لم تجد كل الدعوات للمنظمات الدولية أي استجابة في الضغط على المليشيا للإفراج عن الصحفيين المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرا في سجونها، أو العمل على محاكمة المليشيا أمام المحاكم الدولية، في ملف ما زال يحمل الكثير من الأسرار لمجموع الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن.
ومنذ انقلابها على السلطة في سبتمبر/أيلول 2014، لم تتورع المليشيا الحوثية الإجرامية عن ارتكاب إبشع الجرائم والانتهاكات وكل أشكال القتل والتعذيب والتشريد والتهجير بحق المدنيين، واختطفت واحتجزت بشكل تعسفي الصحفيين والإعلاميين، وأخضعت العشرات منهم لمحاكمات جائرة، وغيبت وأخفت آخرين.
في سبتمبر/أيلول 2015 كان زعيم المليشيا الموالية لإيران عبد الملك الحوثي، يلقي خطاباً متلفزا بمناسبة الذكرى الأولى لانقلابهم على السلطة، حرض فيه ضد الصحفيين والاعلاميين، قائلاً: "إن من فئة الإعلاميين من هم أكثر خطراً على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الأمنيين المقاتلين".
كانت مطاردات واختطافات الإعلاميين والصحفيين، قد بدأت في 26 مارس/آذار 2015، واعتقلت المليشيا الإرهابية حينها عشرة صحفيين، حوكموا بتهم ملفقة تزامناً مع بدء التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عملية "عاصفة الحزم".
وفي 6 أبريل 2015 اختطفت المليشيا الحوثية الصحفي وحيد الصوفي، من بريد التحرير بصنعاء أثناء تسديده لفاتورة إنترنت، وحتى الآن لا يعرف أحد عنه شيئاً ولم يستطع أحد أن يتوصل لمكان إخفائه القسري.
وفي 20 مايو/آيار من نفس العام، قُتل صحفيان بعد أن استخدمتهما المليشيا الإجرامية دروعاً بشرية، وكان الصحفيان عبدالله قابل ويوسف العيزري اعتقلا عند حاجز تابع لمليشيا الحوثي، بعد اكتشافهما لعقد لقاء للحوثيين في محافظة ذمار، وتم وضعهما عن قصد في مخزن للسلاح، استهدفته طائرات التحالف، ما أدى لمقتل الصحفيين.
ومنذ سبع سنوات يتعرض أربعة صحفيين هم: حارث حُميد، عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري وأكرم الوليدي، لمجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان، من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية بما في ذلك الإخفاء القسري، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، والحبس الانفرادي، والضرب، والحرمان من إمكانية تلقي الرعاية الطبية، بعد اختطافهم وإخفائهم وتعذيبهم في يونيو/حزيران 2015، وإصدار حكم بالإعدام بحقهم في أبريل/نيسان 2020، إثر محاكمة جائرة.
وأكد محتجز سابق في معسكر الأمن المركزي في صنعاء، أن الصحفيين الأربعة محرومون من تلقي العلاج الطبي، وأنهم محتجزون في ظروف مروعة، ويحرمون من الزيارات العائلية، ولا يُزودون بمياه الشرب إلا لمدة نصف ساعة فقط يومياً، من خلال مياه الصنبور في المرحاض.
وأبلغ شقيق "توفيق المنصوري" منظمة العفو الدولية أنه لا يُسمح لأسرته حتى بإحضار أي دواء له؛ على الرغم من علمه من المحتجزين المفرج عنهم أن صحة شقيقه كانت مبعث قلق بالغ. حيث لم يُسمح بنقل توفيق المنصوري إلى المستشفى لتلقي العلاج منذ العام 2020.
ولا زال 10 صحفيين مختطفين لدى مليشيا الحوثي، وهم: (وحيد الصوفي، عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، حارث حميد، نبيل السداوي، محمد عبده الصلاحي، وليد المطري، محمد علي الجنيد، ويونس عبدالسلام) أربعة منهم صدرت بحقهم أحكام الإعدام.
وكان مختطفون مفرج عنهم من سجون مليشيا الحوثي الإرهابية أدلوا بشهادات صادمة في فعالية أقامتها المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين، عن وضع الصحفيين الأربعة المختطفين في سجون الحوثي والمحكوم عليهم بالإعدام، والمعاناة التي يتجرعونها وحرمانهم من تلقي العلاج وتعرضهم للكثير من الأمراض وكذا حرمانهم من الأكل والشرب لأيام، والانتهاكات الجسدية والنفسية التي يتعرضون لها في سجون المليشيا منذ اعتقالهم في 2015.