تحويل الأيتام إلى شهداء.. مليشيا الحوثي ضاعفت مآسيهم وسلبت حقوقهم
تقارير - Monday 08 August 2022 الساعة 09:47 amحظيت فئة الأيتام منذ قيام ثورة 26 سبتمبر، بكثير من الامتيازات والاهتمام، وتم عمل لوائح ومنشآت ساعدت على توفير بيئة خاصة بهم إلى أن جاءت مليشيا الحوثي الإرهابية.
وتعد مدرسة الأيتام من أعرق المدارس الحديثة ونواة لمرحلة تعليم متميزة، مر عليها كبار الأدباء والسياسيين، وتخرجت منها قيادات ومبدعون.
تراجع الاهتمام بهذه الفئة، منذ سيطر الحوثيون على الشمال ومؤسساته القائمة، لدوافع سياسية واجتماعية، تتخذ منها المليشيا ذريعة لاستمرار مشروعها العنصري.
تهميش الأيتام ونهبهم
حتى 2018 كانت المليشيا قد زجت ب200 يتيم أخذتهم من دار الأيتام سقط منهم 90 بين قتيل وجريح وتم أسر عدد منهم يتم الآن تأهيلهم، بحسب التقارير.
يذكر أحد المصادر المقربة أن المليشيا تبدأ زيارة دور الأيتام كلما شعرت بالحاجة لمقاتلين، فتقوم بتعبئتهم طائفيا وعقائديا بالمحاضرات والدورات الثقافية المكثفة.
كما تشير المصادر أن مشرفين حوثيين خلال الأيام الماضية قاموا بمصادرة مبنى مدرسة "روافد النهضة" بصنعاء إحدى المدارس التابعة لمؤسسة اليتيم.
مصادر أكدت أنه سيتم استثمار المبنى بتحويله إلى "جامعة خاصة" من أجل إعانة أبناء الشهداء، إذْ لا يمكن تفضيل الأيتام على الشهداء، حسب تصريح القيادات الحوثية.
هذه واحدة من أساليب ذراع إيران للسيطرة على المقدرات وتحويلها إلى استثمارات خاصة، آخرها جامعة "العلوم والتكنولوجيا" التي قررت حكومة الشرعية عدم قبول مخرجاتها ابتداءً من هذا العام.
انتهاكات بالجملة
بحسب تقارير المنظمات فإن 28 ألف طفل قاصر جندتهم المليشيات الحوثية منذ عام 2014 وحتى عام 2018 منهم عشرات الأيتام، تضاعف الرقم حتى 2022 ليصبح 36 ألفا، بحسب الناشطة أروى الخطابي وتقارير محلية.
وهناك تحركات مستمرة تهدف إلى استقطاب أعداد جديدة من الأيتام أغلبهم من فئة الأطفال لإلحاقهم بجبهات القتال.
الاستقطاب يتضمن عمل حفلات وإنفاق مبالغ كبيرة على الفعاليات والدورات الثقافية، فيما تؤكد تقارير أخرى أن هناك تجنيدا قسريا ومراكز صيفية إجبارية.
مليون يتيم
تفيد أرقام محلية أن عدد الأيتام في اليمن يصل إلى المليون ونصف المليون يتيم، في حين يبلغ عدد المؤسسات التي تهتم برعايتهم وكفالتهم 10 دور تقوم برعايتهم بشكل كامل أو جزئي وهذه الجهات لا تغطي مطلقا هذا الرقم.
كما تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الأيتام الذين تتبناهم هذه المؤسسات سكن وتغذية وتعليما وصحة لا يتجاوز ال8% من أصل مليون ونصف المليون.
ويعد دار الأيتام في شارع تعز بصنعاء أشهرهن ويملك استثمارات عقارية خاصة به استحوذت عليها المليشيا، فيما يعد دار الرحمة المدعوم من بعض رجال الأعمال وتحديدا بيت هايل سعيد أنعم واحدا من المؤسسات المهمة يقع في مدينة الأصبحي بيت بوس.
وهناك تقارير من محافظة إب وغيرها تشير إلى أن المليشيا تستغل هذه الفئة طوال العام لصالحها، من خلال تقديم المساعدات سواء في الأعياد أو في غيرها؛ على اعتبار أنها توليهم اهتماما، يقول البعض إنه يقتصر على مجموعة محدودة جدا تمنحهم بعض الملابس والسلال الغذائية.