقادم السنوات وفي تفاصيل الخراب الملحمي، وهناك منذ أول طلقة سوف أكتب وأتحدث بكل صدق، وسأكتب بحبر عالٍ متعالٍ عن الانتماءات والعداوات والصداقات، عن أول قطرة دم سقطت في الشوارع السوداء وحولتها إلى لونها القاني، اللون الأحمر، الذي استثار الكرامة. 

أول شهيد في تعز، وأول الشجعان، اسمه أحمد، حمدته الأرض والسماوات، أطلق أول رصاصة بوجه الحوثي، أحمد محمد نعمان، وهل في تعز أحد يجهله؟ والمعركة لم تبدأ بعد، سقط أحمد شهيداً، كان أحمد الثمن المتوجب دفعه وقد دفعته مخلاف لبدء الملحمة، كانت المعركة تحتاج إلى شرارة وقد كان دم أحمد الشرارة، وكانت أسطورة الحوثي متغلغلة بقلوب الناس الذين وقعوا في المنتصف يجهلون الواجب الذي سيقدمونه، الصمت أم الصراخ، الحياد أم القتال، البقاء أم الفرار، وسقط أحمد كمشروع قتال، وبدمه.. دمه الذهبي كلون وجهه.. سار الناس مسار الحرب والفداء.

تكاملت تعز بالجميع، ولكن تبقى للمخلاف شريعة البدء، وهنا لا ننكر أحدا، ولكن وجب التحدث عن الحقيقة، حقيقة توصم قائلها بوصمات كثيرة، فالتحريض على المخلاف مفزع ومخيف، هل حدث لأحدكم أنه يعرف كامل الحقيقة ويفشل في قولها؟ حدث معي، عن مخلاف، فالذهنيات التعزية تغذت بالنظرة السلبية لمخلاف، الذين جهلوا كل الجهل حجم التضحيات المقدمة لمخلاف، قادوا دون علم هذه الحملة التي تنال من تعز أولاً ومن مخلاف، فمخلاف العصا الغليظة، وهي منقسمة بين تعز المحررة، كثيرون هنا، وجلهم لا زالوا في قبضة الكهنوت بعمق مخلاف الريفية في الشمال التعزي ما بعد حزام الحصار من الستين، والحملة التي قيدت لم تنزع الإيمان، من مخالفة المدينة المحررة، بل من إيمان وصمود المخلاف المحتلة أيضا ووصمت مخلاف بتهم شتى، ولا يمكن لمخلاف المحتلة أن تقام بسبب مشاهدتهم المصير الذي لقته مكونات مخلاف في المدينة، ولو حدث وقاد الحوثي حملته ودمويته على مخلاف سنجد كثيرين هنا بتعز المحررة يتلذذون بما يحدث لمخلاف فما هم بنظر الناس إلا نهابة ومكسري أقفال، بل وفي الحديث عن الحصار وفك المعابر لا أحد يتحدث عن منفذ عصيفرة المؤدي إلى مخلاف وسرت إشاعة كبيرة مفادها حماية أملاك المدينة من مخلاف..

أولى سنة حرب، بعد سقوط مئات الشهداء، من مخلاف، سرت إشاعة، حكاية تقول: إن إنهاء التحرير من جهة مخلاف يصب لصالح حماية تعز، فلو تحررت منافذ مخلاف لقام أبناء مخلاف بنهب كل شيء وحمله إلى بلادهم ولن يقدر عليهم أحد.

من أطلق هذه الفرية؟ الحوثي.

في المدينة قلة من مخلاف، مخلاف التي نعرف تحت سيطرة الكهنوت ولو أنها تحررت مخلاف لكانت إضافة نوعية من الرجال والعتاد والقبائل والشيوخ، بل كامل شرعب، وهي مفتاح المناطق الوسطى، لذا أدار الحوثي تلك الشائعة، أدارها بحذق ومهارة، وأطلقها بلسان الناس في تعز المحررة، بل وبلسان بعض أبناء مخلاف الذين يجهلون حجم اللعنة التي ستحل وتلصق بأبناء مخلاف، حجم الخسارة الكبيرة التي ستحدث جراء هذا الشق..

