حملة حوثية تستهدف مشروع "سائلة" صنعاء القديمة.. والسر في الرمزية
تقارير - Monday 25 July 2022 الساعة 07:15 pmأفصحت مليشيا الحوثي الإرهابية عن توجه لتدمير سائلة مدينة صنعاء القديمة، التي تعد رمزاً لحضارة "سبأ" و"حمير" في القرن الأول للميلاد.
إذ ارتفعت أصوات حوثية، في الأيام الأخيرة، تطالب باقتلاع أرضية السائلة (مشروع هندسي تاريخي لتصريف مياه الأمطار وحماية المدينة من السيول) ضمن حملة منظمة بإيعاز من قيادات الجماعة.
في هذا السياق، خرج القيادي في مليشيا الحوثي المدعو "عبد العظيم عز الدين" المعين وكيلا لمصلحة الأحوال المدنية في صنعاء، يطالب بإزالة الأحجار التي رصت بها سائلة المدينة القديمة، متذرعاً بأن المشروع الذي نفذ إبان حكم الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، مول "أمريكيا".
وتعمد مليشيا الحوثي الإرهابية إلى تدمير وطمس المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية التي أنجزت في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، بدافع النقمة على شخصه، وأيضاً نتيجة إفلاسها كسلطة أمر واقع تنهب موارد الدولة وأموال المواطنين، ولم تبن حتى مدرسة صغيرة.
وتتعرض سائلة صنعاء القديمة وباقي المعالم الأثرية والتاريخية لأعمال تدمير وتشويه ممنهج من قبل ميليشيا الحوثي منذ اجتياحها صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
الاستهداف الحوثي الممنهج والمنظم بدأ بتشويه جدران ومعالم صنعاء القديمة عبر تعليق صور القتلى وطباعة الشعارات الطائفية للجماعة عليها، ما شوه المنظر الجمالي البهي للمدينة التي تعتبر من أعرق مدن التراث العالمي.
وأعقب ذلك قيام المليشيات الحوثية بافتعال مشكلة انسداد طفح مياه الصرف الصحي بسائلة صنعاء القديمة خلال أزمة كورونا والذي أدى إلى طفح المجاري والروائح الكريهة بالسائلة وقطع الطريق الهام لعدة أشهر في ظل فشل السلطات في إيجاد الحلول لها وتهديدها بانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة بين أهالي المدينة.
وفي وقت سابق، استولت المليشيا الحوثية على المتنفسات العامة في جنبات سائلة صنعاء القديمة، عقب عمليات هدم ونهب قامت بها عناصر حوثية لعشرات من أحجار الرخام التي تزين جوانب السائلة، في أكبر اعتداء يطال المشروع الهندسي الفني الحضاري والتاريخي الذي يحمي أبرز المدن العتيقة في العالم والتي يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد من خطر السيول الجارفة القادمة من جبال خولان وسنحان نتيجة الأمطار الغزيرة.
سخط وسخرية
ولاقت الحملة الحوثية ضد مشروع "سائلة صنعاء" حالة استياء وسخط واسعة من قبل النشطاء والإعلاميين والحقوقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أثارت موجة من السخرية.
وعلقت منصة وعي: “عندما تمطر في جدة وتمطر في صنعاء، تغرق جدة، وتنجو صنعاء، والسبب وجود السائلة. من أعظم المشاريع في العاصمة، ومع ذلك هناك عقول تطالب بإعادتها إلى تراب بحجة أن أمريكا عندما مولتها أرادت أن تضر الشعب اليمني. أفلا تعقلون؟“.
ويقول الناشط سليم عامر مخاطباً المنشد الحوثي عبدالعظيم عز الدين: “السيول العارمة لو تتأخر في المرور عتنسح.. عتعمل فيضان وتغرق صنعاء يا مغفل.. الا اذا كنت عتنزل السايلة بنفسك.. تنظم السيول وتقول لها رجاء الأول الأول!!".
وأضاف في تغريدة أخرى “والله أكبر مصيبة ادتها لنا أمريكا هي أنتم“.
>> بالفيديو| سرقة أحجار الرخام من مشروع سائلة صنعاء
وغرد الصحفي وليد العمري ساخرا: “لا تستغربوا اذا ظهر أحدهم يقول، اقرشوا ما تبقى من الاسفلت فهو مؤامرة خارجية يكسر السيارات، ولتسقطوا اعمدة الإنارة فإنها حرب ناعمة تكشف عورات النساء، اما السيول فحدث ولا حرج فهي تذهب الى اودية مأرب ليستفيد منها العطوان“..!؟
وعلق عمار الحسني: “أول مرة أعرف أن سائلة صنعاء بتصب في شمال ميامي.. عرفتوا أكيد لماذا حروبنا لا نهائية، ببساطة لأن مثل هذا المغرد فُرضوا على معظم المناصب الحساسة الموجهة لمؤسسات الدولة وسلطاتها“.
وتقول الناشطة ابتهال الكوماني: “اطمئنوا، كل المؤشرات تقول ان في أمل كبير نرجع للعصر الحجري“.
اما الناشط محمد الحذيفي فيقول بتهكم: “وأنا أقول ليش ما عاد صلحوا اي شارع مكسر عشان يغذوا المياه الجوفية.
هؤلاء خطيرين عرفوا المؤامرة وفضحوا الاعيب امريكا“.
ويعد مشروع السائلة الكبرى من أهم مشاريع البنية التحتية في صنعاء، كونه يمثل المصبّ الرئيسي للنواقل الفرعية لمياه سيول الأمطار، المتجمعة من الجبال المحيطة بالمدينة ومن شوارعها، كقناة مفتوحة على امتداد المدينة من الجنوب إلى الشمال، إضافة إلى كونه خط سير للسيارات في الأوقات الاعتيادية، أسهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام المروري.