فتح الطرق من جانب واحد.. «الانتقالي» و«الوطنية» يحاصران الحوثي بأكاذيبه

تقارير - Friday 08 July 2022 الساعة 07:35 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

أعلنت قوات المقاومة الوطنية، والقوات الجنوبية، الخميس، في بيانين منفصلين، فتح ثلاث طرق حيوية، تربط مدينة تعز ومدينة المخا ومحافظتي الضالع وإب، بينما تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، تقطيع أوصال المحافظات اليمنية وعزلها عن بعضها.

والطرق هي (المخا- البرح- تعز)، (غرب) وطريق (مريس- دمت – ذمار) وطريق الفاخر في قعطبة بين محافظتي الضالع وإب وتربط صنعاء وعدن وتغلقها مليشيات الحوثي منذ نحو 7 أعوام. 

وشارك محافظ الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح، ورئيس العمليات المشتركة في المحافظة العميد عبد الله مهدي، ومدير الأمن فيها العميد أحمد قايد القبة، بالإضافة إلى عدد من قادة الجبهات، في إطلاق مبادرة فتح الطرق الرئيسية من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين.

وأكد المحافظ -في بيان- أن "السلطة المحلية بالضالع والقوات الجنوبية بادرتا بفتح الطرقات من جانبهما، وأن الكرة الآن في ملعب مليشيات الحوثي الإرهابية التي يجب عليها أن تبادر وتقوم بفتح الطرقات".

في حين أوضح المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، في تصريح صحفي، أن طريق (الضالع –صنعاء) لم تكن مغلقة من جانب القوات الجنوبية طوال السنوات الماضية. 

وقال الكثيري: "ما جرى هناك (فتح الطرق من جانب واحد في الضالع) تأكيد جديد للداخل والإقليم وللعالم أننا نتعاطى بإيجابية مع كل جهد لفتح المعابر وتأمين سريان حركة الغذاء والدواء والوقود لدواعٍ إنسانية وسنظل كذلك باستمرار".

وكان الحوثيون قد قطعوا هذا الطريق منذ ما يقارب السنوات الست ما كبد المواطنين معاناة شاقة، إذ إن المسافة التي كان الشخص يقطعها عادة ليزور أهله في قرى مدينة "دمت" لا تحتاج لأكثر من عشر دقائق، أما الآن فيضطر المواطنون للتنقل ما لا يقل عن 15 ساعة من عدة محافظات، بينها لحج والبيضاء وإب، حتى يصلوا إلى قراهم، وهو ما يكلفهم أثماناً باهظة.

ومن شأن مبادرة المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لفتح طرق حيوية، في تعز والضالع، أن تسهم في انخفاض أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والوقود، كما تسهم في تخفيف معاناة اليمنيين من خلال تسهيل حركة التنقل.

وتسبب قطع مليشيات الحوثي للطرقات، في غير منطقة يمنية، في تفاقم معاناة النساء والأطفال وعرقلة وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وتقييد تنقلات اليمنيين داخلياً.

إمعان حوثي في تعذيب اليمنيين

يشكل فتح الطرقات خاصة بين تعز والمحافظات المجاورة من أهم ملفات الهدنة الإنسانية التي دخلت شهرها الرابع بعد تجديدها في 2 يونيو/حزيران الماضي ورفض الحوثي تنفيذ بنودها لا سيما فتح المعابر.

ورغم أن الاتفاق ينص بوضوح على فتح الطرق إلى تعز وباقي المحافظات، ما زال السكان يسلكون طرقاً ترابية طويلة ضيقة تلتف حول المدينة والجبال المحيطة بها هرباً من الحصار الحوثي، وتختنق يومياً بمئات السيارات والشاحنات والحافلات، وتقع فيها حوادث سقوط وتعثر؛ ما يؤدي إلى مزيد من الاختناق.

ويعد حصار تعز أحد أكثر الملفات خطورة؛ فهو يعزل المدينة عن محيطها الريفي، ويقطع اتصالها المباشر بباقي البلاد، كما يعيق تدفق البضائع ويقيّد تنقل المواطنين الذين اضطروا لسلك طرق بعيدة ووعرة لتحل محل الطرق الرئيسية التي تغلقها مليشيا الحوثي، ما تسبب بوفاة العشرات في حوادث منفصلة خلال السنوات السبع الماضية.

