العشرية السوداء.. شمال بلا بوصلة خطر على المنطقة
تقارير - Monday 01 August 2022 الساعة 08:40 amعشرة أعوام منذ انتقلت السلطة رسمياً إلى الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وفريقه الذي ساند تسلم هادي للسلطة ومثل نصف النظام السابق أو بقايا النظام السابق بقيادة الجنرال علي محسن والإخوان وتحالفاتهم.
كان خيار الشمال هادي وعلي محسن والإخوان بينما ذهب شباب التغيير لتقاسم حصة صغيرة من المكاسب حشرت لهم في بعض مناصب لقيادات في الساحات ومرتبات بدأت من صنعاء وانتهت من الرياض.
وكان للجنوب مشروع بدأ مبكراً باحتجاجات العسكريين وقيادة النوبة وباعوم وكانت ملامح ورؤية المشروع الرئيسية واضحة، وهي دولة للحنوب مستقلة أو إقليم منفصل عن مركزية صنعاء، كما طرح بعد ذلك عديد قادة جنوبيين شاركوا في نقاشات مع الإقليم وهادي ومؤتمر الحوار.
وخلال هذه العشرية وما شهدته من تحولات وانقلاب وحرب ودخول للتحالف على خط المعركة ضد الانقلاب بقي الشمال مشنوقاً على جدار البحث عن دولة عام 90 حتى بعد أن فقد فريق بقايا النظام صنعاء شريك عدن في تكوين اليمن الموحد أو يمن ال90.
وحتى اليوم والشمال بنخبه ومجتمعه يصارع طواحين الهواء بحثا عن دولة صالح والبيض، متغافلا عن خطر داهم يهدد المنطقة بالكامل ويكاد يثبت أساسات بناء مفخخ بهوية غير عروبية وغير جمهورية بل يتحدث عن انفصاليين في الجنوب فيما صنعاء قد فصلها الحوثي وأسس جمارك شطرية ووضع براميل الانفصال قبل 5 سنوات وأكثر.
لم تتمكن مكونات الشمال ونخبه من إقناع المجتمع شمالا بأن الحوثي هو الانفصالي، وهو الخطر الداهم حتى وهو يمارس الانفصال سلوكا واقعا ولا يزال خط التحريض ضد المكونات والقيادات الجنوبية هو الأكثر نشاطا والمسلك المزدحم بالحضور الشمالي.
يزداد خطر الحوثي وتوغله مع انزياح قدرة الشماليين على التعاطي مع الحوثي كخطر وجودي وثقافي ومجتمعي وخطر على الهوية وحتى على طبيعة حياة الناس وعاداتهم وتقاليدهم.
يتحول الشمال إلى مخزون حوثي دون أن يدرك بينما من يتواجد في مناطق الحوثي يبحث عن عدن، ومن يمثل الشرعية من الشماليين يبحثون عن الجنوب ودولة الوحدة ويلتقي الطرفان في مسار ترسيخ هيمنة الحوثي وتعزيز خطورته.
حين يكون الشمال بدون بوصلة فهو يضاعف خطر الحوثي ضد المنطقة ويجعل فرص مواصلة المعركة سلما أو حربا تتضاءل يوما بعد آخر.
عشرة أعوام من الضياع والتيه تكفي ليعيد الشماليون النظر في تعاطيهم مع خطر الحوثي وإمكاناتهم لمواجهته وترتيب حضورهم في صف معركة استعادة حياتهم قبل عاصمتهم لأن الحوثي يعبث بكل تفاصيل حياة الناس في الشمال ويحولهم متلقين لكل إملاءاته دون حتى الامتعاض منها.