الجنوب والساحل.. شرايين حياة لتعز بوجه إرهاب الحوثي

تقارير - Tuesday 01 November 2022 الساعة 07:11 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

على أسرة العناية المركزة بأحد مشافي مدينة تعز، استلقى كل من محمد، بدر، وهاشم، وهم ثلاثة أشقاء تقل أعمارهم عن 10 أعوام، لتلقي العلاج بعد أن اعترضت قذيفة أطلقتها مليشيات الحوثي ظهيرة الأحد طريق عودتهم من المدرسة إلى منزلهم الواقع في منطقة المطار القديم غرب المدينة.

أدت القذيفة إلى بتر قدم محمد وبدر في حين أصابت أخاهم الثالث بشظايا في مختلف أنحاء جسده، لتغير قذيفة الحوثي من حياتهم كلياً بعد أن حولتهم أطفال أصحاء إلى معاقين، لتضيف لهم ولأسرتهم معاناة إلى جانب معاناة النزوح.

مشهد وعلى الرغم من قساوته على هذه الأسرة، إلا أنه بات مألوفاً منذ 7 سنوات في المناطق المحررة من مدينة تعز وريفها، جراء قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء هذه المناطق من قبل جماعة الحوثي الإرهابية، منها الجريمة المستمرة إلى اليوم متمثلة بالحصار المفروض عليها جراء قطع طرقاتها الرئيسية.

جريمة لا تزال جماعة الحوثي تصر عليها رغم التنازلات التي حصلت عليها من قبل التحالف والشرعية في اتفاق الهدنة الأممية مطلع أبريل الماضي بوقف غارات التحالف وفتح مطار صنعاء ورفع القيود عن ميناء الحديدة، في حين كان البند الوحيد الواجب تنفيذه من قبلها هو فتح طرقات تعز.

إصرار ورفض يعكس حجم الحقد الذي تكنه عصابة الحوثي بحق تعز وأبنائها جراء مبادرتهم لمقاومتها منذ اللحظات الأولى للحرب، لتفرض على المناطق المحررة طوقاً من الحصار المشدد لإجبارها على الاستسلام، إلا أن ذلك لم يتحقق ببقاء شريان وحيد لتعز نحو الجنوب.

شريان تجسد بطريق هيجة العبد الرابط بين ريف تعز ولحج وعدن، الذي وعلى الرغم من وعورته الشديدة بسبب الطبيعة الجغرافية القاسية لجبال المقاطرة التي تقع فيها طريق "هيجة العبد"، إلا أنه مثل العامل الرئيسي في صمود مناطق تعز المحررة بوجه مليشيات الحوثي منذ نحو 7 سنوات.

ومؤخراً تم الإعلان عن قرب امتلاك تعز لشريان ثان إلى جانب طريق هيجة العبد، بعد قيام عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح برفقة محافظ تعز نبيل شمسان بتدشين العمل في مشروع شق وسفلتة طريق "الكدحة- البيرين" بتكلفة 8 ملايين دولار وبتمويل إماراتي.

الطريق البالغ طوله 14 كيلومترًا، سيمثل شرياناً حيوياً هاماً يربط بين المناطق المحررة في مدينة تعز وريفها وبين ساحلها الغربي وتحديداً مدينة المخا التي تشهد مشاريع تنموية تمولها الإمارات كمشروع المطار وتوسعة الميناء ما سيمثل منافذ حيوية للعالم لأبناء المحافظة.

تعكس هذه المشاريع واقع علاقة الحياة التي تربط بين تعز والجنوب والساحل الغربي، وأهمية العلاقة مع قوى الجنوب "الانتقالي" والساحل "المقاومة الوطنية" ومن خلفهما الإمارات، وفداحة محاولات الإخوان العبثية منذ سنوات في تحويل تعز لمنصة عداء مع هذه الأطراف، في حين أنها تمثل الدعم الرئيسي لصمود تعز في وجه إرهاب الحوثي.