"كاتم الصوت".. سياسة ترهيب حوثية لاغتيال صوت الشباب شمالاً

تقارير - Sunday 30 October 2022 الساعة 06:47 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

"أرغموا أهله وأقاربه ليضمنوا صمته وسكوته، ولقد فعل".. بهذه العبارة يكشف البرلماني المقيم في صنعاء أحمد سيف حاشد عن الأسباب وراء إعلان أحد أبرز الشباب الناشطين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي توقفه عن الكتابة بشكل نهائي.

يتحدث حاشد هنا عن الشاب ماجد زايد، الذي أعلن قبل نحو 4 أيام على حائطه في "الفيس بوك" مغادرة موقع التواصل الاجتماعي والتوقف عن النشر تماماً، معللاً ذلك بأنها "أسباب شخصية"، إلا أنه لم يخف السبب الحقيقي وراء ذلك بقوله "مبروك لمن أجبرني على ذلك".

وذات المنوال، كتب الشاب عبدالرحمن البيضاني على حائطه في "الفيس بوك" منشوراً مقتضباً أعلن فيه مغادرة الموقع والتوقف عن النشر، معللاً ذلك بأنها "أسباب شخصية"، وختم منشوره قائلاً: تضامني مع كل المعتقلين والمختطفين والمضطهدين ومع هذه البلاد المظلومة.

حادثتان تعكسان حجم التهديدات والمخاطر التي يعاني منها الشباب في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، حتى وإن لم يكن لهم موقف صريح ضد جماعة الحوثي، بل يكفي انتقاد بعض سلوكيات الجماعة، ليجد الشاب نفسه في مواجهة إرهابها وحيداً.

بل إن الأمر لا يحتاج لانتقاد أو معارضة، كما حصل مع الشاب ماجد ياسين الذي أصدر مكتب التربية في محافظة إب والتابع للمليشيات بيانا تحريضيا ضده على خليفة كشفه لأمر استدعاء مديرة مجمع السعيد التربوي من قبل المكتب بعد انتشار مقطع فيديو لطالبات المجمع وهن يهتفن بشعارات وطنية في ساحة المجمع، وتم لاحقاً اعتقال الشاب ماجد برفقه ناشطين شباناً من المدينة.

تعكس هذه الحوادث حجم التأثير الذي باتت تصنعه أصوات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة المقيمين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وتجلى ذلك مؤخراً في عدد من القضايا آخرها إثارة قضية تحريف المناهج وفرضها على المدارس الخاصة بعد فرضها بالمدارس الحكومية.

هذا التأثير وصل أحياناً إلى إجبار الجماعة على التراجع لامتصاص السخط الشعبي، كما حدث في قضية "نادي الخريجين"، والذي تم إلغاؤه من قبل الجماعة بعد حملة واسعة سلطت الضوء على الممارسات القمعية للنادي ضد الطلاب الخريجين.

تعاظم تأثير الدور للصوت الشبابي يثير مخاوف الجماعة من خروجه عن السيطرة، خاصة في ظل مشهد الاحتجاجات المستمرة للشهر الثاني على التوالي في إيران، وهو ما يفسر حالة الترهيب التي تمارسها الجماعة حالياً لإسكات أصوات الناشطين الشباب المقيمين في مناطق سيطرتها.