العودة إلى معاشيق مرة أخرى.. "الرئاسي": انتصار سياسي على ذراع إيران وترتيب للأولويات
تقارير - Tuesday 11 October 2022 الساعة 05:45 pmفي الذكرى النصف سنوية لتشكيله، ترأس الدكتور رشاد العليمي اجتماعا لكافة هيئات الشرعية بحضور اعضاء مجلس القيادة في العاصمة السعودية الرياض، استعدادا للعودة الى "معاشيق" خلال ايام ضمن جدول اعمال مرحلة جديدة من التفاوض مع الذراع الايرانية بعد انتهاء الهدنة الانسانية، وفي سياق ترتيبات متعددة تخص المناطق المحررة وجبهات القتال مع الحوثي.
المجلس.. إعادة الاحترام للشرعية
منذ اليوم الأول لتشكيله، تمكن مجلس القيادة من أول وأهم انتصار، وهو استعادة المكانة المعنوية لـ”الشرعية اليمنية” محليا واقليميا ودوليا، بعد سنوات أكلها خلالها الفشل والصراع وسيطرة طرف سياسي واحد على الشرعية واحتفظ بكل مصالحه رغم كل الخسارات التي سببها لهذه الشرعية.
وطوى مجلس القيادة، الجمعة، مسيرة نصف عام، كان مكسبها الثاني، هو الانتصار السياسي على ذراع إيران الحوثية في اليمن، حيث سقطت اكاذيب الذراع الايرانية عن استعدادها للسلام واستعاد العالم لغته الواضحة عن هوية “المعتدي” الحقيقي على مصالح اليمنيين، فخلال الاسبوع الماضي توحدت التصريحات الدولية في تحديدها الحوثي كطرف عدواني يقامر بمصالح اليمنيين ولا يعبر عن مصالحهم وارائهم، وأنه وضع شروطا تعجيزية وغير مقبولة رفض بعدها تمديد الهدنة مضحيا بالفوائد الإنسانية المحققة لليمنيين.
وخلافا للموقف الدولي الموحد إزاء القضية اليمنية، نجح مجلس القيادة الرئاسي في تفويت الفرصة على المليشيات الحوثية أمام الداخل اليمني وكسب ثقة المدنيين القاطنين في المحافظات الخاضعة بالقوة تحت سيطرة أذرع إيران، من خلال تقديم تنازلات تلو أخرى في الملف الإنساني، وتصدير قضية المرتبات إلى طليعة إجراءات بناء الثقة، باعتبار ذلك تعهدا قطعه رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي، أمام البرلمان في مدينة عدن، منتصف أبريل الفائت.
ونظرا للتعقيدات التي رافقت الأشهر الماضية والتباينات الداخلية التي وقفت حائلا دون تحقيق النجاح المنشود، سيكون على مجلس القيادة الرئاسي خلال الفترة القادمة التعامل مع الكثير من الملفات المؤجلة ومعالجة الاستحقاقات في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية.
إعادة ترتيب الأولويات
منذ الأيام الأولى لإعلان نقل السلطة في السابع من أبريل الماضي، وجد مجلس القيادة الرئاسي نفسه هدفا لسهام آلة إعلامية إخوانية، سخّرت كل إمكانياتها من أجل تفكيك التوافق الوطني وزرع الشقاق بين رئيس وأعضاء مجلس القيادة.
وعلى الرغم من الحملات المضادة التي كادت تعصف بالتوافق والشراكة التي يرتكز عليها مجلس القيادة وخصوصا عقب أحداث شبوة الأخيرة، إلا أن الحكمة التي أظهرها رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، ومعه هيئة رئاسة التشاور والمصالحة، كان لها الفضل في احتواء الأزمة.
منذ أواخر سبتمبر الماضي، نجحت هيئة التشاور التي يترأسها محمد الغيثي، في إزالة الكثير من التباينات وتحريك المياه الراكدة داخل المجلس الرئاسي عقب سلسلة لقاءات معلنة وغير معلنة، أجرتها مع رئيس وأعضاء المجلس، فضلا عن لقاءات مع دبلوماسيين ومراقبين دوليين.
وخلصت النقاشات التي أجراها رئيس هيئة التشاور ونوابه الأربعة، إلى ضرورة التسريع في إنجاز وإقرار مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور، التي أعدتها اللجنة القانونية المشكلة بموجب إعلان نقل السلطة.
وخلافا للجهود التي بذلتها هيئة التشاور والمصالحة، ساهمت الغطرسة التي أظهرتها المليشيات الحوثية مؤخرا والتهديدات الإرهابية التي أطلقتها بعد رفض تمديد الهدنة، في إحداث صحوة داخل أروقة المجلس الرئاسي، الذي سرعان ما تناسى خلافاته الداخلية، وخرج بموقف موحد يشدد على ضرورة تحقيق هدف واحد هو إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة من أذرع إيران في اليمن.
وينظر مجلس القيادة للمرحلة القادمة بكثير من التفاؤل، وخلافا للمنحة النفطية السعودية لمحطات كهرباء المناطق المحررة التي تم توقيعها مؤخرا بقيمة 200 مليون دولار، يأمل المجلس الرئاسي أن يعود برفقة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن وفي جعبتهما الوديعة المالية المقدمة من السعودية والإمارات للبنك المركزي، من أجل مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية وإطلاق عجلة التنمية في مختلف المحافظات المحررة.
وأكدت مصادر لـ"نيوزيمن"، أن مجلس القيادة، سيشرع خلال الأيام القادمة في ترجمة العديد من الخطط التصحيحية التي عكف على إعدادها خبراء ومختصون طيلة الأشهر الماضية، وذلك في مختلف أجهزة الدولة.
وترتكز الخطط على الحد من الاختلالات في أداء مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد وتنمية الإيرادات النفطية وغير النفطية، وذلك عبر تفعيل عمل اللجنة العليا للموارد برئاسة عضو المجلس اللواء عيدروس الزُبيدي.
كما سيواصل مجلس القيادة المضي في الإصلاحات التي دشنها خلال الأشهر الماضية، من خلال إعادة تفعيل كافة مؤسسات الدولة وخصوصا الجهات الرقابية مثل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد بعد نجاحه في إعادة الحياة إلى المحاكم بعد عام ونصف من التعثر.
وبعيدا عن العاصمة عدن التي تحظى بنصيب الأسد من اهتمام المجلس الرئاسي، من المتوقع أن تتجه عجلة التنمية نحو محافظات محررة أخرى لا تزال محرومة من أبسط الخدمات وتحديدا الضالع ولحج وتعز وأبين.