العليمي.. ما بين "فل وأمل عدن" والشوق لـ"تربة الحالمة"
الجنوب - Thursday 06 October 2022 الساعة 07:35 amاضطر أغلبية شباب محافظة تعز بسبب الحرب الحوثية الإخوانية التي دارت رحاها على مدى أعوام، إلى النزوح عن ديارهم لغرض كسب لقمة العيش وتوفير مصدر رزق لأسرهم.
الإخوان يملشنون التربة
غادرت كثير من مقومات الحياة وكوادرها، مدينة الحياة عاصمة تعز إلى الأطراف، شرقا إلى "ماوية" فتحولت من أرض فارغة الى مناطق عامرة بكل مقومات الحياة.
وفي الجانب الآخر، فضل آخرون التحرك داخل مناطق محررة من الحوثي فانتعشت مناطق الحجرية، وتحولت اسواقها الصغيرة الى موئل نشط استقطب الأعمال الهاربة من بطش الحوثي وفوضى الإخوان.. حيث كنف اللواء 35 وقائده المحترم الشهيد عدنان الحمادي.
وذات صباح، قصم ظهر الحجرية باغتيال العميد، واقتحمتها كتائب الفوضى، فبدأت الهجرات مرة أخرى.
الفل وعدن نافذة أمل النازحين
"محمد العليمي" أحد شباب تربة الحالمة، اضطر للنزوح إلى العاصمة عدن.. ليعيل والدته وأسرته واخواته البنات الـ4 وأخاه الصغير الذي لا يزال في سن العاشرة.
استغل العشريني العليمي موسم الصيف في محافظة عدن، ليعمل في مهنة بيع (الفل والمشموم) حيث تتزين المدينة ونساؤها بأجراز الفل والمشموم في الأعراس والمناسبات وحتى في ليالي الخميس المتعارف عليها عدنياً.
وهو يحيك جرز الفل المسمى بـ"الشردخة" الفواحة بأجمل الروائح، وترتسم على وجهه ضحكة الترحيب والاستقبال، يقول العليمي، إنه اتخذ مهنة بيع الفل لكونها رائجة في عدن ليحظى بعدد زبائن من خلاله استطاع أن يوفر دخلا متوسطا لأسرته في تعز.
منذ بزوغ الشمس وحتى المساء، يجلس العليمي على مقعده وعربة صغيرة، ودفتر سجل طلبيات الأعراس، ليحيك الفل الذي يجلبه من محافظة لحج الخضيرة المشهورة بأجود أنواع الفل الممزوج بالمشموم والكادي، ليحصل على دخل متوسطه عشرة آلاف ريال يمني يومياً خاصة في موسم الصيف.
وتتفاوت أسعار الفل والمشموم ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف، فيما تُسعر الشردخة -تغطي الشعر كاملاً- حسب مقاس طول متر خيط الفل، وتعتبر مناسبة مع القدرة الشرائية للناس.
وفي دردشة مع نيوزيمن، يقول العليمي عن نبتة المشموم، بأنها تضاف إلى عمل "السحاوق التعزي"، والذي يسمى بالخوعة، الأمر الذي يجهله الكثيرون من أهل عدن، الذين يستخدمونه فقط في زينة شعر النساء.
لم يقتصر بيع الفل على العليمي، فقد استقطبت هذه المهنة العديد من العاملين، حيث يوجد مكان خاص بمدينة عدن يسمى "جولة الفل"، في منطقة كريتر، تظهر طاولات الفل المرتبة من قبل سلطة عدن المحلية بشكل متناسق بجانب بعضها البعض، إذ يقوم بائع المشموم بتحضير المواد الأولية من فل وياسمين فيبدع في صنع المشموم ويتفنن في عرضه حتى يستميل مختلف الشرائح.