العالم يذكِّر الشمال بأن "الوحدة" قرار ثنائي وليس "شعاراً" يتم التهديد به
تقارير - Sunday 02 October 2022 الساعة 04:15 pmقبل أشهر فجّر السفير السعودي، محمد آل جابر مفاجأة تتعلق بإعادة تذكير الأطراف اليمنية بأن "الوحدة" شأن "يمني" يقرره أطرافها.. وأن المملكة العربية السعودية لا تزال عند موقفها الثابت منذ أزمة 1993م "لا وحدة بالإكراه ولا انفصال بالقوة".
وبالأمس انضم المبعوث الأميركي "ليندركينغ" لذات التوجه الذي يبدو أنه يستهدف موقفا مزدوجا، شمالا وجنوبا.
فشمالا، يجب أن تسمع الأطراف التي تتشدق بالوحدة وكأنها "خيار عسكري"، فالعالم الذي دعم عملية عسكرية ضد الحوثي لن يقف مع أي خيار آخر يعتقد أنه سيقرر الخيارات السياسية بالسلاح، وأن الوحدة شأن ثتائي بين أطرافها وليست شعارا لطرف واحد.
وجنوبا، فإن استحالة قبول العالم بالوحدة المفروضة بالقوة يساوي رفضه لأي خيارات مضادة لهذه الوحدة بالقوة أيضا.. فلن يتم الاعتراف بالانفصال الحوثي بالشمال كما لن يعترف بأي دولة تضع حدودا بالقوة بين اليمنيين ما لم تتم بالطرق السلمية والتراضي والنقاش السياسي والقانوني.
"ليندركينغ" قال بأن قرار بقاء وحدة اليمن من عدمه "لا يمكن أن يتخذ بالنيابة عن اليمن"، مؤكداً بأن "الأمر متروك لليمنيين".
المبعوث الأمريكي وفي حوار له مع "اندبندنت عربية" حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم سياسة "اليمن الواحد" على غرار "الصين الواحدة"، أجاب قائلاً: "نعتقد أن اليمنيين يجب أن يتخذوا قراراتهم الخاصة في شأن مستقبل بلدهم بما في ذلك هذه القضية".
وكان ليندر كينغ قد قال في تصريحات سابقة أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية، بأن مستقبل اليمن يحدد من خلال التفاوض.
وكان السفير محمد آل جابر رد خلال لقاء له مع قناة "روتانا خليجية" على سؤال حول موقف بلاده إن كان مع الوحدة أو الانفصال؟، بالقول بأن "السعودية مع القرار اليمني والتوافق والحوار الوطني أيا كانت النتيجة دون استخدام القوة طرف ضد طرف".
السفير السعودي أشار حينها إلى ما نص عليه اتفاق الرياض بأن تكون القضية الجنوبية حاضرة في مفاوضات الحل النهائي في اليمن، وتواجد المجلس الانتقالي الجنوبي في المفاوضات كممثل عنها.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي قد أكد أن الانتقالي حدد ثلاثة مسارات، أحدها بقاء الوحدة بصورتها الحالية، والثاني الفيدرالية، والثالث استعادة الدولة الجنوبية.. قائلا انها خيارات يقررها الشعب الجنوبي الذي يجب أن يمنح حقه في تقرير مصيره كمقتضى ديمقراطي ومدخل للسلام والتعايش، مقرا بأن ذلك خيارات لما بعد تحرير صنعاء، واستعادتها من المحور الإيراني العدواني ضد الجزيرة والخليج.
وفي المقابل يسعى رئيس مجلس القيادة "رشاد العليمي" إلى التهدئة بشأن صراعات الوحدة شمالا وجنوبا، والتعامل بواقعية باعتبار هذا الصدام لن يخدم سوى "الحوثي"، والذي يسيطر على الشمال.
ولا تملك الأطراف الشمالية اليوم أي دعم شعبي جنوبي، وأن أي حركة للأطراف الشمالية في الجنوب اليوم ليست سوى زيادة من الصراعات الجنوبية الجنوبية والتي تتنازع تمثيل الجنوب ولكن ليس لها أي امتداد أو تواجد شمالي.
وتعزز هذه النقاشات الموقف الإماراتي الذي أكد منذ اندلاع الحرب على أن مسألة الوحدة وبقاءها أمر يقرره اليمنيون على طاولة المفاوضات دون فرض أي خيار بالقوة، وحصر المعركة في الوقت الراهن ضد مليشيات الحوثي.