مؤسسة أبحاث: القاعدة في اليمن منتج خارجي بامتياز والزنداني هو أبوه الروحي
السياسية - Saturday 05 November 2022 الساعة 09:18 amأكدت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، أن تنظيم القاعدة بالنسبة لليمن هو منتج خارجي بامتياز، ويعد التعبير الصارخ عن السلفية الجهادية، التي خرجت من عباءة السلفية التقليدية، مشيرة إلى أن رجل الدين والقيادي البارز في إخوان اليمن، عبدالمجيد الزنداني يعد الأب الروحي لهذا التنظيم الإرهابي.
المؤسسة في دراسة بحثية صدرت عنها الخميس الماضي 3 نوفمبر، وحملت عنوان "الأب الروحي لـ"تنظيم القاعدة" عبدالمجيد الزنداني.. من ميادين تجنيد الأفغان العرب إلى قصر الرئاسة اليمنية"، أوضحت أن انتشار المذهب الجهادي في المنطقة العربية واليمن، ترافق مع تنامي حركات الإخوان المسلمين، والتي وصلت إلى مرحلة التطابق تقريباً في فترة الحرب ضد الاتحاد السوفييتي بل إن حركة الإخوان المسلمين التي كانت تقدم نفسها على أنها حركة إصلاحية دعوية، باتت جزءا من الحركة الجهادية المتطرفة إبان فترة الحرب ضد الروس في أفغانستان، وكان هذا بالطبع بتشجيع من بعض الأنظمة العربية.
وفي حين أشارت الدراسة إلى أن الحركات الإسلامية اليمنية متواجدة منذ انطلاق ثورة سبتمبر 62م ضد المملكة المتوكلية وبدعم من تنظيم الإخوان فرع مصر، إلا أنها ترى أن مرحلة الصراع الأفغاني الروسي مثل دافعا قويا لظهورها في اليمن إلى العلن.. موضحة أن ذلك الاجتياح أدى لتعاطف شعبي واستغلته هذه الحركات للدعوة للجهاد في أفغانستان ضد السوفييت وهو ما لقي قبولا شعبيا كبيرا، حيث تم استغلال هذه الظروف لإعطاء الطابع الدولي للحركة الإسلامية اليمنية من خلال التنديد بالتدخل الروسي.
وتطرقت الدراسة إلى دور الزنداني الذي قالت إنه كان "أساسياً" في تكوين حركة الأفغان العرب، وأوضحت أن الزنداني هو الذي تولى شؤون المعسكرات في اليمن للاستقبال والتدريب والتعبئة الفكرية والإرسال إلى أفغانستان، وعلى الطرف الآخر في بيشاور كان أسامة بن لادن يستقبل المتطوعين القادمين بجوازات سفر صادرة عن الجمهورية العربية اليمنية آنذاك.
وأشارت الدراسة إلى أن الزنداني وبن لادن كانا قطبي العملية لكن الزنداني اكتسب صفة الأب الروحي للأفغان العرب.. مضيفة إن الزنداني لم يستقر في الميدان وظل ينتقل بين أفغانستان والسعودية والمعسكرات اليمنية في حين كان بن لادن هو رجل الميدان.
والدراسة المكونة من ثمانية مباحث، تناولت مولد ونشأة وبدايات التكوين الفكري الإخواني للقيادي عبد المجيد الزنداني، والتدريب والحشد للحرب الأفغانية الروسية، في المبحثين الأول والثاني، فيما تطرق المبحث الثالث إلى التحالفات بين صالح والأحمر والزنداني، أما المبحث الرابع فتناول انتقال الزنداني من تورابورا إلى قصر الرئاسة اليمنية، في حين تحدث المبحث الخامس والسادس عن المؤامرة على مشروع الوحدة اليمنية، والحرب المقدسة على الجنوب.
أما المبحث السابع فاستعرض تهديد المصالح الدولية في اليمن، فيما تناول المبحث الثامن، تشكيل الحركات الإرهابية في اليمن وجزيرة العرب.
وقد خلصت الدراسة إلى أن الجنوب يعد من أكثر الشعوب ضحايا للتنظيمات الإرهابية فمنذ ثلاثة عقود وهو يقدم الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين نفسيا وفكريا وعقليا بسبب هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجنوبي.
وأشارت إلى أن أهداف صنعاء من حشد المجاهدين العرب والتفاعل الكبير كان سياسيا بامتياز وهدفه توظيفهم في حربهم ضد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الجنوبية التي كانت حليفة للاتحاد السوفياتي وكانت الدولة العربية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية تتواجد فيها قواعد عسكرية مشتركة لحماية المياه الإقليمية.
ودعت الدراسة القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي بسرعة التشريع لمكافحة الإرهاب المحلي والدولي، لكون شعب الجنوب اليوم يتعرض لحرب إجرامية يشنها تنظيمان إرهابيان دوليان هما الحوثي والإخوان وهما مصنفان عربيا ودوليا في قوائم الإرهاب الدولي، والمطالبة بمحاكمة رموز التنظيمات الإرهابية في اليمن وفقا للقانون الدولي لمكافحة الإرهاب لكوننا من أول الشعوب الموقعة على اتفاقيات مكافحة الإرهاب محليا ودوليا.
وأوصت الدراسة بالمطالبة بالتعويضات المادية والنفسية لما جرى لشعب الجنوب من عمليات إرهابية طول ثلاثة عقود حتى اللحظة.. داعية كافة القوى الوطنية والدول العربية إلى حظر كافة الأحزاب الإسلامية التي تشرع الإرهاب وتتخذ منه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية وتوحيد الخطاب الإسلامي نحو مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة والمنحرفة وتقزيمها لكون الإسلام منها براء.
لقراءة الدراسة إضفط هنا