الإرهاب الحوثي يغتال الصحفيين ويخنق الحريات الصحفية

تقارير - Saturday 11 June 2022 الساعة 08:31 pm
صنعاء، نيوزيمن، محمد يحيى:

في الثالث من ديسمبر/كانون أول 2017، اقتحمت مليشيا الحوثي الإرهابية مبنى قناة وصحيفة “اليمن اليوم” واعتقلت العاملين فيهما، وشددت بعدها المليشيا المدعومة إيرانيا سيطرتها على الإعلام المرئي والمقروء، واعتقلت واغتالت عدداً من الصحفيين، وأغلقت الصحف والمواقع الإلكترونية ومارست سياسة الإرهاب ضد الصحفيين القاطنين في مناطق سيطرتها.

قبل ذلك بعام، في 20 ديسمبر/كانون الأول 2016، اغتالت المليشيا الإجرامية الصحفي محمد العبسي بدس السم له، حيث كان العبسي في تلك الفترة يعمل على تحقيق صحفي حول امتلاك قيادات من المليشيا شركات نفطية عملاقة يتم عبرها استيراد النفط، وكيف مثلت المبالغ الطائلة التي جنتها الشركات مورداً ضخماً لتلك القيادات ولأشخاص وردت أسماؤهم ضمن قائمة العقوبات الدولية.

في ذات العام 2016، كان زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي يشن حملة شعواء ضد الصحفيين، ويعلن بوضوح عن عدائه لوسائل الإعلام المستقلة، مصرّحا في خطاب متلفز أن "المرتزقة والعملاء من فئة الإعلاميين أكثر خطرا على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الأميين المقاتلين".

ومنذ 2015 زجت مليشيا الحوثي الإرهابية بعشرات الصحفيين في سجونها، ولا زال أكثر من 12 صحفيا يقبعون في معتقلاتها السرية بينهم 4 مهددون بمقصلة الإعدام، هم عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، وحارث حميد.

كما تستمر المليشيا في إخفاء قسري لـ4 صحفيين آخرين، هم محمد الصلاحي، محمد الجنيد، يونس عبدالسلام، ووحيد الصوفي في المعتقلات في ظل ظروف احتجاز قاسية وغير قانونية.

وفي 19 أغسطس/آب 2021، احتجزت المليشيا الانقلابية الصحفيين، فهد الأرحبي ويونس عبد السلام، ومؤخرا اعتقلت المليشيا الصحفية نادية مقبل في صنعاء، امتدادا لمسلسل استهداف المليشيا الانقلابية للصحافة والصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وللعام الثامن على التوالي يعيش الصحفيون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي ظروفا معيشية بالغة السوء، بعد إغلاق الوسائل الإعلامية الأهلية والمعارضة وفقدان المئات لأعمالهم، دفعت بالكثير منهم إلى العمل في مهن لا تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم، إضافة إلى ترك بعضهم لمهنة الصحافة حفاظاً على حياتهم ولقمة عيش أسرهم، مثل الصحفي "محمد شمسان" الذي اتخذ قراراً بترك مهنة الصحافة بسبب تهديدات تلقاها في 2016.

ورصدت نقابة الصحفيين 35 حالة انتهاك خلال الخمسة الأشهر الأخيرة، منها إغلاق ست إذاعات محلية لأسباب إدارية لها علاقة بالتصريح والرسوم غير القانونية، ولا تزال إذاعة "صوت اليمن" متوقفة بسبب تعنت وزارة الإعلام.

وتأتي اليمن في المرتبة الـ169 في مؤشر حرية الصحافة، كواحدة من أكثر البلدان خطرًا على الحريات الصحفية، كما تصنف كأحد أسوأ بيئات العمل الإعلامي حول العالم، وذلك إثر تعرض أكثر من 49 صحفيا للقتل منذ انقلاب المليشيا المدعومة إيرانياً أواخر 2014.