كما تسبب الحصار الحوثي، في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير؛ نتيجة ارتفاع تكاليف النقل لطول وخطورة الطرق، إضافة إلى نقص المياه الصالحة للشرب، وصعوبة الوصول للخدمات الطبية وخصوصًا لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يسكنون في ريف المدينة، ويضطرون إلى قطع مسافات طويلة للحصول على العلاج.

وتفرض مليشيات الحوثي، منذ 6 سنوات، حصارًا خانقًا على طرقات ومداخل تعز من كافة الجهات، باستثناء المنفذ الجنوبي الخاضع لسيطرة القوات الحكومية، وفيه يوجد الطريق الوحيد الذي يشكّل متنفسًا لسكان المدينة، رغم مخاطره. 

ويمر المنفذ عبر منطقة شديدة الوعورة تعرف ب"هيجة العبد"، واكتسب شهرة واسعة نظراً لحيوية الدور الذي يؤديه في خدمة المدينة المحاصرة؛ ولكثرة الحوادث التي وقعت فيه وأعداد الضحايا الذين سقطوا فيه والخسائر المادية والاقتصادية عند إغلاقه بفعل تلك الحوادث؛ أو بفعل الخراب الذي تحدثه فيه سيول الأمطار.

ويقول مراقبون، إن إصرار مليشيا الحوثي على حصار تعز هو نتيجة لشعورها بأن الحل العسكري لم يعد مطروحًا على طاولة خصومها كما أنه محصلة للتدليل الذي تلقاه من المجتمع الدولي ما يدفعها للإمعان في تعذيب المدنيين وتحويل حياتهم إلى جحيم.

نزعة حوثية تشطيرية 

ويؤكد استمرار مليشيا الحوثي في قطع الطرق طبيعة الجماعة الناقمة على اليمنيين واستعصاءها على فكرة التعايش بحدّها الإنساني، وأيضا نزعتها الانفصالية التي تخطت الجغرافيا والاقتصاد إلى المجتمع.

وقد برزت هذه النزعة، في أعقاب فتح القوات المشتركة بالساحل الغربي طريق (حيس- الجراحي) من جانب واحد، بعد إصلاح الطرقات والجسور، بهدف التخفيف من معاناة اليمنيين، حيث عمدت مليشيا الحوثي إلى إطلاق النار نحو السيارات والمركبات التي حاولت المرور عبر الطريق، قبل أن تقطعه بشكل نهائي.

وقبلها تحديدا في العام 2020م، رفضت مليشيا الحوثي وساطة قادها "التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية"، لإعادة فتح طريق (الضالع – دمت) وطريق (الفاخر- إب)، بينما وافق محافظ الضالع وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تقود القتال هناك على الخطوة.

وبجانب إغلاق الطرق، عمد الحوثيون إلى "إجراءات انفصالية" أخرى ذات طابع اقتصادي، عبر إنشاء منافذ جمركية غير قانونية بالقرب من مناطق التماس، لفرض مبالغ مالية كبيرة على السلع والسيارات القادمة من المناطق المحررة، كما لو كانت قادمة من دولة أخرى.

كما تغلق مليشيا الحوثي طريق (عدن – تعز) منذ عام 2016م بعد أن قامت بحفر الخنادق وإقامة المتاريس بين منطقتي كرش والشريجة وتلغيم الخط بشكل كامل، وترفض فتحه رغم توقف القتال هناك.

وصعَّب قطع الحوثيين لهذه الطرقات الرئيسية من انتقال المواطنين بين المحافظات الجنوبية والشمالية، حيث لم يعد هناك غير طريق ترابية وعرة يسلكها المسافرون من صنعاء إلى عدن، تمر عبر من منطقة "الراهدة" في تعز مروراً بجبال "القبيطة" بمحافظة لحج، في حين تلجأ الشاحنات إلى طريق جبلي ضيق عبر منطقة يافع للوصول إلى محافظة البيضاء ومنها إلى صنعاء.