هل يكفي رأس صهيب لبقاء الأكحلي.. إخوان تعز وصناعة نجاح وهمي لمواجهة مطالب التغيير
تقارير - Tuesday 25 October 2022 الساعة 04:22 pmأمن تعز يعلن عن إنجازات أمنية، ووزير الداخلية يستبق الإعلان بإشادة بأداء إدارة أمين الأكحلي، ويعقب ذلك حملة أمنية تقتل صهيب المخلافي شقيق غزوان المخلافي، أحد زعماء المجاميع المسلحة في تعز وأكثرهم حضوراً في قضايا وجرائم الانفلات الأمني.
هذه التحركات لإظهار أمن تعز بصورة مغايرة لواقعه الحقيقي وفشله الذريع طيلة سنوات وتسويق نشطاء الإخوان بتوجيهات مقر الإصلاح لنجاحات الأكحلي ومساندة حملته ضد غزوان وعصابته ليست عفوية أو مساندة لإجراء ينتظره كل سكان تعز بل مشهد من مسرحية جديدة لصناعة نجاح وهمي لقيادات الإخوان الأمنية.
هذا التكثيف في الثناء إعلامياً والاستعراض بالقوات الأمنية معاً صنع صورة لمدير أمن تعز وكأنه وصل للمنصب قبل أيام بينما هو متواجد منذ سنوات ويعايش بسكينة ووقار كل صور الانفلات الأمني والجرائم المرعبة التي تحدث في المساحة المحررة من مدينة تعز على صغرها.
استعراض الإنجاز والنجاح في الوقت الحالي يأتي لتغطية سنوات من الفشل والتورط في الانفلات، وهذه اليقظة ليست سوى محاولة للهروب من ضغوط من قوى سياسية والنشطاء والشارع يواجهها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لإنهاء عبث الإخوان في محافظة تعز.
ربما يكون التخلص من مطلوب أمني مثل صهيب المخلافي إنجازا للناس، كون جرائمه وصلت للجميع، غير أنه لم يكن يوما بعيدا عن متناول قوات الأكحلي وليس هاربا بل يتحرك في كل مربعات المدينة بكل حرية ودون أي مضايقات أمنية.
في المقابل لم يكن الأكحلي ليصل بقواته إلى مربعات كانت وما زالت محكومة بقيادات إخوانية كبيرة محسوبة على الجناح القبلي للإصلاح المتمثل في حمود المخلافي وصادق سرحان ومن معهم من القيادات الميدانية التي تتواجد في مواقع عسكرية منذ سنوات.
كما أن وصول التصعيد الأمني للإخوان ضد مجاميع محسوبة على قيادات إخوانية إلى حد تصفية أحد رموز الانفلات والفوضى لم يكن ليتم ما لم يكن هناك توافق بين القيادات القبلية والأمنية ومعهم المقر وقيادات الجناح العسكري ليكون صهيب المخلافي كبش فداء لتحسين صورة الأكحلي وإدارته الغارقة في الفساد والفوضى والفشل الذريع.
يحتاج الإخوان لإبقاء قياداتهم المتواجدة في مناصب أمنية وعسكرية بمحافظة دون تغيير، ولذلك سيتم تلميع هذه القيادات وخلق هالة من النجاح حولها لمنحها عمرا إضافيا في مناصبها خصوصا وأن وزير الداخلية ورئيس مجلس القيادة الرئاسي يساندان توجه الإخوان بإبقاء تعز خارج أي عملية تصحيح لوضعها المتردي منذ سنوات.
وإذا استدعى الأمر قد نجد غزوان المخلافي يلاقي مصير شقيقه الأكبر صهيب لأن كل ثمن يراه الإخوان مناسبا للحفاظ على نفوذهم في تعز لن يترددوا في تقديمه وربما يتجاوز الأمر لاعتقال قيادات ميدانية أخرى كان لها نصيب في صناعة الفوضى بمحافظة تعز.
وإلى جانب تقديم قرابين للحفاظ على تواجد القيادات الإخوانية في مناصبها فإن إخوان تعز سيعملون خلال المرحلة المقبلة على تعزيز نفوذ الجناح العسكري المؤدلج على حساب القيادات الميدانية التي صنعتها الحرب ودفعت بها إلى واجهة المشهد كقيادات تنافس على النفوذ والمصالح والغنائم المنهوبة من حقوق وأملاك الدولة والناس في تعز.
هل تسمح القيادات الميدانية المستهدفة من قبل الجناح العسكري للإخوان بتحجيم نفوذها واعتقال مطلوبين محسوبين على هذه القيادات أم تشهد الساعات والأيام المقبلة مواجهة بين الجناحين.. الخيار الثالث أن تكتفي حملة الأكحلي برأس صهيب وتعود الحملة الأمنية إلى مواقعها والإعلان عن وساطة وصلح بين الأمن والعصابات، ويسدل الستار على المشهد.