مأرب تستذكر مطارح نخلا.. كسرت الحوثي وتآمر عليها الإخوان وتجار الحرب
تقارير - Tuesday 20 September 2022 الساعة 09:06 pmاليوم ومع مرور 8 سنوات على ذكرى تأسيس قبائل مأرب لمطارح نخلا بهدف التصدي لذراع إيران، تعود الحرب إلى مربعها الأول بل أصبحت مأرب اليوم محاصرة بشكل أكبر عما كانت عليه عام 2014.
بهذه النتيجة المؤلمة يلخص الناشط السياسي المأربي، عبدالوهاب بحيبح، المشهد في مأرب ما بين سبتمبر 2014م وسبتمبر 2022م، مستذكراً التجربة الفريدة التي صنعتها مأرب وشكلت علامة فارقة في تاريخ الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي في اليمن.
فقبل 8 سنوات وبينما اليمنيون مصدمون من مشاهد سقوط عاصمة الدولة صنعاء بيد مليشيات الحوثي دون أي مقاومة وتوسعها نحو المحافظات ما خلق حالة من الانكسار واليأس هي الأشد في التاريخ اليمني الحديث بعودة الإمامة بعد أكثر من نصف قرن على ثورة 26 سبتمبر 62م، كان لمأرب رأي آخر.
فقد تداعت قبائلها متجاوزة ثاراتها وخلافاتها وحشدت أبناءها وأسلحتها في مطارح خارج مدينة مأرب "نخلا" معلنة التصدي لمليشيات الحوثي، لتتحول "فيما بعد رأس الحربة في مواجهة مشروع الحوثي"، كما يقول بحيبح في حديثه إلى "نيوزيمن".
يشير بحيبح إلى المعارك الأولى التي خاضتها قبائل مأرب في حلحلان ومجزر وصرواح وكذلك قانية مراد وحريب وغيرها، "لقد كان هذا الموقف هو اللبنة الأساسية لتكوين نواة المقاومة، وهذا جعل من مأرب ملاذا آمنا يتوافد إليه أبناء اليمن ليشكلوا لبنات المقاومة الأولى"، يضيف بحيبح.
إلا أنه يستدرك المشهد اليوم بعد 8 سنوات وكيف باتت مأرب محاصرة بشكل أكبر من عام 2014م، بسبب "قوى ركبت موجة النضال" (في إشارة إلى الإخوان)، ويضيف بأنها حولت المعركة مع ذراع إيران "إلى تقاسم حصص ومناصب وعملت على توظيف إمكانات المعركة وثروات الشعب من أجل تثبيت سيطرتها وسلطتها، وتسببت في انحراف بوصلة المعركة، حيث عملت على تشكيل الجيش وإدارة شؤون المقاومة على أسس حزبية ومناطقية تخدم أجندة خاصة بعيدا عن الهدف الأساسي محاربة الميليشيا".
يؤيد خالد بقلان أمين عام مجلس شباب سبأ في حديثه لـ"نيوزيمن" ما يطرحه بحيبح، حيث يقول: بدلاً من تعزيز تلك المطارح وتحويلها إلى قوة عسكرية تآمروا عليها وهمشوا أبناء مأرب حتى وجد أغلبية أبناء مأرب أنفسهم نازحين بعد أن خسروا 12 مديرية بسبب عدم بناء قوة حقيقية من قبل الشرعية والطرف المهيمن عليها.
يشير بقلان إلى وجود احتفاء لافت هذا العام بذكرى مطارح نخلا من قبل إعلام وناشطي الإخوان، لكنه يرى بأن الهدف الحقيقي وراء ذلك هو "الحد من إجراء أي إصلاحات أو تغييرات قد يجريها مجلس القيادة من شأنها تمكين أبناء مأرب وحقهم وفق قانون السلطة المحلية في إدارة شؤون محافظتهم وكذلك في الجانب الأمني".
ويبدي بقلان استغرابه الشديد من الاحتفاء بمطارح نخلا في ذات الوقت الذي يتم فيه مهاجمة قوات محور سبأ، وهي قوة عسكرية من أبناء مأرب ومن يقودها شخصية كان والده أحد مؤسسي مطارح نخلا.
ويعلق بالقول: هذه الازدواجية التي يمارسها الطرف المهيمن على مأرب تفسر مدى الاستغلال والتوظيف السياسي لمواقف أبناء مأرب ومحاولات حثيثة مفادها مأرب لا يمكن التعامل معها إلا من خلال طرف سياسي يجاهد للحيلولة دون تمكين أبناء مأرب أو بناء قوة منظمة منهم، يريدهم فقط أن يكونوا فزاعته وقت المغارم..!