الدواء وصل من صنعاء.. وفاة طفل وإصابة آخرين بعد حقنهم بجرعة علاج فاسد في سيئون
الجنوب - Sunday 16 October 2022 الساعة 10:57 amلا تزال تداعيات جريمة قتل أطفال مرضى السرطان بسبب جرعة دواء فاسد في صنعاء، متواصلة عقب تأكيدات حكومية في المناطق المحررة بتسجيل حالة وفاة بسبب استخدام ذات العلاج.
وأكد وزير الصحة العامة والسكان في اليمن الدكتور قاسم بحيبح تسجيل حالة وفاة في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت بسبب استخدام ذات الدواء الذي تم إعطاؤه للأطفال المصابين بمرض السرطان في مستشفى الكويت أواخر سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أن مركز سيئون للأورام اشترى ذلك الدواء من صيدليات في صنعاء.
وبحسب المصادر الصحية في صنعاء أن نحو 20 طفلا من مرضى السرطان توفوا في أواخر سبتمبر في مستشفى الكويت بصنعاء بسبب حقنهم بجرعة كيمياوي فاسد منتهي الصلاحية من دواء يُعرف باسم الميثوتريكسات وتم تصنيعه في الأصل في الهند، فيما ما زال آخرون يعانون تدهورا حادا في صحتهم.
وأضاف بحيبح إنه تم إيقاف استخدام ذلك الدواء الفاسد في سيئون، وسحبه كليا من المركز، فيما ما زالت إجراءات التحقيق مستمرة.
بدوره أكد مدير عام مركز التيقظ والسلامة الدوائية في الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية في اليمن الدكتور فضل الحريري، وفقا لتصريح نشرته وكالة "إرم نيوز" أن هناك حالتين من مرضى السرطان في مركز الأورام بمدينة سيئون تضررتا قبل أيام، بسبب ذلك الدواء المشتبه به، مشيرا إلى أن الهيئة العليا للأدوية ليس لديها علم حول كيفية خروج ذلك الدواء من صيدليات في صنعاء ووصوله إلى مركز الأورام في سيئون.
وقال الحريري: "اتضح لنا أنه يوجد دواء مشتبه فيه كمسبب للكارثة التي حدثت في مستشفى الكويت في صنعاء، مصدر هذا الدواء هو الهند، ووصل إلى صنعاء عبر منافذ المليشيات الحوثية، ولا نعلم كيف وصل إلى مستشفى الكويت، وكذلك من صيدليات في صنعاء إلى مركز الأورام في سيئون".
وتابع: "اتخذنا كل الإجراءات من خلال مندوب الهيئة في سيئون، وتم أخذ عينات للفحص، كما تم تحريز وتوقيف العلاج في المركز، وفي كل مراكز الأورام في المناطق المحررة حتى يستكمل التحقيق".
ولفت إلى أن "بقية مراكز الأورام في المناطق المحررة لديها نفس الدواء ولكن من مصدر هندي آخر، وحتى الآن لم يبلغ عن أي مشكلة من استخدامه، ولكننا أوقفناه احترازيًا وسنقوم بفحصه للتأكد من سلامته".
ونفى الحريري تفشي ظاهرة الأدوية المقلدة أو المزورة في المناطق المحررة، مؤكدا أن العام الجاري لم يتم فيه تسجيل أي دواء مزور في السوق المحلية، عدا شحنة واحدة تم توقيفها في ميناء عدن وما زالت محتجزة حتى اليوم وتقرر إتلافها.
كارثة وفاة الأطفال المصابين بمرض السرطان بسبب الدواء المنتهي، فجرت غضبا عارما في الشارع اليمني، فضحت حقائق جديدة حول ضلوع قيادات حوثية بارزة في المشاركة بعملية تهريب أدوية مشبوهة ومنتهية الصلاحية إلى مناطق سيطرتهم وبيعها للسوق.
ونقل تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس على لسان مسؤولين في القطاع الصحي وأطباء بصنعاء أن هناك صلة وثيقة تجمع مسؤولين في المليشيا ومهربي أدوية منتهية الصلاحية، لتهريب الأدوية وبيعها لعيادات وصيدليات في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وبحسب الوكالة فإن مسؤولي الحوثيين يعملون سرا بالشراكة مع مهربي الأدوية الذين يبيعون في كثير من الأحيان علاجا منتهي الصلاحية لعيادات خاصة من مخازن في جميع أنحاء البلاد.