مستغلة الهدنة ومشاورات الأردن.. المليشيات تنفذ حيلة عسكرية للوصول إلى مواقع حاكمة شمال غرب تعز
تقارير - Sunday 05 June 2022 الساعة 09:02 amواصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، شق طريق ترابي شمال غرب مدينة تعز، لليوم الثالث على التوالي، في ظاهره تنفيذاً لوعودها بفتح طرق ومعابر بديلة نحو المناطق المحررة في مدينة تعز مركز المحافظة.
واعتبرت المصادر تلك الطريق بأنها حيلة جديدة والتفاف من قبل الحوثيين على مطالب الوفد الحكومي ومن خلفهم جميع أبناء تعز بفتح الطرقات الرئيسية وإنهاء معاناة المدنيين وسيناريو قبيح ليظهروا بثوب الإنسانية التي نكلوا بها خلال سنوات الحصار السبع.
وقرر الحوثيون شق طريق وعرة وبعيدة تبدأ من طريق الستين ومن ثم الخمسين وعبر قرى جوار معسكر الدفاع الجوي وصولا إلى شارع الأربعين شمال مدينة تعز، هدفه الدفاع الجوي وجبل جرة، الاستراتيجيين.
وكشفت مصادر مطلعة في تعز لـ"نيوزيمن"، بأن الهدف الحوثي من شق طريق "الستين – الخمسين" الوصول إلى "معسكر الدفاع الجوي" في محيط المطار القديم شمال غرب المدينة، والذي فشلت خلال السنوات الأخيرة في الوصول إليه عسكريا.
وذكرت المصادر، بأن الميليشيات تسارع في شق الطريق الترابي وتعمل على مدار الساعة، من أجل استكمال شقه، رغم مروره في أوساط أراض زراعية، وتباب وأراض مخططة للسكن تابعة لمدنيين بسطاء، تم مصادرتها لصالح "الطريق العسكري".
وأشارت إلى أن عملية الشق يرافقها نشر عناصر مسلحة وآليات قتالية حوثية في مناطق محيطة بها، بينها قناصة ومدافع، وعيارات مختلفة، ما يؤكد بأن الهدف من فتح الطريق ليس تنفيذا لما نصت عليه الهدنة الأممية التي تم تمديدها الخميس لفترة ثانية، بل الهدف منه "الوصول إلى معسكر الدفاع الجوي" التابع لقوات محور تعز المسيطر عليه من عناصر حزب الإصلاح، والذي لم يحرك ساكنا لمنع تلك المؤامرة.
وقصفت الميليشيات مساء أمس، منطقة الحصب من مناطق تمركزها في تبة القارع "الفارع" المطلة على الطريق الجديد.
وأوضحت مصادر محلية في تعز، بأن الطريق الجديد يربط بين شارعي الستين والخمسين، ويمر عبر مناطق قريبة من معسكر الدفاع الجوي في المطار القديم، و"مدينة النور" ومناطق البعرارة وشارع 24 وسوق الزنقل، ومنها إلى وسط المدينة.
ذكرت المصادر، أن مخطط مرور الطريق يهدف فعلا للوصول إلى معسكر الدفاع الجوي، ومناطق ذات أهمية استراتيجية عسكرية هامة شمال غرب المدينة، عجزت الميليشيات الوصول إليها خلال السنوات الأخيرة، وهو يمهد الطريق لمرور المعدات العسكرية الحوثية نحو المناطق المحررة في ظل الهدنة.
ولا يشكل الطريق الجديد أي أهمية بالنسبة لمرور العربات المحملة بالبضائع أو للمسافرين، لمروره في مناطق فيه ألغام، وتطل عليها مواقع الحوثيين من الجهة الشمالية الشرقية، وتهدده سيول الأمطار، باعتباره منطقة "رخوة" لا يمكن المرور فيها أثناء سقوط الأمطار.
ويقول العديد من المراقبين العسكريين في تعز، بأن الميليشيات ودون سابق إنذار وبعيداً عن مشاورات الأردن، بدأت بتوجهات من اللواء الرزامي شق طريق فرعي لم يتوقع مكانه أحد، يمر من الستين حتى الخمسين ومنها إلى أسفل معسكر الدفاع الجوي ومن ثم مدينة النور.
وأشاروا إلى أنه تم إبلاغ عدد من سائقي الباصات أن الطريق سيكون متاحا للمرور بالرغم من عدم التنسيق مع أي طرف ليحشروا المسافرين في طريق مغلق مزروع بالألغام ويعلنوا بعدها أن الحكومة الشرعية ترفض فتح الطرقات، في مسرحية هزلية سوداء.
ويطل عناصر الميليشيات بأسلحتهم والقناصة على جميع المناطق التي يمر عبره الطريق الجديد ومن مختلف الجهات، ويسيطرون على تباب حاكمة مطلة على الطريق، بحيث يكون كل من يسلكه تحت أعينهم وعلى مرمى أسلحتهم.
ويعيش في المناطق التي يمر عبر الطريق مدنيون طحنتهم الحرب، وأفقدتهم قناصة الحوثيين وعناصره الكثير من الأحباء والأهل والأبناء، لكنهم لم يبرحوا قراهم لعدم وجود ملجأ لهم سوى منازلهم والحياة تحت رحمة قناصة الحوثيين.
وكانت الميليشيات وافقت على فتح منفذ "غراب" الذي يمر من مفرق شرعب على الستين شمال المدينة بمحيط مصنع السمن والصابون ومنطقة المطار القديم، وصولا إلى منطقة بئر باشا، ومنها إلى المدينة من الجهة الشمالية، إلا أنها تنصلت من ذلك بطلب من رئيس وفدها المفاوض الرزامي.
وعمدت الميليشيات إلى أن يمر الطريق الجديد جوار مدرسة "غراب" ومنطقة "الركب"، وهي مناطق حولتها الميليشيات إلى ثكنات ومواقع لعناصرها المسلحة.