حلول مُغيّبة وأوجاع حاضرة.. "الحالمة" تحت وطأة دموية الحوثي
تقارير - Wednesday 27 July 2022 الساعة 08:53 amرائحة الموت والبارود ورؤية القذائف وقصف المسيّرات والمدافع باتت من الأمور الروتينية التي تعيشها الحالمة تعز، بسبب أحد أكثر الحروب دموية التي شنتها ذراع إيران في اليمن، مليشيا الحوثي الإرهابية.
بينما يرزح أبناء تعز تحت وطأة العنف بالدرجة الأولى، لم تبرح أطراف الإرهاب بشقيه الحوثي والإخواني عن الاستمرار بالتنكيل وارتكاب الخروقات للقانون الدولي الإنساني وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، بكل أدوات الحرب الممكنة من ألغام وقصف وتدمير والعبث بالهوية الدينية واليمنية.
رائحة الموت في كل مكان
استطاعت الهدنة الأممية "الهشة" تجميد الجبهات المسنودة من التحالف والمقاومة الوطنية ضد الحوثي، لتضمن للحوثي أن يستعيد قوته بعد انهياره في شبوة ومشارف مأرب مؤخراً، لتصعد المليشيات القتال واستهداف المدنيين في تعز في مجازر ارتقت إلى أن تكون جرائم حرب، حيث اعتبرت تعز الهدنة في مسيرة الثلاثاء، بأنها غطاء أممي لقتل اليمنيين.
كل المعطيات وإدانات المنظمات (الخجولة) وتقارير الصحافة وشهادات المدنيين وصور أشلاء القتلى والجرحى تتلخص في أن الانتهاكات التي ترتكبها ذراع إيران، بأن المدنيين يعانون من حرب عدائية تفوق التصور.
الأطفال في مرمى قذائف الحوثي
مؤخراً تصدرت جثث الأطفال مشهد الحرب الحوثية الدموية، بعد قصف، مساء السبت، حي الروضة السكني، ما أسفر عن إصابة 12 طفلًا توفي أحدهم، الأحد، متأثرًا بإصابته، خلاف القصف المتواصل على أحياء سكنية مأهولة بالسكان يذهب ضحيته العشرات بشكل متواصل.
حروب من نوع آخر
تعاني تعز من حروب متعددة، حيث هناك أعداد متزايدة من أرواح المدنيين ترتفع بشكل يومي، بسبب انفجار الألغام الحوثية الأرضية والذخائر غير المنفجرة، المزروعة بشكل مكثف، الأمر الذي يوضح ضغينة هذه المليشيا وحسها الإجرامي العالي.
وتعاني أيضاً من انعدام الأمن الغذائي، وأسعار المواد الغذائية التي سجلت ارتفاعات قياسية، بسبب حرب الحوثي، خلاف الإتاوات والابتزاز الحوثي الممنهج وقطع المرتبات، ودعم المجهود الحربي الإجباري وتجنيد الأطفال القُصر.
حصار التعذيب
منذ 6 سنوات تفرض المليشيا حصارًا خانقًا على طرقات ومداخل تعز من كافة الجهات، باستثناء المنفذ الجنوبي، لينتهي بالمسافرين العبور من طريق هيجة العبد، التي وقعت فيه اعداد كثيرة من الضحايا الذين سقطوا فيه والخسائر المادية لوعورته.
وأكد مراقبون أن تصعيد مليشيات الحوثي لجرائمها هو محصلة للتدليل الذي تلقاه من المجتمع الدولي ما يدفعها للإمعان في تعذيب المدنيين وتحويل حياتهم إلى جحيم.
تعز حاضرة في الأوجاع غائبة في الحلول
أحد أبناء تعز، قال عن حالمته إنها أصبحت غائبة عن أي حلول سياسية وحاضرة جداً في المآسي والأوجاع، ولا قيمة تذكر لها مقسمة كطرفين يدفع ثمن هذا التقسيم الأبرياء.
أضاف، إن تعز مدينة كانت تملؤها السكينة حتى توغلت في الحرب الحوثية وتقسمت وتفرق أهلها، فلا أسوأ من أن تغرق في حربٍ خاسرة، أن تُقتل كثيراً دون أن تصل إلى أدنى انتصار، مشيراً إلى أنها لم تجن من الحرب سوى الدمار والبعد والشتات وتقطع الطرق وإثقال كاهل المواطن بطول الأسفار وعبء مشقات الحياة المختلفة من انعدام الخدمات وسبل المعيشة...