روسيات في اليمن.. ارتباط وثيق بالأرض والمجتمع رغم الظروف
السياسية - Sunday 23 October 2022 الساعة 09:17 amأعاد التعاطف الشعبي والرسمي، مع المواطنة الروسية "ارينا فكتور" بعد انهيار منزلها في مدينة الحوطة بمحافظة لحج (جنوبي اليمن) التذكير بروسيات أخريات خضن تجارب الارتباط والزواج بيمنيين (جنوبيين) خلال حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، إبان تواجدهم للدراسة في الاتحاد السوفيتي.
تصف "سفتلانا مطيلس" وهي سيدة في العقد السادس من العمر، تجربة زواجها من يمني بالممتازة، وهو الأمر الذي جعلها تتشبث بالبقاء في اليمن رغم أن لديها القدرة على العودة إلى وطنها الأصل (روسيا).
تقول إن "طيبة المجتمع اليمني جعلتها تفضل العيش هنا على العودة إلى روسيا".
تعيش سفتلانا في اليمن منذ العام 1996، حيث دخلت إلى الحوطة (عاصمة محافظة لحج) برفقة ولدها من زوجها الروسي وتحمل سفتلانا التي ولدت في العاصمة الروسية موسكو مؤهل دبلوم تمريض عام.
وعملت ممرضة في مستشفى 14 أكتوبر بمديرية لبعوس بمحافظة لحج لتتوقف بعدها، ثم توظفت في العام 2002 في مستشفى ابن خلدون في قسم العناية المركزة واستمرت في العمل فيه حتى اندلاع حرب 2015، حيث غادرت البلاد إلى روسيا قبل أن تعود بعد تحرير لحج إلى اليمن.
تزوجت "سفتلانا" من المواطن اليمني المتوفى حامد مطيلس ولم تنجب منه وهي تتواصل مع العديد من الروسيات المتزوجات في اليمن وتصف الوضع في اليمن بغير الجيد ويعاني من انعدام النظافة وانتشار الحوادث الأمنية ويفتقر للخدمات الضرورية والمهمة في الكهرباء والمياه والصحة وخاصة بعد حرب عام 2015.
موياء سارخون قصة أخرى
في يناير عام 1987 وصلت الروسية موياء سارخون والتي تزوجت بيمني في العام 1984 لتنجب منه ثلاثة من الأولاد، حيث تعمل حاليا في سنترال الاتصالات السلكية واللاسلكية في الجرباء بلحج وتحمل مؤهل بكالوريوس في هندسة الاتصالات من جامعة مينس روسيا البيضاء.
تقدر سارخون البالغة من العمر 56 عاما فترة وجودها في اليمن زهاء 33 عاما والتي فقدت زوجها قبل عامين وترى التجربة جيدة للغاية وتصف الناس هنا بالبسطاء والطيبين للغاية ويغلب عليهم التكاتف في أسعد المواقف وأسوئها وهم الغالبية من المجتمع ويختلف قلة من الناس عن الطباع الجميلة لكن الأغلبية رائعون جدا.
على غرار ذلك رفضت الروسية ارينا فكتور والتي مضى على وجودها 38 عاما في اليمن العودة إلى روسيا معتبرة أن اليمن هي بلدها وتقول إنها رفضت العودة من منطلق محبتها لليمن ولأهل لحج بشكل خاص الذين تعاملوا معها كأحد أفراد أسرهم وأنها لا تشعر بالغربة وسطهم لما تلاقيه من محبة ورعاية ومشاعر لا يمكن وصفها، مؤكدة أنها ستبقى في اليمن حتى الموت.
>> أرينا القادمة من روسيا بعد تهدم منزلها لـ"نيوزيمن": سأموت في بلادي.. أنا يمنية وعلمتني لحج
ومرت ارينا بتجربة مريرة عقب دخولها اليمن الجنوبي في العام 1986 برفقة زوجها فضل اللصيصي بعد فقدانها لولديها خلال حادث مروري أثناء عودتهم من محافظة تعز لتدخل بعدها في وضع نفسي صعب لتنفصل عن زوجها اللصيصي.
خلال تجربتها في اليمن عملت مدرسة بجامعة عدن وبعض الجامعات الأخرى قبل أن تتوقف وتسكن في منزل مواطن يدعى جمال البغدادي تبرع لها بمنزل للسكن بعد وفاة ولديها وانفصال زوجها عنها قبل أن تخلق حادثة سقوط منزلها في الأمطار الأخيرة في لحج تعاطفا رسميا وشعبيا، حيث زارها قيادات في السلطة المحلية بلحج والمجلس الانتقالي وسط تعاطف من الأهالي وهو ما جعلها تتشبث بالبقاء في اليمن.