الحوثي والقاعدة.. سنوات من الإرهاب المشترك

تقارير - Wednesday 01 June 2022 الساعة 08:14 am
عدن، نيوزيمن، محمد يحيى:

أتاح انقلاب الحوثيين على السلطة في 2014، الفرصة لتنظيم القاعدة لإعادة ترتيب صفوفه، مستغلاً ذلك الانقلاب للتحالف مع الذراع الإيرانية في اليمن، وتنفيذ عمليات إرهابية بدعم وتوجيه منها.

في 2016 توجت العلاقة بين التنظيمين الإرهابيين "الحوثي والقاعدة" بإطلاق سراح خبير المتفجرات بتنظيم القاعدة القيادي محمد عائض الحرازي، المعروف بقربه من زعيم التنظيم، آنذاك، ناصر الوحيشي، وكان الحرازي يقضي حكماً بالسجن عشر سنوات في سجن الأمن السياسي بصنعاء منذ 2011، وأطلق سراحه فجأة في إطار صفقة لتبادل الأسرى بين تنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي، لكنه لقي حتفه بعد ذلك بغارة أمريكية في محافظة البيضاء.

ما بين عامي 2022-2016 أطلق الحوثيون سراح أكثر من 400 معتقل من «القاعدة» كانوا في سجون جهازي الأمن السياسي والقومي، على ذمة قضايا إرهابية، وكثير منهم صدرت بحقهم أحكام من المحكمة الجزائية المتخصصة بمكافحة الإرهاب، بينهم قيادات من مستويات مختلفة، وكان من أبرز المفرج عنهم، القيادي جمال البدوي، المتهم بالمشاركة في استهداف المدمرة الأمريكية "كول" عام 2000، وقد لقي مصرعه في 2018 بغارة أمريكية في مأرب.

كرس تنظيم القاعدة عملياته الإرهابية المدعومة من مليشيا الحوثي باستهداف المناطق المحررة وتحديداً محافظات الجنوب، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، نفذت عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة يقودها الإرهابيان محمد أحمد يحيى الميسري، وأحمد علي أحمد المشدلي البيضاني، بتمويل وتوجيه من مليشيا الحوثي، هجوماً إرهابياً استهدف موكب محافظ عدن ووزير الزراعة في منطقة حجيف بمديرية التواهي، سقط على إثره خمسة قتلى، فيما نفذت عناصر إرهابية يقودها الإرهابي صالح وديع صالح الحداد تفجيراً استهدف عدداً من المدنيين بمحاذاة بوابة مطار عدن بمديرية خورمكسر سقط على إثره خمسة قتلى وأكثر من 30 جريحاً، وقد ألقي القبض على العناصر الإرهابية التي نفذت العمليتين وأدلت باعترافات أقرت بضلوع مليشيا الحوثي في التدبير والتخطيط للعمليتين الإرهابيتين.

تزامنت العمليتان مع تكريم الحوثيين للقيادي في تنظيم القاعدة عارف صالح علي مجلي (أبو ليث الصنعاني) ومنحه "وسام القبيلة العربية"، تقديراً "لدوره في حشد الكثير من المقاتلين من التنظيم والزج بهم في صفوف مليشيا الحوثي"، ويعد عارف مجلي، الذي عينه الحوثيون وكيلاً لمحافظة صنعاء، أحد أخطر قيادات تنظيم «القاعدة»، وقد شارك في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية بينها تفجير ناقلة النفط الفرنسية (ليمبرج) في ميناء المكلا عام 2002، وفي مهاجمة نقاط أمنية، كما أنه واحد من 23 شخصاً من أفراد التنظيم كانوا قد تمكنوا من الفرار أثناء احتجازهم في سجن الأمن السياسي في صنعاء، وهو شقيق اثنين من قيادات التنظيم، وصهر القيادي البارز في صفوف التنظيم فواز الربيعي أحد المتهمين الرئيسين في تفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» والذي لقي مصرعه في عملية أمنية عام 2006.

ولم تعد خافية تلك العلاقة المشبوهة بين التنظيمين الإرهابيين "الحوثي والقاعدة"، والتي كشفتها العمليات الإرهابية المشتركة التي أظهرت مدى التنسيق بين التنظيمين الإرهابيين، لإعاقة وعرقلة الاصطفاف اليمني، منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار باستهداف المناطق المحررة.

ففي منتصف مايو/ أيار 2022 اتهمت الحكومة اليمنية مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة بمحاولة اغتيال العميد صالح علي حسن اليافعي رئيس عمليات المنطقة الرابعة بالعاصمة عدن بسيارة مفخخة استهدفت موكبه.

قبل ذلك بأيام كانت خلية تابعة لتنظيم القاعدة يقودها القياديان في التنظيم سليم وصالح المسن، تنفذ هجوماً في محافظة الضالع استهدف مقر "قوات الحزام الأمني" وأسفر عن مقتل قائد قوات الحزام بالمحافظة وليد الضامي، وقائد قوات مكافحة الإرهاب قائد "اللواء السادس مقاومة" محمد الشوبجي.

ومنذ انقلابها على السلطة في 2014 عقدت مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة عدداً من اتفاقات التخادم والتعاون المشترك، وعززت المليشيا صفوفها بكثير من عناصر القاعدة الذين كانوا في سجون الدولة منذ سنوات ما قبل الحرب.

ووفر الحوثيون ملاذاً آمناً لعناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، كما سعت مليشيا الحوثي للتنسيق مع عناصر تنظيم القاعدة في البيضاء لفتح جبهة جديدة صوب محافظتي شبوة وأبين وتطويق الجنوب، وجاء تحالف القاعدة والحوثي عقب اغتيال خلايا نائمة أبرز القادة العسكريين الذين قاوموا مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء العميد موسى المشدلي أواخر 2021 في مدينة عدن.

ويقوم القيادي في تنظيم القاعدة نايف الأعوج، بحشد مقاتلين من التنظيم لرفد صفوف الحوثيين بناءً على التنسيق بين التنظيم وقيادات من مليشيا الحوثي في جهاز ما يسمى بـ«الأمن الوقائي» حيث لجأت المليشيا لعناصر تنظيم «القاعدة» في عملية حشد مقاتلين بعد فشلها في حشد مقاتلين لتعويض خسائرها في الجبهات، بعد رفض العديد من القبائل إمدادها بمزيد من المقاتلين، على خلفية عودة أعداد كبيرة من أبناء القبائل قتلى.

ولقي عدد من عناصر القاعدة في صفوف مليشيا الحوثي مصرعهم خلال المواجهات بين الجيش والحوثيين، ومؤخراً لقي القيادي في تنظيم «القاعدة» حمزة محمد علي راوية، مصرعه أثناء مشاركته مع مليشيا الحوثي في المعارك المحتدمة جنوب محافظة مارب، وكشفت الاعترافات التي أدلى بها أسرى من عناصر التنظيم عن التحالف والتنسيق بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، والذي يعد امتداداً لعلاقة الطرفين بالنظام الإيراني.