عصابات تزوير العملات الصعبة تلحق خسائر كبيرة بالتجار والصيارفة في عدن
إقتصاد - Wednesday 10 August 2022 الساعة 08:52 amألقت الحرب التي تشهدها اليمن منذ سبع سنوات بنتائج كارثية على مختلف القطاعات الاقتصادية والمعيشية والخدماتية في مختلف المحافظات اليمنية.
ومنذ أن سيطرت ميليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- انتعشت ظاهرة السلب والجريمة، وتفاقمت حالات اليأس والإحباط، جراء تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة الوطنية الأمر الذي أثر على القدرة الشرائية للمواطن اليمني، خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي تشهد ارتفاعاً جنونياً لأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني نتيجة جملة من العوامل وعلى رأسها سياسة "الانفصال المالي" التي تطبقها ميليشيا الحوثي تجاه "العملة النقدية" المطبوعة من قبل الحكومة الشرعية.
كل تلك العوامل دفعت بعصابات تزوير العملة وتجار الحروب إلى التوسع في أعمالهم وانتشارهم، مستفيدين من حالة الفوضى التي تعم البلاد منذ أكثر من سبع سنوات، وقامت باستغلال حاجة المواطن للعملات الأجنبية بعد الانهيار المعيشي الذي ضرب اليمن وتفاقم حالات الفقر والعوز وارتفاع الأسعار وحالة الاهتزاز التي تتعرض لها الأجهزة الحكومية اليمنية.
ويشكو عدد من ملاك شركات الصيارفة في العاصمة عدن تزايد محاولات تمرير العملات المزورة من فئة "100$" والتي انتشرت بشكل غير مسبوق وتسببت بتكبّد التجار خسائر باهظة.
يقول مسؤول إداري في أحد أفرع شركات الصرافة بمديرية الشيخ عثمان، "يتم اكتشاف من (3 إلى 15) شخصًا في الشهر الواحد يكون من بين أموالهم الأجنبية عملة مزورة وغالباً ما تكون من فئة الـ(100) الدولار الأميركي، وعند اكتشاف التزوير يدعي العميل أنه استلمها من صراف أو تاجر، ودائماً ما ينسحب الشخص فوراً عند مواجهته بالعملة المزورة، فمنهم من يأخذها وينصرف، والبعض الآخر يقدم أعذارا واهية، لكن آخرين يقعون بالفعل بفخ الخداع، لأن عامة الناس لا يستطيعون التفريق بين العملة الحقيقية وتلك المزورة وأكثر الضحايا هم من فئة رجال الأعمال ومالكي المحلات التجارية والذين يتعاملون بالعملة الأجنبية".
لكن خبراء مصرفيين يؤكدون أنه يمكن تمييز الدولار الأصلي عن المزور مهما كان مصنعا بطريقة متقنة، موضحين أنه توجد هناك علامات فارقة يصعب عكسها على الطبعات المزورة.
وهناك عدة طرق للكشف عن حقيقة العملة ومن أسهل الطرق اختبار اللمس، لأن مميزات الدولار الأصلي النعومة وهو مصنوع من الكتان والقطن، بينما المزور مصنوع من الورق المقوى الذي عادةً ما يُصنع من بعض مكونات الخشب.
ورغم معرفة محلات الصرافة بمختلف الطرق للكشف عن العملة المزورة، إلا أنهم يقبلون المزور مجبرين، لأن من يقوم بتصريفها شباب مسلحون على استعداد تام لارتكاب أي جريمة في سبيل تصريف ما بحوزتهم وعدم إلقاء القبض عليهم.
وأجمع الصرافون والتجار على وجوب قيام أمن عدن والبنك المركزي في العاصمة عدن باتخاذ إجراءات صارمة للحد من مثل هذه السلوكيات لكبح جماحها قبل أن تتحول إلى ظاهرة بعد أن أدت إلى خسارة التجار والمواطنين على حدٍّ سواء.