أرينا القادمة من روسيا بعد تهدم منزلها لـ"نيوزيمن": سأموت في بلادي.. أنا يمنية وعلمتني لحج
السياسية - Monday 03 October 2022 الساعة 03:43 pmأثار تهدم منزل في مدينة الحوطة المركز الإداري لمحافظة لحج، جدلاً كبيراً تجاوز حدود اليمن إلى الإعلام الدولي.. والسبب أن "ارينا" كانت إحدى سكانه. يعرفونها بـ"الروسية" التي فقدت منزلها، وتقول هي: أنا يمنية وهذه بلادي.
بادرت السلطة المحلية في لحج بتحمل إعادة البناء للمنزل الذي تساقط بعض جدرانه خلال الأمطار..
وتوافد إلى المكان مسؤولون حكوميون آخرون.
وكان من زوار المنزل "نيوزيمن"..
برفقة زوجها فيصل اللصيصي الذي تلقى تعليمه في الاتحاد السوفييتي سابقاً وصلت ارينا فكتور محمد الوسايسية إلى اليمن الجنوبي سابقاً في العام 1986 لتعمل مدرسة لغات في إحدى كليات العاصمة عدن بمدينة خور مكسر.
فهي تحمل مؤهل ماجستير لغات، كما درست بعدد من الجامعات الأخرى بعدن، بيد أنها توقفت عن مهنة التدريس في التسعينات، الزمن الذي غير كل شيء في عدن.
تقول ارينا، التي تنحدر من مدينة بارونش وتبعد مسافة 6 ساعات عن العاصمة الروسية موسكو، إنه مضى على وصولها إلى محافظة لحج واليمن 38 عاما عاشت خلالها أجمل ايامها وتعد نفسها يمنية وليست روسية لما لاقته من حفاوة وترحيب وحسن جوار داخل المجتمع اللحجي خلال الاربعة العقود الماضية.
لكن ارينا مرت بمرحلة قاسية تمثلت في فقدان ولديها حسين وسالم في حادث مروري مروع اودى بهما في مطلع الالفية لتعاني بعدها من وضع نفسي صعب، حيث كانت كثير التكرار والجلوس بجوار قبريهما وسبب لها هذا الوضع النفسي الذي عاشته انفصالا من زوجها لتعيش بعدها وحيدة حيث تبرع لها مواطن في الحوطة يدعى جمال البغدادي بمنزل تسكنه.
ترفض الروسية ارينا العودة إلى روسيا بعد طلب من اهاليها واصدقائها العودة، وقالت لـ"نيوزيمن": طلب مني العودة الى روسيا في أكثر من فرصة.. لكنها ترفض العودة من منطلق محبتها لليمن ولأهل لحج بشكل خاص الذين تعاملوا معها كأحد أفراد أسرهم، فهي لا تشعر بأنها غريبة في وسطهم لما تلاقيه من رعاية ومحبة واهتمام ومشاعر لا يمكن وصفها وتؤكد أنها يمنية وليست روسية.. "سأظل يمنية ومواطنة من لحج حتى الموت".
عبرت ارينا عن سعادتها بالتضامن الذي لاقته من كل الناس بعد تهدم منزلها مؤخرا سواء على صعيد الناس أو الحكومة والسلطة المحلية، وقالت انها مدينة بهذا الكرم الذي جعلها تتشبث بالبقاء في اليمن فجيرانها الذين يعيشون معها في الحي تعلمت منهم هذه القيم التي يحملونها، فهم يتولون مساعدتها في شؤون حياتها اليومية ومهتمون بها وباحتياجاتها اليومية.