التعليم في اليمن.. بين مطرقة التطييف وسندان الفساد
تقارير - Friday 10 June 2022 الساعة 07:48 amيعاني التعليم في المناطق المحررة من الانهيار خصوصاً في السنوات السبع الماضية، بعد أن انهار في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، التي عملت على تطييف المدارس بما أحدثته من تغييرات على المناهج الدراسية وزرع أفكار الخميني فيها، فيما شكلت المدارس الخاصة التي انتشرت على نطاق واسع فصلاً إضافيًا في أسعارها الخيالية التي أثقلت كاهل أولياء الأمور.. وهو ما يتوجب تطبيق إصلاحات عاجلة تبث حياة جديدة في القطاع التعليمي، عبر تكاتف شعبي وحكومي.
شكا أولياء أمور من ارتفاع أسعار رسوم المدارس الخاصة والدولية، التي وصلت إلى أكثر من 100 ألف زيادة فوق ما كانوا يدفعونه، واعتبروها زيادة جنونية مع بداية موسم الدراسة للعام 2022. الأمر الذي أثقل كاهل أولياء الأمور الذين يسعون لتوفير تعليم متميز لأبنائهم.
رداءة الحكومي رجحت كفة الخاصة
وأكدت إحدى أولياء الأمور، تدعى سمية، بأن المدارس سواء الدولية أو الخاصة تقدم تعليما جيدا وخاصة في مجال اللغات، لكن هذا لا يُبرر هذا الارتفاع في أسعار الرسوم، مشيرة إلى عزوفها عن المدارس الحكومية؛ وذلك بسبب سوء عملية التدريس التي لم تعد كالسابق، بالإضافة إلى إطفاءات الكهرباء التي تستمر لساعات لا يستطيع أن يتحملها الأطفال في صف مكتظ بالطلبة يصل في الغالب إلى 80 شخصاً.
وقالت سمية لـ"نيوزيمن"، إن المدارس الحكومية للبنات أفضل بكثير، من حيث الانضباط وطواقم التدريس، من مدارس الأولاد التي تعاني التسيب الإداري والخروج خلال الحصص الدراسية، ما اضطرها لإدخال ابنها مدرسة خاصة وتحمل التكاليف المرتفعة رغم الظروف المعيشية الصعبة.
استياء مجتمعي
ورصد "نيوزيمن"، حالات استياء شعبي، خاصة في المجتمع العدني، على منصة الفيسبوك، والذين عبروا عن ضيقهم بعد رفع أسعار المدارس الخاصة الرسوم بشكل جنوني، بالتزامن مع وضع معيشي صعب وانهيار للعملة تعيشه المناطق المحررة.
أم محمد الزغير، علقت بالقول: "كنت أدرس عيالي بالخاص، الآن ما أقدر. ارتفعت (الرسوم) بشكل جنوني، وبنتي الصغيرة حرمتها أني أدرسها زى إخوانها. وبالفعل دراسة الحكومي مش قوية، أغلب الوقت الطلاب خارج الحصص. حسبنا الله ونعم الوكيل في كل شخص شارك بقهرنا ومش حاسس بالحال"، وفق تعبيرها.
من جانبه قال طلال داوود: "أنا كل سنة أقوم بنقل أبنائي من مدرسة إلى أخرى، كانوا في الخاص رفعوا الأسعار إلى الخيالي (...) ورجعتهم إلى الحكومي وطول السنة ما أخذوا سوى خمسة دروس فقط. ورجعتهم الخاص...".
وطالبت بن شيبان، بعمل حل جذري ومتابعة حكومية ورقابة: "يا ريت يعملوا حل قده ما معنا من الدنيا إلا عيالنا نحاول نعمل لهم أحسن شيء(...)".
إلى ذلك قال مصدر تربوي لـ"نيوزيمن": "التعليم في اليمن انتهى"، مرجعاً سبب رداءة التعليم في المدارس الحكومية، لكثافة أعداد الطلاب في الفصول، خاصة في المديريات التي تشهد كثافة سكانية، وافتقار المدارس للوسائل التعليمية والمختبرات إلا فيما ندر.
وأوضح أن هناك مدارس حكومية مؤهلة ولديها كادر تعليمي ووسائل، ويرجع ذلك إلى الدعم الذي يقدمه أولياء الأمور.
وفيما أشاد المصدر بالكادر التربوي التعليمي، الذي قال بأنه يعتبر أكثر خبرة، بسبب الدورات ومتابعة طاقم التوجيه المستمرة للمدرسين.. أشار إلى أن المعلم يعاني من الإحباط بسبب ضعف الراتب وعدم حصوله على العلاوات التي لطالما ناشدوا الحكومة منحهم إياها.
نقص بالكادر التعليمي
ولفت المصدر إلى أن نقص عدد المعلمين أحد الأسباب التي ضربت التعليم، حيث تعاني العديد من المدارس نقصاً حاداً، فيما اتجهت الحكومة لاستقطاب معلمين بالتعاقد.
وبخصوص المدرسين الذين تم توظيفهم في العام 2011، أكد المصدر أن الأغلبية منهم غير ملتزمين بالدوام لانشغالهم بأعمال خاصة، بسبب تدني رواتبهم التي لا تزيد عن 50 ألف ريال، لا يستطيعون بها مواجهات متطلبات الحياة.
البدلاء "الكارثة"!
واشتكى المصدر من بدائل المعلمين ووصفها بالكارثة، موضحاً أن بعض المعلمين منهم مسافرون يستقطبون معلمين آخرين أقل مهنية وخبرة للعمل بدلاً عنهم. أو جلوس بعض المعلمات في المنزل لتعطي 25 ألفاً من راتبها لبديل غير مؤهل، وسط صمت وزارة التربية والتعليم على هذا الفساد.
وعن معلمي المدارس الخاصة أكد المصدر أنهم "غير مؤهلين كلياً"، وذلك -بحسب قوله، "لعدم خضوعهم لدورات ومتابعة من قبل التوجيه الحكومي، ولا حتى الخاص".