السماد العضوي.. تجربة ناجحة ستغير معادلة الزراعة في اليمن

إقتصاد - Monday 10 October 2022 الساعة 08:10 am
لحج، نيوزيمن، خاص:

تحت ظلال أشجار إحدى المزارع في منطقة القريشة في دلتا تبن، يقف نحو 120 مزارعاً ومزارعة من أبناء محافظة لحج لمشاهدة عملية إنتاج وهم يقومون بتطبيقات عملية لإنتاج السماد العضوي أو كما يطلق عليه عملياً "الكمبوست".

تحرك جاد تقوم به الجمعية الوطنية للبحث العلمي بالتنسيق مع وزارة الزراعة في العاصمة عدن لأجل إقناع المزارعين على الاعتماد على الأسمدة الطبيعية والاستغناء عن نظيراتها من الكيماوية التي لها أضرار على التربة قبل أن تكون لها أضرار صحية وكارثية على الإنسان.

استهداف مزارعي لحج جاء عقب انتهاء دورة مماثلة لنحو 90 مزارعاً ومزارعة من أبناء دلتا أبين في مديرية خنفر بمحافظة أبين، تلقى فيها المزارعون والمزارعات في المحافظتين تدريبات مكثفة من أجل إنتاج الأسمدة الطبيعية بالشكل الصحيح الذي يخدم التربة والمحاصيل الزراعية وتكون آمنة للإنسان.

والكمبوست هو سماد محضر من ناتج تحلل المواد العضوية بفعل تأثير نشاط الأحياء الدقيقة في محيط رطب، بفعل هذه العملية يزداد محتوى النتروجين والفسفور، ومن شأن هذه العملية تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية للتربة.

وتختلف أنواع هذا السماد العضوي فمنها من يعتمد على فح نباتي وسماد حيواني ومعادن ومخلفات صلبة، حيث تترك لفترة زمنية معينة بعد وضعها على شكل طبقات رخوة أو بصورة طبقات متراصة تحت درجات حرارة معينة ويفضل مع نهاية فصل الصيف حيث تختلف الفترات الزمنية لتجهيز "الكمبوست" إذ تصل في بعض الأحيان لعدة أشهر.

تجربة أولى في طريق التعميم 

تجربة هي الأولى من نوعها التي تسعى لتطبيقها الجمعية الوطنية للبحث العلمي ووزارة الزراعة اليمنية في محافظتي أبين ولحج وإنجاحها استعداداً لتعميمها على باقي المحافظات بهدف الاستغناء بشكل كامل عن الاسمدة الكيميائية الخطيرة التي لها كوارث مختلفة وتستنزف موارد مالية كبيرة بالعملة الصعبة.

رئيس الجمعية الوطنية الدكتور سالم عزب، قال إن السماد الكيماوي أنهك المزارع مادياً وصحياً وتسبب في انتشار العديد من الأوبئة والأمراض الفتاكة وهذا تطلب تحركا جادا للبحث عن بديل جديد، مشيرا إلى أن ما يقارب 195 مبيداً حشرياً محرّما دولياً استخدامها ما زالت بين أيدي مزارعي لحج وأبين.

وأضاف إن الدورات التي جرى إقامتها في أبين، وحاليا في لحج، هدفها إرساء قواعد جديدة في العملية الزراعية واهمها التخلص التدريجي من الاسمدة الكيميائية بالاعتماد على السماد العضوي (البلدي) والذي اثبتت التجارب نجاعته في تحسين التربة والنبات والثمار.

وذكر أن وزارة الزراعة والري أبدت اهتماما واضحا في تطوير انتاج السماد العضوي والذي قد يخصص له معامل خاصة في المستقبل القريب لإنتاجه وتعميمه كمنتج اساسي محلي ضمن العملية الزراعية برمتها، معتبرا أنه إذا ما تم الاهتمام بإنتاج كميات كبيرة من السماد العضوي سيحدث ثورة حقيقية في العملية الزراعية برمتها شرط أن يتم التقيد بمقاييس ومعادلات الإنتاج.

حرص حكومي 

تنمية القطاع الزراعي والتخلص التدريجي من الأسمدة الكيميائية يعد في صدارة أولويات وزارة الزراعة، بحسب ما أكده الوزير سالم  السقطري، من خلال تمويل صندوق التشجيع الزراعي لإقامة الدورات لمزارعي أبين ولحج كخطوة أولى.

وأكد الوزير السقطري، أن هناك اهتماما خاصا بالتخلص التدريجي من الأسمدة الكيميائية والاعتماد على السماد العضوي البلدي وتجسد ذلك من خلال دعم الوزارة لمشروع إنتاج السماد العضوي "البلدي" الذي يساعد في زيادة تنشيط التربة وفي زيادة خصوبتها لاحتوائه على عناصر ضرورية للنباتات مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم مع المنجنيز، لذا فإن هذه العناصر تنتقل من التربة على المدى الذي تظل فيه النبتة في التربة إلى النباتات.

وقال الوزير، إن المرحلة الأولى من الإنتاج هي لغرض تأمين جزء من احتياجات المزارعين في محافظتي أبين ولحج ومن ثم نقل التجربة إلى المحافظات الأخرى حتى تتحول فكرة إنتاج السماد العضوي إلى إلهام لدى المزارعين في باقي المحافظات.

وأكد أن هناك حرصا على تطوير إنتاج السماد العضوي من خلال تخصيص معامل خاصة لإنتاجه في المستقبل القريب وتعميمه كمنتج أساسي محلي ضمن العملية الزراعية في بلادنا كونه يحتوي على نسبة كبيرة من المضادات الحيوية، وهذا بالطبع يؤدي إلى زيادة النمو للنباتات إلى جانب مساعدته في القضاء على الفطريات التي تضر الزراعة، كما أنه يساهم في التخلص من أنواع كثيرة من المركبات السامة التي تضر النباتات وتضعف الزراعة.