الرئاسي يرد على تهديدات الحريزي.. تعيين "مرصع" خطوة أولى لتفكيك عش دبابير الإخوان في المهرة
تقارير - Saturday 29 October 2022 الساعة 04:21 pmلم تمر أيام على إطلاق القيادي الإخواني الموالي للحوثيين في محافظة المهرة علي سالم الحريزي تهديداته ضد مجلس القيادة الرئاسي وتحالف دعم الشرعية، حتى جاء قرار مفاجئ بتعيين قيادة جديدة لمحور الغيظة العسكري الذي يوالي حزب الإصلاح.
رد قوي بعثه مجلس القيادة الرئاسي على تلك التهديدات بتعيين العميد محسن علي مرصع قائدا لمحور الغيظة إلى جانب عمله كقائد لقوات الشرطة العسكرية في المهرة وترقيته إلى رتبة لواء. خصوصا وأن الرجل يعد من القيادات العسكرية البارزة التي رفضت الولاء للإخوان وتنفيذ أجندتهم التخريبية في المحافظة وظلت صامدة رغم المضايقات والإقصاء الذي تم ممارسته على قواته خلال السنوات الماضية.
الحريزي، الذي قدم قبل نحو أسبوع إلى المهرة من سلطنة عمان، ظهر منتشياً ومتفاخراً بامتلاكه قوات كبيرة ـ في إشارة إلى قوات محور الغيظة التي كانت قيادته السابقة توالي حزب الإصلاح ـ ومهددا بشن حرب وقتال ضد القوات اليمنية وقوات تحالف دعم الشرعية من أجل إعلان انفصال دولة المهرة.
قرار تعيين "مرصع" قائدا لمحور الغيظة كان مفاجئاً للإخوان، وضربة قوية وصفها الكثير من المراقبين والمحللين العسكريين والسياسيين بأنها خطوة أولى لتفكيك عش الدبابير الإخوانية في المحافظة التي تعد آخر المعاقل الإخوانية في جنوب اليمن إلى جانب وادي حضرموت.
>> "مرصع" قائداً لمحور الغيظة.. ترتيبات "الرئاسي" تثير جنون الإخوان وأدوات عُمان بالمهرة
محاولات عدة سعى إليها حزب الإصلاح الإخواني لضم الرجل الذي يقود جهاز قوات الشرطة العسكرية إلى جناحهم قوام القوات الموالية لهم، من أجل إحكام قبضتهم على المحافظة، إلا أن رفض الرجل المعين من قبل الرئيس هادي قبل نحو 3 سنوات، جعله حائط صد أمام مخططاتهم، ما فعهم إلى ممارسة الضغوطات على الرجل وقواته من قطع التغذية عن الجنود لمدة عام، ونقل هيكلة قواته التي كانت تتبع قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا إلى المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب الخاضعة لسيطرة الإخوان.
عقب ساعات فقط من صدور القرار شنت وسائل إعلام إخوانية بينها قناة المهرية، التي تبث من تركيا، حملات مسعورة، وكذا عبر نشطاء حزب الإصلاح في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن رفضهم للقرار، ووجهوا اتهامات للعميد مرصع بأنه أحد أذرع المجلس الانتقالي الجنوبي بعد اللقاء الذي عقده العميد مع عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في العاصمة عدن في منتصف سبتمبر الماضي، والذي أصدر توجيهات بإعادة القوات للمنطقة الثانية وإعادة صرف التغذية للجنود.
الحملة الإخوانية ضد القرار استغلت قضية عدم انتماء الرجل لمحافظة المهرة، كغطاء لقرار الرفض، بالرغم من أن الرجل عين من قبل الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي في 15 يوليو من العام 2019، قائدا لقوات الشرطة العسكرية ولم تخرج أية قيادات من المهرة لانتقاد القرار حينها بل تم استقبال الرجل وإشراكه في الكثير من المهام التي نجح فيها وأثبت جدارته.
عويل الإخوان برز في تصريح القيادي الاخواني المعين في منصب وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب، بدر كلشات، الذي قال إن القرار الذي أصدره الرئيس رشاد العليمي غير موفق.
>> الحريزي.. جناح "إخواني ـ حوثي" يهدد المهرة
ونشر القيادي الاخواني تغريدة على صفحته بتويتر: "قرار غير موفق.. أخذتم كامل الإيراد للمركز سكتنا قلنا الدولة في ظرف صعب؛ لكن أن يصل بكم الحال إلى إعطاء الشخص منصبين فماذا بعد؟!". وأضاف: "هل نسكت حتى تأتوا بمحافظ من الضالع، ومدير أمن من لحج، ووكلاء من عدن وحضرموت وشبوة؟!".
كما خرجت حسابات جديدة تحمل ألقاب المهري على تويتر للتغريد والتحجج بأن أبناء المحافظة يرفضون قرار تعيين قائد محور الغيظة الجديد، تحت غطاء أنه يشرعن لهيمنة المجلس الانتقالي الجنوبي على المحافظة. في حين ذهب نشطاء الإخوان في المهرة بالتعبير عن رفضهم لقرار التعيين أنه يندرج ضمن مخطط تآمري على المهرة وأن أي تخاذل من المهرة وقبول بهذه القرارات يعد جريمة تاريخية بحق مستقبل ومصير المهرة.
الحملة التي يتعرض لها اللواء محسن علي مرصع، تكشف خطورة الرجل على المشروع الإخواني الحوثي في المهرة، كون قرار التعيين يمثل نقطة البداية من أجل تصحيح وضع قوات محور الغيظة المتهم برعاية عمليات التهريب القادمة من البحر والحدود العمانية.
مراقبون أكدوا أن مجلس القيادة الرئاسي تنبه إلى أن هناك تحركات مشبوهة لتجييش قوات عسكرية وأمنية لصالح المشروع الاخواني الحوثي، لضرب جهود المجلس الرئاسي وتحالف دعم الشرعية، خدمة للمشروع الإيراني في السيطرة على منفذ هام شرق اليمن.
وأضافوا إن أكثر ما يقلق الإخوان حاليا في المهرة عقب صدور قرار تعيين اللواء مرصع هو خشيتهم على عمليات التهريب التي تتم عبر منافذ المحافظة والقادمة من إيران لصالح الحوثيين، وكذا تقليص نفوذ قيادات محلية في مقدمتهم المدعو علي سالم الحريزي.