انقلاب 21 سبتمبر.. حَوَّل ثلثي سكان اليمن إلى فقراء
إقتصاد - Thursday 22 September 2022 الساعة 11:02 amوصلت اليمن مستويات سيئة للغاية فيما يتعلق بالمعيشة، وكان انقلاب ذراع إيران على الدولة في 21 سبتمبر 2014، وانزلاق البلاد في حرب طال أمدها، سبباً رئيسياُ لفقر البلاد.
وبلغ عدد سكان اليمن الذين يعيشون الآن في فقر، والذي يُعرَّف بأقل من 3.10 دولار في اليوم، حوالي 78٪، وفقاً لتقارير البنك الدولي.
دمرت ذراع إيران الاقتصاد، وأوقفت صرف الرواتب، ولا يزال 50% من موظفي الخدمة المدنية لا يتقاضون رواتبهم، وعندما يحصلون عليها، لا يتلقونها بالكامل.
وفقاً لاستبيان مناخ الأعمال اليمني الصادر عن وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر بالتعاون مع منظمة الGIZ، لوحظ أن 41% من المنشآت قامت بتسريح حوالي 55% من موظفيها في المتوسط.
كثيرون منهم باتوا اليوم يمدون أيديهم للناس، أجبرتهم الحاجة وغياب فرص العمل على ذلك، وفي ذات السياق يقول أحد أئمة المساجد بمدينة صنعاء، إن التسول في المساجد بات ظاهرة تحتاج إلى معالجة وأصبحت مزعجة للمصلين.
ويضيف: "بعد كل صلاة يقف على الأقل ثلاثة أو أربعة أشخاص أمام المصلين ويطلبون المساعدة وأغلبهم يقولون إن غياب الدخل وفرص العمل أو دعم عائلي لتلبية احتياجاتهم أجبرهم على الوقوف، ولا يريدون مالاً بل يريدون شيئاً من الغذاء لسد جوعهم".
فقد ما يقدر بنحو 40% من الأسر مصدر دخلهم الرئيسي، ويشير تحليل أوضاع الرفاهة إلى أن الصراع، وما يرتبط به من عوامل، أدى إلى زيادة إجمالي معدل الفقر، فيما تضررت مصايد الأسماك بشدة وأصحاب المشاريع الزراعية، على وجه الخصوص.
وأكدت مذكرة المشاركة القُطْرية لمجموعة البنك الدولي بشأن اليمن 2020- 2021، أنّ الاتساع في رقعة الفقر، وانعدام الأمن الغذائي، والمرض، من شأنه أن يؤثر على تنمية رأس المال البشري على الأجل الطويل.
وأوضحت أنّ مؤشر رأس المال البشري يبين أن إنتاجية الطفل المولود اليوم في اليمن ستبلغ 37% عندما يكبر، مقارنة مع نسبة إنتاجية كاملة إذا تمتع بقدر كامل من التعليم والصحة الجيدة.
تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي نشر في 26 سبتمبر 2019، أكد أنه بدون أي تغيير في الوضع الراهن، ستصبح اليمن الدولة الأكثر فقراً في العالم بحلول عام 2022.
إلى جانب، انكماش متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2014- 2021، بمعدل تراجع تراكمي بلغ 63%، تآكلت القيمة الحقيقية لذلك الدخل بفعل التصاعد المستمر للتضخم، متسبباً في سقوط ملايين من الناس في براثن الفقر المدقع.
تُشير نتائج استطلاع للرأي العام أجراه مركز يمن انفورميشن سنتر للبحوث والإعلام، منتصف سبتمبر 2021، حول الفقر في اليمن، إلى أن الفقر سبب رئيسي لزيادة معدلات ظاهرة التسول في البلاد.
قال 87 في المائة من جميع المشاركين في الاستطلاع إن زيادة ظاهرة التسول في اليمن سببها الفقر، فيما أعرب أربعة بالمائة من المستجيبين عن اعتقادهم أن سبب زيادة ظاهرة التسول هو عملية مفتعلة.
تقول منظمة العمل الدولية، إن هناك ارتباطا قويا بين الإعاقة والفقر، فالفقراء هم أكثر عرضة لخطر الإصابة، يصبحون معاقين بسبب نقص السكن اللائق والغذاء والمياه النظيفة والأساسية، والصرف الصحي وبيئات العمل الآمنة، معتبرةً التسول الملاذ الأخير للأشخاص الذين وجدوا أنفسهم في دوامة من الفقر والشدائد.