لماذا يتجاهلون معاناة مخلاف والشمال التعزي؟

تقارير - Friday 27 May 2022 الساعة 11:00 am
نيوزيمن، عبدالسلام القيسي:

هناك سر، وهناك تجاوز لمعبر عصيفرة وشمال تعز، والصمت وعدم الحديث عنه وكأن الكتابة وشرح معاناة الشمال التعزي تهمة ومنقصة!

إما وفتح كل المعابر إذا تم الاتفاق أو رفض الهدنة والاتفاق.

أكثر تضرراً من الحصار هم أبناء الشمال التعزي، وهم أكثر من يتجاهل الناس معاناتهم!

قلت لأحدهم لماذا؟ أجابني: مش ناقصين أبناء مخلاف!

لغة تافهة، تحريض مقيت، وإسقاط لعين.

كان أبناء مخلاف أول من ضحى وإن حدثت خطايا من البعض، قلت البعض، لا يعني أن نتجاهل مخلاف، ونتركها فريسة للكهنوت..

القضايا الإنسانية لا تجزأ، فلماذا التحامل؟

حتى الوقفات كلها بمحاذاة جولة القصر وأنا هنا لا أقول ليس مهماً ذلك المنفذ، ولكن لا يعني تجاهل بقية المنافذ، ومديريات الشمال..

الشمال هو التعزية وشرعب السلام والرونة،

قدمت هذه المناطق ما كونه ألف شهيد في سبيل القضية ومعارك التحرير، افرنقعوا!

ولكن.. لنقل الحقيقة: 

بدأت المعركة في الستين بمنفذ مخلاف، وفي عمق التعزية وواجهة شرعب، ولكن كانت الأوامر أقوى للانسحاب إلى الجهة الأخرى من المدينة وسلم الشمال بطبق من ذهب للمليشيات، وأتحدى من يثبت أي هزيمة للمقاومة هناك وأن ترك المنطقة كان قراراً وليس تكتيكاً ندفع ثمنه إلى اللحظة.. أقسم إن جرحى المقاومة كانوا يتعالجون بمستشفيات مخلاف، وكانت قطعة متصلة بالمدينة لولا التخلي والعودة للوراء وإن السلاح الذي كان يسقط في مخلاف من طائرات التحالف يصل إلى تعز رغم وجود الكهنوت في خط الستين، ولكن فجأة!

والمعركة على أشدها لو لم يكن الشمال التعزي، خاضعا للأحرار، لما أسقط التحالف السلاح في مخلاف وفي الأغوال..!

فجأة: ربما باتفاق، ربما هناك شيء لا نعلمه أغلقت الواجهة الشمالية وعزلت عن تعز وسلمت للكهنوت الذي دس أنفه فيها بتأنٍ وذهب الجميع وغالبية الرجال وأبناء مخلاف وفتحوا جنباً إلى جنب مع كل أحرار تعز منفذ الضباب للمدينة!

لم نشعر بشيء، تعز للجميع، وفجأة بتقادم السنوات ينفر الجيش إلى مقبنة وإلى جبال ووهاد لا يسكنها أحد وينسى جبهة الأربعين، والمسافة الفاصلة بين المقاومة وريف الشمال لا تتعدى خمسة كيلوهات ويقذفون بالرجال من أجل تحرير جولة القصر ومنذ سنوات، لكن أن يصل الحد بتجاهل منفذ مخلاف التعزية وشرعب حتى في القضايا الإنسانية وطمس المعبر من ذهن الجماهير فهنا لا يجب أن نسكت.

وما سكوتي للآن إلا احتراما لوحدة الصف فقط، ولكن وحدة الصف لو أنها ستطمر حقا إنسانيا لأبناء الشمال التعزي، فلا نريدها!

سامحوني، ستقولون: تتخاصمون على المنافذ وهي بيد العدو، لا لا لا، أنا أتحدث بطلاقة عن سوء نية البعض وتجاهلهم لهذه الجهة من تعز سواء فك الحصار أم لا!

الذين ليسوا محاصرين هم الكلمة والرأي والذهنية والذين اهتموا بقضية هيجة العبد أكثر من اهتمامهم بطرقات الموت المؤدية للشمال والشرق والغرب لا يؤتمنون!

أقل شيء، مسيرة واحدة، وقفة واحدة، لافتة واحدة، كاريكاتير واحد، صورة واحدة، تؤدي ناحية المنفذ الشمالي لتعز، ولكنها العنصرية كان ولا بد من قول هذا الكلام، شاهد وشهيد.

وسأخبركم لماذا تحدثت بهذه اللغة؟

اللهم قلت لأحدهم وله سلطة: اتركوا وقفة، أو مسيرة بكرة، واجهة المنفذ الشمالي وهكذا سوف تعرض جهة أخرى من جهات الحصار في المدينة، كما عرضت جولة القصر، من قبل، وسنكسب الرأي أكثر وأكبر وأعمق وأشمل!

تخيلوا ايش رد ذاك الواحد: لن يتفاعل أحد، إذا كانت في واجهة المنفذ الشمالي!

مهمتي ليست إقناع المليشيات، بل عرض دموية الحصار، سواء فك أو لم يفك، اللهم التوضيح والشرح والتفصيل بشكل أعمق!

لكن يبدو أن المنفذ الشمالي تهمة، يا لطيف!

أنا أستغرب من هذا التحامل اللعين على الشمال كله، وكأنه بفرز المليشيات، وأملاكهم..

عيب يا هؤلاء، عيب، مخلاف قدمت الكثير، التعزية قدمت الكثير، وشرعب قدمت، الحيمة قدمت، لا تتورطوا بالفرز المناطقي.