براغماتية الإخوان وتمديد الحوثي رجليه في الشمال
تقارير - Wednesday 27 July 2022 الساعة 08:06 amتتحرك جماعة الإخوان الإرهابية وفق سياسة البراغماتية التي تجيدها كجماعة انتهازية، تتعامل بوجوهٍ عدةٍ لتحقيق مصالحها والوصول إلى أهدافها وغاياتها المشبوهة ولو كانت على حساب الوطن.
وكشف التقارب في الخطاب الإعلامي مؤخرا، بين ذراع الإخوان في اليمن ومليشيا الحوثي الذراع المحلية لإيران، في مهاجمة التحالف العربي والقوى الوطنية المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن، والدعوة إلى السلام والتصالح مع الحوثي، عن مدى الانسجام بين قنوات وإعلام الجماعتين الإرهابيتين.
وتأتي الدعوات الأخيرة لإعلام الإخوان للتصالح مع مليشيا الحوثي الإرهابية، متوافقة مع دعوات وجهتها قيادات حوثية لقادة حزب الإصلاح، مؤكدة بأن أيدي جماعتهم "ممدودة للسلام والحوار مع الحزب" وأنهم "حريصون على وقف الحرب معه لأن ذلك في صالح الطرفين".
واعترفت قيادات حوثية بوجود تقارب بينهم وبين حزب الإصلاح الإخواني، وهو ما يؤكد صحة التهم التي تثار حول الإخوان بلعبهم دورا مزدوجا، وربطهم علاقات سرية مع الحوثيين، وهذا ما كشفه القيادي الحوثي محمد البخيتي في تغريدة له على "تويتر" بقوله: "قضيتنا وقضية الإخوان واحدة، والتهديدات التي تواجهنا واحدة وكبيرة، وهو ما فرض علينا أن نكون في خندق واحد".
ولم يعد خافيًا ذلك التقارب وتلك العلاقة الوثيقة بين المليشيا الحوثية وحليفتها الإخوانية، ودأب الجماعتين الإرهابيتين على تنفيذ أجندات إيران، وهو ما تجلى خلال السنوات القليلة الماضية في العدوان على الجنوب، وتهديد أمنه واستقراره وتوجيه الكثير من الاعتداءات على مواطنيه.
وتكشفت العلاقة المشبوهة ببن الجماعتين الإرهابيتين خلال سنوات الحرب، بانسحاب الإخوان من المواجهات العسكرية مع الحوثيين وتسليم الجبهات لهم، وتحويل أهدافهم من استعادة الأراضي التي تسيطر عليها المليشيا الموالية لإيران إلى بسط السيطرة على المناطق المحررة.
وفي 2011 أيد "الإخوان" المسيرات الحوثية في صعدة، ودعوا الجماعة المسلحة المتمردة للانضمام إلى ساحة الاحتجاجات بصنعاء، لتوحيد الجهود للإطاحة بالنظام، فوجدها الحوثي فرصة للتوسع في صعدة ثم إسقاطها بأيديهم والتمدد لاحقا إلى مناطق ومحافظات أخرى.
وأثناء زحف الحوثيين إلى صنعاء في 2014 تخاذلت قوات الإخوان ضمن الجيش في التصدّي للمليشيا في محافظة عمران، ما تسبب في انهيار اللواء 310 مدرّع بعد مقتل قائده العميد حميد القشيبي، وفرت القيادات العسكرية الإخوانية من المعارك مع الحوثيين، ما مكن المليشيا من دخول صنعاء وإسقاطها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وقبل ذلك في يوليو/تموز وبعد إعلان جماعة إخوان اليمن تنظيما إرهابيا، سارع قادة الجماعة لإبرام صفقة سياسية مع زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، لوقف القتال ضد الحوثيين، بدعوى وجود دول إقليمية تريد تأجيج الصراع بين الجماعتين الإرهابيتين.
ومع تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في 2015 لدعم ومساندة الجيش اليمني في التصدّي للحوثيين، واستعادة المناطق التي سيطرت عليها المليشيا، وجدت القيادات العسكرية الإخوانية نفسها جزءا من المواجهة ضدّ الحوثيين، لكن ومع إخراج قطر من التحالف بسبب تورطها في دعم الإرهاب، اتجه الإخوان للعمل لمصلحة حزبهم، وبدأوا بالانسحاب من المواجهات مع الحوثيين وسلموهم الجبهات وتواطأوا معهم ضدّ القوى المقاومة لهم، ما أدى إلى سقوط عدد من المناطق المحررة مجدّدا بيد الحوثيين.
وبينما تعمل مليشيا الحوثي على الحفاظ على المناطق التي تحت سيطرتها، تنسحب مليشيا الإخوان من مواجهة الحوثيين، وتزحف باتجاه المناطق المحررة في الجنوب، مستخدمة كل أدواتها ووسائلها لإطالة أمد الحرب، وحرف بوصلتها من صنعاء إلى الجنوب، تاركة الحوثي يمدد رجليه في الشمال.