اللاجئون الإريتريون في الخوخة.. محنة إنسانية منسية

المخا تهامة - Wednesday 15 June 2022 الساعة 10:27 am
الخوخة، نيوزيمن، خاص:

يعيش في مديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، ما يقارب من 1500 إريتري، منذ العام 1967، عندما اندلعت الحرب الأهلية في إقليم عفر الاريتري، ما دفعهم للفرار إلى اليمن.

ونظراً للجانب الإنساني، قامت الحكومة اليمنية، في عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي، بشراء مساحة من الأرض لبناء مخيم خاص بالنازحين الإيريتريين عام 1978م، لكن منذ ذلك الوقت مضى أكثر من أربعة عقود، فيما لم تعد تتذكر مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة محنتهم، ما اعتبرت بمثابة محنة منسية.

وإزاء ذلك ما يزال النازحون يواجهون صعوبة في التنقل والعمل، إذ إنهم يفتقرون إلى الأوراق الثبوتية التي تحدد هويتهم، كما أنهم عاجزون عن العودة إلى بلادهم بسبب عدم تسجيلهم رسميا كمواطنين إريتريين.

ويشير موسى، مكتفيا بإعطاء اسمه الأول، إلى أن الجيل الحالي من النازحين جميعهم ولدوا في اليمن، لكنهم لا يملكون وثائق ثبوتية، أو هويات كلاجئين تمنحهم إياها الأمم المتحدة، بعدما رفعت مفوضية شؤون اللاجئين يدها عن المخيم عام 1993م.

ويؤكد أن قضية اللاجئين الإريتريين أصبحت منسية، فلا يمكنهم العودة إلى بلادهم، كما أن بقاءهم في دولة تنكر ارتباطهم بها يضاعف من صعوبات العيش والعمل والتنقل بين المحافظات اليمنية، طلباً للعلاج أو البحث عن فرصة عمل، إذ إن شبان المخيم أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب عدم امتلاكهم تلك الهويات التي تشير إلى قضيتهم، وأن المخيم الذي يعيشون فيه أصبح رمزا للمأساة التي تمتد لنحو 45 عاما.

وأرغمت الصعوبات المالية الأسر الاريترية بالخوخة على تربية الماشية كمصدر وحيد لجلب المال، فضلا عن ممارسة الصيد في شواطئ تلك المدينة الغنية بالأسماك والأحياء البحرية.

يقول عبدالله، وهو أحد شباب المخيم، لنيوزيمن، إن كافة الطرق للحصول على فرص عمل سدت أمامهم، ولم يتبق سوى ممارسة الصيد وتربية الماشية، وإن كانت بعض الحظائر تعرضت ليلا لهجمات من لصوص انتزعوا بعضا منها، لكن ممارسة الصيد الذي يعتمد على مهارة الصياد في السباحة، وتحمل ظروف العمل الشاق، وسط الأمواج العاتية لا يقدر عليها الجميع، لأن الفقر الذي يعيشونه لا يتيح لهم شراء القوارب وشباك الصيد.

حياة بائسة

داخل المخيم المبني من الصفيح، تفترش بعض الأسر الأغطية على أسرّة خشبية تحت الأشجار المظللة هربا من قيض الظهيرة، حيث ترتفع درجة الحرارة في المناطق الساحلية إلى نحو 37 درجة خلال فصل الصيف.

يقول عبدي، وهو أحد كبار السن في المخيم، من الواضح أنه سيقضي بقية عمره هنا، كما سيدفن في المقبرة التي تضم من سبقوه من عائلته، دون أمل في العودة إلى بلاده، إذ إن الظروف التي أحاطت مصيرهم جعلت الجميع ينسون المحنة التي يعيشون فيها.

وبالرغم من مشاعر الاشتياق التي تنتابه في كل لحظة بالعودة إلى بلاده، إلا أنه لا يعرف الطريقة التي يرى أنه من خلالها سيعود، إذ تلوح أمام ناظريه فرص التعرض للاعتقال والطرد وربما الحبس، نظرا لعدم امتلاكه أي هوية إثبات تؤكد أنه إريتري.

>> رعايا إريتريا بالخوخة.. أربعة عقود من التهجير والإقامة المنسية

ويرى أن خياراته محدودة جدا في ذلك، لكن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين يمكنها أن تقوم بأدوار كبيرة تسهم في إعادتهم إلى منازلهم.

التعليم حق إنساني

يحصل أبناء الجالية الإريترية في الخوخة على التعليم اللازم، إذ تم إدماجهم في المدارس الحكومية، بعد إغلاق مدرسة مكونة من فصل واحد كانت مخصصة لطلاب المخيم.

ويقول ناشطون في المخيم، الذي يعد أقدم مخيمات النزوح في اليمن، إن نقص التموين، والضعف في دفع أجور المعلمين أدى إلى إغلاقها.

ويحصل الطلاب على تعليمهم حتى الثانوية العامة، لكنهم يعجزون عن مواصلة التعليم الجامعي، نظرا لعدم وجود جامعة هناك، وأن انتقالهم إلى مدن أخرى يعد مستحيلا لعدم امتلاكهم الوثائق المطلوبة، وهو ما يستدعي من المنظمات الأممية منحهم الوثائق التعريفية من أجل التنقل بين المحافظات، للتعليم والعلاج والبحث عن عمل.