أغلقت نظام "الموازي".. مليشيا الحوثي تخصخص أكبر جامعتين حكوميتين
تقارير - Tuesday 23 August 2022 الساعة 08:29 amتعمدت مليشيا الحوثي الإرهابية تجهيل اليمنيين منذ بدء الحرب، حيث عملت بشكل تدريجي على تحويل جامعتي صنعاء وذمار إلى منصات لتكريس النهج الطائفي ومنشآت استثمارية لصالحها تعمل على ابتزاز واستغلال الطلاب والطالبات.
ورغم التدني الكبير في أعداد الطلاب والطالبات الملتحقين بكليات جامعتي صنعاء وذمار عاما بعد آخر منذ اجتياح مليشيا الحوثي لصنعاء والمدن اليمنية عام 2014 إلا أن قيادة الجماعة قامت بمضاعفة الرسوم الدراسية وتخفيض نسبة قبول الطلاب في النظام العام لدفعهم إلى خيار النفقة الخاصة.
جامعة صنعاء
أغلقت قيادات المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية بجامعة صنعاء نظام التعليم الموازي بكلية الطب بهدف إرغام الطلاب والطالبات الراغبين في الالتحاق بها على التسجيل في نظام النفقة الخاصة ودفع مبلغ مالي يقدر بـ(6 آلاف دولار بشكل سنويً) أي (36 ألف دولار) خلال الست سنوات، والذي قام الحوثيون بتوسيعه وتحويله إلى نظام بديل عن النظام الموازي من أجل التكسب والاستغلال.
وقالت مصادر طلابية بجامعة صنعاء لـ(نيوزيمن)، إن عددا من الطلاب والطالبات الذين أعلن مسبقا قبولهم في قوائم الطلاب المقبولين في كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات وكلية الطب، أسقطت المليشيا أسماءهم من القوائم دون أي مبرر، وعرضت عليهم التسجيل في نظام النفقة الخاصة بهدف ابتزازهم ماليا.
وأضافت المصادر إن بعض الطلاب والطالبات حينما لم يجدوا من ينصفهم قرروا التسجيل في كليات أخرى وآخرين غادروا محملين بالإحباط واليأس وقرروا عدم مواصلة المشوار التعليمي لهذا العام وهو ما يحقق أهداف المليشيا في تجهيل المجتمع بهدف تحويل تحقيق أجندته القذرة.
ولفتت المصادر أن المليشيا قامت باستبدال أسماء الطلاب الذين أسقطتهم من قوائم المقبولين بأسماء طلاب من أبناء أسر قياداتها السلالية وآخرين من أسر قتلاها في تصرف تمييزي عنصري ومناطقي.
ومؤخرا افتتحت المليشيا أقسامًا جديدة في بعض كليات جامعة صنعاء بهدف الجباية والتكسب المالي تحت مزاعم فتح أبواب التسجيل لنيل شهادات الدكتوراة -وهي شهادات غير معترف بها- في ظل عدم وجود الكادر الأكاديمي الذي تعرض خلال سنوات الحرب لحرب شعواء وممنهجة من كل النواحي من قبل الجماعة الحوثية والتي دفعت الكثير منهم لترك التدريس والانتقال لجامعات أهلية خاصة.
جامعة ذمار
جامعة ذمار الحكومية حالها لا يقل سوءا عن جامعة صنعاء والذي لا يسر صديقا أو عدوا كما يقال، رفعت قيادة المليشيا بجامعة ذمار الرسوم الدراسية في كلية الطب بشكل قياسي وغير مسبوق.
وبحسب وثيقة استمارة شروط وتعهد والتزام النفقة الخاصة للطالب في كلية الطب البشري بجامعة ذمار -حصل (نيوزيمن) على نسخة منها- فقد أقرت المليشيا (4500 دولار أمريكي) على كل سنة دراسية بشريطة دفع رسوم السنوات الست دفعة واحدة عند التسجيل أي مبلغ (27 ألف دولار) ولا تعاد مطلقا في حال الانسحاب أو الرسوب أو التعثر أو الفصل أو النقل من الكلية أو الوفاة أو لأي سبب كان، ولا تشمل هذه الرسوم رسوم الأنشطة والمعامل السنوية المقرة على بقية الطلاب التي يتوجب عليه دفعها كل عام.
أثار رفع المليشيا الرسوم الدراسية بجامعتي ذمار وصنعاء حالة استياء وسخرية واسعتين في صفوف الناشطين والحقوقيين والأكاديميين بوسائل التواصل الاجتماعي باعتبار رسوم الدراسة في جامعتي ذمار وصنعاء أغلى من الجامعات في أوروبا، حيث قارن الكثير من النشطاء بين مستوى التعليم المتدني مقارنة بدراسة الطب بجامعات ألمانيا وبمبلغ منطقي معقول يقدر بـ( 500 يورو) بما يقارب (3500 يورو) بكل سنواتها وفي جامعات أكاديمية ذات تعليم أكاديمي عال، ويقول آخر، دراسة الطب في الجامعات التركية باللغة الإنجليزية بخمسين ألف ليرة تركية يعني 2700 دولار بالسنة رسوم، يعني أجمالي كل السنوات 11 ألف دولار.
منصات طائفية
ولم تكتف مليشيا الحوثي بما يجري من تدهور في التعليم وتغيير المناهج الدراسية وتطييفها في المدارس الأساسية والإعدادية والثانوية، بل عملوا على تغيير غالبية الطاقم الإداري في جامعتي صنعاء وذمار بدءا من رئيسها والنواب وأيضا عمداء الكليات، وبقية الإداريين بأشخاص مواليين لهم وتم الاستغناء عن معظم الكوادر الأكاديمية وصادرت رواتبهم منذ سنوات ومارست بحقهم الانتهاكات والاختطافات وطردت أسرهم من السكن الجامعي، وعملت أيضاً على فصل عشرات الأساتذة المسافرين خارج البلاد والذين لم يخضعوا لإدارتهم، وقامت بمصادرة حرياتهم والزج بهم في السجون بتهمة أنهم سيذهبون للمناطق المحررة لاستلام رواتبهم.
وفي ظل هذه الممارسات التعسفية والقمعية التي تتعرض لها أعلى نخبة تعليمية في المجتمع، ضمن استراتيجية الحوثيين في إذلال وإهانة العقل اليمني، وامتهان الوعي العام، أجبرت الكثير منهم على أداء الصرخة في الجامعات، وتحويلها إلى منصات طائفية وإرغامهم على إقامة ندوات وورش عمل نقاشية لما أسمتها بحوثات علمية اقتباسات من ملازم مؤسس المليشيا الصريع حسين الحوثي ومحاضرات الإرهابي عبدالملك الحوثي، وإقامة أنشطتها وفعالياتها الطائفية وإرغامهم على حضور "الدورات الثقافية" الخاصة بفكر وأدبيات الجماعة الطائفية المستوردة من طهران وحوزات قم وكربلاء وهو ما دفع العالم إلى عدم الاعتراف بمخرجات جامعتي صنعاء وذمار.