الهدنة في خدمة الحوثي.. مكاسب بلا تنازلات وغطاء آمن للتحشيد عسكرياً
تقارير - Sunday 28 August 2022 الساعة 06:29 pmتستضيف العاصمة الأردنية عمّان هذا الأسبوع مفاوضات بين ممثلين عن المجلس الرئاسي وجماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، برعاية المبعوث الأممي لليمن وسط مساعي الأخير لضمان تمديد رابع وطويل الأمد للهدنة.
وتأتي مساعي تمديد الهدنة الأممية في ظل إصرار مليشيا الحوثي على رفض تنفيذ أي من التزاماتها الواردة في نصوص الهدنة منذ 5 أشهر على بدء سريانها في الأول من أبريل الماضي، وعلى رأسها ملف فتح طرقات تعز والطرق الرئيسية بين المحافظات، بعد رفضها المقترح المقدم من المبعوث الأممي حول ذلك بالجولة السابقة للمفاوضات.
الرفض والتعنت الحوثي في ملف تعز يقابله تواطؤ واضح من قبل المبعوث الأممي عبر تهميش هذا الملف في جولة المفاوضات القادمة في الأردن بين اللجنة العسكرية التابعة للحكومة الشرعية واللجنة العسكرية التابعة لمليشيا الحوثي.
وأكد رئيس الوفد الحكومي المفاوض بشأن طرق تعز عبدالكريم شيبان، في تصريحات صحفية، عدم تلقيهم دعوة لحضور المفاوضات، في حين أشار عضو الفريق نبيل جامل بأن جماعة الحوثي ترفض مناقشة ملف تعز وتربطه بتنفيذ شروط أخرى كدفع الرواتب ومضاعفة الرحالات عبر مطار صنعاء وإدخال سفن نفطية أكثر عبر ميناء الحديدة.
وبحسب تقارير إعلامية فإن هذه الشروط الحوثية تتطابق حرفياً مع البنود التي يسعى المبعوث الأممي لوضعها كإطار لاتفاق لتمديد الهدنة لستة أشهر بدلاً عن شهرين، وهو ما بدأت ذراع إيران بالترويج له بشكل رسمي.
حيث نقل إعلام الحوثي عن وزير النقل المعين من قبل الجماعة تصريحاً أكد فيه بأن الفترة المقبلة ستشهد فتح وجهات جديدة للرحلات الجوية عبر مطار صنعاء إلى جانب الأردن والقاهرة "وفقاً لما تضمنته الهدنة الإنسانية"، حد قوله.
وحققت مليشيا الحوثي مكاسب هامة من خلال الهدنة دون تقديم أي تنازل يذكر، حيث وفر لها غياب طيران التحالف العربي الفرصة بإعادة ترتيب صفوف مليشياتها وتدريب دفعات من المقاتلين وتعزيز جبهاتها بالعتاد.
وكان لافتاً حجم الاستعراض العسكري الذي نفذته الجماعة خلال فترة الهدنة، حيث أقامت 8 عروض عسكرية منذ بداية شهر أغسطس الجاري، لتخريج دفعات من مقاتليها تحت مسميات متعددة، مع استعراض ما تملكه من أسلحة متوسطة وثقيلة.
ولعل التطور الأخطر ما كشفه ناطق محور تعز العقيد عبدالباسط البحر الأسبوع الماضي عن تنفيذ مليشيات الحوثي تحليقا بطيران مقاتل نوع "هيلوكبتر" مرتين على التوالي في أجواء مطار تعز، شرقي المدينة، في حادثة هي الأولى منذ بداية الحرب في مارس 2015م.
وكشف البحر عن استقدام مليشيات ذراع إيران قبل نحو شهرين من الآن "خبراء أجانب يعتقد أنهم إيرانيون إلى مطار تعز الدولي وقاعدة طارق الجوية المجاورة للمطار لغرض إجراء صيانة للطائرات الموجودة ولتطوير طائرات مسيرة" مستغلة الهدنة الأممية.