من "الدوحة" إلى "ستوكهولم".. تاريخ الحوثي الأسود في نكث العهود
تقارير - Saturday 11 June 2022 الساعة 08:05 amأبرمت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، عشرات الاتفاقات مع الحكومة اليمنية، منذ نشأتها واجتياحها للمدن اليمنية في الـ21 من سبتمبر عام 2014، لكنها لم توف بتعهداتها لمرة واحدة.
وفي السنوات الماضية، وقعت الحكومة اليمنية مع مليشيا الحوثي سلسلة من الاتفاقات برعاية أممية، وبلغت إجمالاً نحو (13) اتفاقاً رئيسياً وفرعياً وظلت جميعها حبراً على ورق وآلت إلى الفشل.
ولعل اتفاق الهدنة الحالية، أحدث حلقة في مسلسل الانقلاب الحوثي على الاتفاقيات، حيث تنصلت المليشيا من التزاماتها بموجب الاتفاق المعلن أممياً، بينما عمدت إلى خرق الهدنة بشكل مكثف ونسف جهود الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية.
واستغل الحوثيون، الهدنة للتحشيد وتعويض خسائرهم البشرية وإعادة ترتيب صفوفهم والتحضير لجولة جديدة من التصعيد العسكري.
تاريخ أسود في نكث العهود
ومنذ اندلاع أول تمرد لمليشيا الحوثي، على الحكومة اليمنية، في يونيو/حزيران 2004، واندلاع "الحروب الست" في صعدة المعقل الرئيس للجماعة، وصولاً إلى اتفاق الهدنة التي رعته الأمم المتحدة والذي بدأ في شهر يناير الماضي.. يمارس الحوثيون، تلاميذ إيران، سياسة الخداع الطويل، إزاء الاتفاقيات والمعاهدات التي توقع معهم، لكسب الوقت قبل الغدر ونقض العهد والانقلاب على كل اتفاق مبرم، وهو سلوك تعود جذوره إلى الحرب الأولى التي شنتها الحكومة اليمنية في العام 2004 ضد التمرد الحوثي في محافظة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة شمالي البلاد، وصولاً إلى اتفاق الهدنة الإنسانية الذي رعته الأمم المتحدة والذي بدأ في شهر يناير الماضي.
اتفاق هدنة صعدة وحصار دماج 2014
افتعلت مليشيا الحوثي حرباً استهدفت فيها معهد دماج التابع للسلفيين ورواده والذي يديره العلامة يحيى الحجوري وفرضت عليه حصاراً مطبقاً أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين ودخلت الحكومة اليمنية كوسيط بين الجانبين وأعلنت عن اتفاق بينهما يتضمن بنوده وقف إطلاق النار ويقضي بإنهاء المظاهر المسلحة للطرفين ورحيل "كل من هو من خارج منطقة دماج بمن فيهم طلاب العلم السلفيون" نفذها السلفيون ولم تنفذ أيا منها مليشيا الحوثي، بل كان الاتفاق مجحفا وظالما ولصالح الحوثيين بتهجير نحو أكثر من 12 ألف طالب من السلفيين إلى عدة مناطق متفرقة من اليمن بطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي.
>> من الحديدة إلى مارب.. هدن الأمم المتحدة تمنح ذراع إيران مكاسب عسكرية واقتصادية
اتفاق حروب صعدة - 2006
وقع أول اتفاق في 28 فبراير/ شباط 2006، بين الحكومة والحوثيين، وشمل بعض التنازلات التي قدمها الجانب الحكومي من أجل تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية في سبتمبر/ أيلول 2006.
اتفاق الدوحة - 2008
وقعت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، بالعاصمة القطرية الدوحة، في 1 فبراير 2008، على وثيقة تتضمن إجراءات لتطبيق اتفاق للمصالحة توصل إليه الجانبان من أجل وقف إطلاق النار في 16 يونيو 2007، بعد انتهاء الجولة الرابعة من الحروب الست، ولم يصمد اتفاق الدوحة طويلا، لتندلع الحرب الخامسة في مارس/ آذار 2008.
اتفاقية السلم والشراكة - 2014
تم توقيعها في 21 سبتمبر 2014، لإنهاء الأزمة بين الحكومة والحوثيين، بعد سويعات من اجتياح قوات الحوثيين العاصمة، ونص الاتفاق على أن يشكل الرئيس عبد ربه منصور هادي، حكومة كفاءات، وتعيين مستشارين للرئاسة من الحوثيين والحراك الجنوبي، لكن الاتفاق لم يوقف تمدد الحوثيين في عدة محافظات.
مفاوضات جنيف1 - يونيو 2015
انعقدت في يونيو 2015، بعد 3 أشهر من انطلاق "عاصفة الحزم" بينما كان الحوثيون يفرضون سيطرتهم على أغلب أحياء مدينة عدن، ومحافظات شبوة ولحج والضالع وتعز، لكن المفاوضات فشلت في الخروج باتفاق، وموازين القوى بعد هذه المفاوضات بدأت تميل للحكومة والتحالف العربي.
