ضربة شبوة تعري "الإخوان".. حملة ضد التحالف و"الرئاسي" ورسائل غزل للحوثي
تقارير - Thursday 18 August 2022 الساعة 08:44 amأصيبت جماعة الإخوان بصدمة كبيرة، بعد إخماد تمرد مليشياتها على قرارات مجلس القيادة الرئاسي والسلطة الشرعية في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، فيما وقع قيادات الجماعة وعناصرها في حالة من الارتباك.
بينما لجأ حزب الإصلاح الإخواني، إلى التهديد والتلميح باستخدام العنف انتقاماً من السلطة الشرعية ومن شبوة ومحافظها عوض بن الوزير، وقواتها الأمنية والعسكرية ممثلة بألوية العمالقة و"دفاع شبوة".
وما يزال الإخوان تحت وقع الصدمة التي وضعتهم في مأزق، حيث حاولوا جس نبض المجلس الرئاسي وارباكه وإضعاف موقفه، لكنهم تفاجأوا بالموقف الذي أبداه المجلس دعما لمحافظ شبوة في مواجهة التمرد، الذي قامت به قيادات أمنية وعسكرية موالية للتنظيم.
في المقابل صعد نشطاء حزب الإصلاح من وتيرة الحملة الإعلامية ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، والتي تجاوزت الاتهامات بـ"التبعية والعمالة" إلى الإساءة والتجريح والقدح في حقه بمفردات وعبارات لا أخلاقية.
وإزاء التحول الجاري في محافظة شبوة، فإن الوضع قد يتجه إلى التصعيد أكثر، لا سيما مع اتجاه الإخوان إلى الترتيب لمعارك وفوضى قادمة في مناطق أخرى، بينها محافظتا حضرموت والمهرة.
وبالتوازي عمدت قيادات الإخوان وإعلاميوهم إلى استحضار "بعبع الإمارات" للتغطية على تمردهم المسلح ضد مجلس القيادة الرئاسي، حيث زعم الصحفي الإخواني أحمد الشلفي بأن ضباطا إماراتيين يشرفون على اللجنة الأمنية والعسكرية المشكلة لمهمة إصلاح القوات المسلحة.
الارتباك المصاحب للظروف التي وصل إليها ناشطون في حزب الإصلاح، تزايد بشكل طبيعي، فمختار الرحبي الذي يدير قناة إخوانية تمولها عمان وقطر وتبث من تركيا حاول التقليل من شرعية المجلس الرئاسي. فوفق زعمه "لم يتبق منه غير عيدروس الزبيدي ورشاد العليمي".
إخماد التمرد.. ضربة موجعة
يقول الناشط السياسي محمد علي عامر، إن خوف حزب الاصلاح الإخواني من فقدانه امتياز السيطرة المطلقة على الشرعية ومواردها، الذي حظي به خلال فترة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، وراء الارتباك والتصعيد الذي أعقب وأد تمرد قواته في شبوة.
وقال عامر، إن "اتجاه حزب الإصلاح بكل قياداته وعناصره لمهاجمة مجلس القيادة الرئاسي واتهامه بـ"الخيانة" هو انعكاس لما كانوا يرغبون به في أن يكون دور المجلس الرئاسي هامشيا أمام سيطرتهم على القرار.
بدوره يرى رضوان عبد السلام "ناشط شبابي"، أن مشكلة الاخوان عند وجود تغيير حقيقي يستهدف إصلاح بنية الشرعية، حيث يبرز وضعهم الصعب وتظهر عوامل ضعفهم، ولذلك يتجهون إلى الابقاء على الوضع السيئ الذي صنعوه كما هو، أو الانخراط بعمل تخريبي أكبر حيث إنهم لا يريدون المساس بمصالحهم التي تخدم جماعة الحوثيين.
وذكر عبدالسلام: "لدى حزب الاصلاح واقع من السيطرة والتجارب السيئة التي جعلت اليمنيين يتوقون لإنهاء عبثه بالشرعية، لأن الإخوان سبب كل الكوارث التي دفعت بالبلد إلى هذه الفوضى الواسعة".
نتائج عكسية
من جانبه أوضح عبد الناصر الأديب (أكاديمي) أن مشكلة حزب الإصلاح الإخواني أنه لم يكن يوما جزءاً من المشروع الوطني، الذي وقف أمام الحوثيين بقدر ما كانت خططه هي التمكن من حكم المحافظات، التي لا تخضع للحوثيين بشكل سيئ، وإذلالها ونهب ثرواتها لصالح التنظيم.
ورأى أن "هذا التمرد انعكس على واقع حزب الاصلاح، وهو دليل على عدم جديتهم في التغيير، ومحاولاتهم الابقاء على قواتهم والاموال التي نهبوها من المحافظات الغنية للاستمرار في عرقلة أي مشروع سياسي حقيقي وتعطيل الواقع المؤسسي والعسكري، حتى يستكملوا الوقت اللازم لإحداث انقلاب أوسع على كافة القوى والأطراف".