ثماني سنوات من الانتهاكات.. أنياب الحوثي تفترس الطفولة

تقارير - Wednesday 08 June 2022 الساعة 08:54 am
صنعاء، نيوزيمن، محمد يحيى:

في مثل هذا الشهر من العام الماضي، احترقت الطفلة ليان وتفحّمت وهي في أحضان والدها، عندما استهدفها صاروخ بالستي أطلقته مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، على محطة وقود في مدينة مارب صباح الخامس من يونيو/حزيران 2021.

وخلال ثماني سنوات من بدء حربها على اليمنيين، اغتالت المليشيا المدعومة إيرانياً طفولة آلاف الصغار سواءً بالاستهداف المباشر، أو بالألغام التي زرعتها هذه المليشيا الإجرامية، أو بالتجنيد وجعلهم وقوداً لحروبها، حيث واجه جيل كامل شتى أنواع الانتهاكات.

ويتعرض الأطفال في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي لانتهاكات متعددة في مقدمتها القتل والتجنيد الإجباري والاختطاف والحرمان من التعليم والصحة إلى جانب الاعتقال التعسفي والتهديد، في تعدٍ خطير على الحصانة والحماية الخاصة التي أقرها القانون الدولي للطفل.

وبعد توقيع الحوثيين مع المندوب الأممي على اتفاق لإنهاء تجنيد أو استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، وتسريح الأطفال المجندين، بعد تجاوز الضحايا الآلاف من القتلى ومثلهم من الجرحى، عادت الجماعة الإرهابية مؤخراً لتعلن عن موسم جديد لتجنيد الأطفال والحشد لمراكزهم الصيفية، حيث تستغل المليشيا الإجازة الصيفية كموسم لاستقطاب وتجنيد عشرات الآلاف من أطفال المدارس وإلحاقهم بمراكزها ليتم من خلالها غسل أدمغة الأطفال وتفخيخها بالأفكار الطائفية، وتهيئتهم لإرسالهم بعد ذلك إلى محارق وجبهات الموت.

ومنذ وقت مبكر بدأت جماعة الحوثي استغلال تجنيد الأطفال، وذلك مطلع العام 2012، في الحرب التي خاضتها ضد قبائل حجور الشام بمحافظة حجة، ومن ثم حربها على منطقة دماج بمحافظة صعدة خلال العام 2013، ثم ازدادت بوتيرة أكبر في عام 2014، بعد انقلابها على السلطة واتساع المعارك في عدد من الجبهات حيث جندت الأطفال بهدف تعويض خسائرها البشرية.

واتهمت تقارير حقوقية مليشيا الحوثي بتجنيد أكثر من 20,000 طفل وإشراكهم في النزاع المسلح، واختطاف 797 طفلاً من أصل 888 حادثة اختطاف لأطفال، فيما تتهم الحكومة المعترف بها دولياً المليشيا بتجنيد 40 ألف طفل منذ انقلابها في 21 سبتمبر/أيلول 2014 وحتى العام الجاري.

ووثقت منظمة سام للحقوق والحريات، غير الحكومية ومقرها جنيف، مقتل أكثر من 5700 طفل، سقط العدد الأكبر منهم في مدينة تعز بعدد 1100 طفل سقطوا بنيران القناصة والألغام التابعة للحوثيين، فيما سجلت إصابة 8310 أطفال في الحرب التي فجرتها المليشيا الانقلابية.