مفاوضات جنيف2 - ديسمبر 2015
انعقدت في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2015، في مدينة بيل السويسرية، بين الحكومة والحوثيين بعد إعلان هدنة لم تصمد كثيراً، وانتهت المشاورات دون التوصل إلى اتفاق..
مشاورات الكويت - 2016
انطلقت في العاصمة الكويتية في 21 أبريل/نيسان 2016، وجرت في أربع جولات وأسدل الستار على أطول رحلة مشاورات في 7 أغسطس/آب 2016، دون نتائج.
صنعاء - اتفاق مبدئي أحداث ديسمبر 2017
تدخلت لجنة وساطة قبلية ورعت اتفاقا مبدئيا لوقف إطلاق النار والاشتباكات الدائرة بين مسلحين موالين للرئيس علي عبدالله صالح ومجاميع المليشيا الحوثية عقب إقدام الأخيرة على اقتحام جامع الصالح بذريعة منعها من الاحتفال بذكرى "المولد النبوي" وتزامن ذلك مع هجمات مماثلة تعرضت له منازل الرئيس صالح وأقاربه في عدة أحياء بصنعاء، وقامت اللجنة بالإشراف على رفع كل المظاهر المسلحة بين الجانبين من كل شوارع صنعاء التي حدث فيها الاشتباك المسلح ولم تمر إلا ساعات قليلة وإذا بمسلحي المليشيات تنقلب على الاتفاق بقيامهم بشن هجمات مباغتة على منازل العميد طارق محمد عبدالله صالح ومقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ومنزل العميد عمار صالح ومنزل الرئيس صالح في حي الكميم.
جنيف3 - انتهت قبل أن تبدأ - سبتمبر 2018
في 8 سبتمبر 2018، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث رسميا فشل مفاوضات جنيف بسبب عدم حضور وفد الحوثيين، الذين تذرعوا بعدم الحصول على ضمانات كافية لعودتهم إلى صنعاء عقب انتهاء المشاورات.
اتفاق استوكهولم - ديسمبر 2018
انطلقت مشاورات السويد بين الحكومة والحوثيين في 6 ديسمبر 2018، بالعاصمة استوكهولم، واختتمت في 13 ديسمبر، ورغم قصر المدة، فإنه تم التوصل إلى ما سمي "اتفاق استوكهولم" الذي تضمن ثلاثة ملفات: إعادة الانتشار في الحديدة، وتبادل الأسرى، وفك الحصار عن مدينة تعز، نفذت الحكومة والقوات المشتركة ملفا منها في ظل تجاهل المليشيا عن أي تنفيذ حقيقي لأي ملف من ملفاتها الثلاثة.
مفاوضات البيضاء 2020
فشل المفاوضات بين رجال القبائل وميليشيا الحوثي إثر النكف القبلي الذي دعا إليه القيادي المؤتمري والشيخ القبلي ياسر العواضي للقبائل في مديرية ردمان آل عواض بمحافظة البيضاء، على إثر استشهاد جهاد الأصبحي على يد مسلحي المليشيا في منزلها، واستغلت المليشيا المفاوضات لتحشيد المقاتلين والهجوم على مديرية ردمان والاستيلاء عليها.
اتفاقات ناقلة النفط - صافر
انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية على أربعة اتفاقات سابقة بعد مفاوضات متكررة مع الأمم المتحدة التزمت المليشيا بموجبها بالسماح لفريق فني أممي بالصعود لناقلة النفط صافر وتقييم وضعها الفني وصيانتها، ولكن كل المساعي الدولية فشلت في ظل استمرار المليشيات في المماطلة والمراوغة واستخدامها الملف مادة للمساومة والابتزاز ومحاولة تحقيق مكاسب سياسية دون اكتراث للتحذيرات من كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية وشيكة.
اتفاق الهدنة الأممية 2022
رعت الأمم المتحدة اتفاق الهدنة الذي بدأ في شهر يناير الماضي، والمفاوضات التي تلتها في العاصمة الأردنية عمان بين وفدي المليشيا الحوثية ومجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي وتضمن الاتفاق عدة بنود والتزامات من ضمنها فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية وإدخال سفن الوقود لميناء الحديدة مقابل قيام الحوثيين بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم وفتح معابر تعز المحاصرة منذ نحو 7 سنوات، ولكن المليشيات تنصلت كعادتها من الالتزام وتنفيذ أي بند من بنود الاتفاق ومارست التحايل والالتفاف على التزامات الهدنة بالمماطلة في تسليم رواتب الموظفين وفتح المعابر والطرقات المؤدية لمدينة تعز، حيث عمدت لشق طرق ترابية وعرة وفرعية مستحدثة تحت نيرانها وسيطرتها، وحاولت فرض الإملاءات والشروط التعجيزية مما أدى إلى فشلها.