تجهلون كم قدمت مخلاف من الشهداء بالجبهات، كثيرين، الشهداء الذين قتلوا في الجبهات المتقدمة، رجال العز، ربما يوازي ما قدمته كامل تعز، ولا أتحدث هنا عن ما سقط من ضحايا، بل عن الذين سقطوا بمقارعتهم للكهنوت وجهاً لوجه، إذا أردتم سأعدهم لكم بملف واحد، ولأجل الحقيقة.

نحن واحد، وقد ترتبت كامل الصفوف وتكاملت حول الجمهورية، ووجب علينا أن نقف وقفة حق وحياد، ونعيد قراءة وتعريف المعركة الوطنية للملمة الجهود التعزية كجزء أصيل من المنطق اليماني، وهذا نداء للجميع، لأبناء صبر والحجرية وجبل حبشي: لا تقعوا بفخ المناطقية..

حدثت اختلالات في تعز، من أبناء كامل الوجهات التعزية، حدث انحراف للمعركة وكان أبناء مخلاف وبدون قصد الوقود والبيادق، ولكننا بصفحة جديدة من دفتر جديد، فلنعد تعريف الفداء، لنعيد لتعز كل البهاء، بهاء الطلقة الأولى، ولن تكون هي الأخيرة، ستكون طلقة الخلاص التعزي إلى جانب الجميع، كل تعز ضحت وكل تعز قدمت، الجميع شكلوا صفاً شجاعاً مدوياً أوهن الكهنوت وأفشل مشروعه ببداياته. 

سأحدثكم عن شيء، مخلاف لم تنطلق معركتها من خلال طوابير الإعلاميين ومن مئات المصورين، فقدانها لصف يكتب ويوضح الحقيقة جعلها عرضة للصراع المناطقي، المغذى من الكهنوت، والمخلافي وإن عمل حسناً فيه بعض الحمق الذي يجعله يفصح عن غير معتقده كنوع من المناكفة ولا يهتم لرأي الناس به، هذه هي المشكلة، مشكلة مخلاف الكبيرة، تعرضت للتزييف، بدفع حوثي، وإسقاطهم مكانتها وتضحياتها وتحويلها إلى مجرد تهمة فقط.

أمامنا مهمة كبيرة، شرح المجال التعزي، وإعادة الصلة بين الذهنيات التعزية، وبدء مرحلة جديدة توافق مرحلة المجلس الرئاسي، لننسَ كل شيء، فالمهمة أكبر، وأشد، ومن هذه الجزئية أحببت أن أكتب عن مخلاف، ليس لمخلافيتي، بل لأنني أدرك، بكل مداركي، عن حجم الشق وعن حجم الانقسام في هذا الجانب وأقول بصوتٍ عالٍ لأبناء مخلاف: لستم أبرياء مما حدث، فشلتم في ضبط الشباب، التهاون مع التصرفات المخزية عمقت هذه التهمة وأسقطت مكانة مخلاف ولتكون مرحلة جديدة، تظهر حقيقة كل الناس، وبوضوح.

هذه الانقسامات أضرت بتعز، حولت تعز الشامخة إلى ندرة ونكتة للجميع، جعلت تعز تعجز عن فعل أي شيء وعلينا مهمة التعميق بين المناطق التعزية، فالمجد لتعز، المجد لمخلاف وشرعب والتعزية والحجرية وماوية وصبر والمسراخ والحجرية وجبل حبشي ومقبنة وللرجال الذين توافدوا من كل حدب ومن كل صوب، تكاملوا وكملوا أنفسهم في هذه المعركة الوطنية، المجد لمشرعة وحدنان والثورة الخالدة، الرجال العزل الذين قذفوا بالمليشيات من الجبل إلى سائلة الهزيمة. 

كلمة أخيرة 

عندما هبط الحوثي أخذ الحزام القبلي للشمال التعزي وغالبية هذا الحزام يخضع لذهنية العفافيش، أي العمق المؤتمري، ولذا انطلقت المعركة بمدخل مخلاف ثم تركت للحوثي وذهبوا إلى الخلف فالحزب الحاكم صاحب السلطة والجيش في تعز لا يريد أن تتحرر قبضة مخلاف لأنها لا تتبعه، ولذلك بقيت للحوثي دون قتال والذي يثبت ذلك بالأسابيع الأولى للمعركة كان جريح المقاومة يصل للعلاج في مخلاف فكيف تركت للحوثي، والآن وهم يتفقون على منافذ للمدينة ولن يفتتح منفذ مخلاف، فلا أحد يتحدث عنه ولماذا يترك للحوثي؟