سبع سنوات من الإرهاب الإخواني في تعز

تقارير - Sunday 06 November 2022 الساعة 07:27 am
تعز، نيوزيمن، محمد يحيى:

خلال سبع سنوات استباحت العصابات المسلحة مدينة تعز، ومارست كل أشكال الفوضى والإرهاب والقتل والتنكيل والنهب، وجردت المدينة من كل مظاهر وجود الدولة، مدعومة من كبار قادة الإخوان في المؤسستين العسكرية والأمنية بالمحافظة، بعد أن أحكمت الجماعة الإرهابية سيطرتها على تعز، وجندت المطلوبين أمنيا ضمن مليشياتها المسلحة تحت مسمى "الجيش"، ومنحتهم الرتب العسكرية منذ اليوم الأول لتجنيدهم ضمن مليشياتها، لتعبث هذه العناصر الإجرامية في المحافظة إرهابا وفسادا.

ومنذ بدء المعركة ضدّ مليشيا الحوثي في تعز عام 2015، لم يكن الهدف الأساس لحزب الإصلاح -ذراع تنظيم الإخوان الإرهابي في اليمنـ تحرير المحافظة من المليشيا الانقلابية، وإنما السيطرة على مدينة تعز وجعلها ولاية إخوانية، فعمل على تحويل المعركة ضد الحوثيين إلى صراع داخلي، ومن خلال الدعم القطري الذي تلقاه، أنشأ المعسكرات خارج إطار الجيش، بهدف فرض سيطرة الإخوان على المدينة والمناطق المجاورة.

دفع الحزب الإخواني بكوادره لتصدر المشهد في المؤسستين العسكرية والأمنية في تعز، التي تحولت بعد ذلك إلى وكر للإرهابيين والعناصر المتطرفة، بعد أن أسس فيها الإخوان ما أسموه "جيشا" ضم نحو 45 ألف عنصر تم توزيعهم في قوائم الجيش والأمن في المحافظة.

وعمل حزب الإصلاح على تطوير وتوسيع جناحه العسكري، بإنشاء عدد من المليشيات المسلحة تحت مسميات مختلفة، واستفاد من تشكيل ما أسماه “المقاومة الشعبية” في تسليح الجماعات الإرهابية، وتأطيرها في مسمى "كتائب حسم" التي ضمت في بداية تشكيلها نحو 300 عضو من عناصر القاعدة الذي فروا من المحافظات الجنوبية، وهي الكتائب التي ارتكبت الجرائم ضدّ المدنيين بدعم وحماية من محور تعز العسكري.

في بداية الحرب ضد مليشيا الحوثي -ذراع ايران في اليمن- كانت قيادات الإخوان تسعى لاستثمار نجاحات المقاومة الشعبية لصالحها فعملت على تأطيرها، وشنت حرباً شرسة على كتائب "أبي العباس" بعد أن لمست جديتهم لتحرير المحافظة، كما وقفت ضد تشكيل جبهة صلبة في منطقة الحجرية لمقاومة مليشيا الحوثي.

ومن خلال تأثيرهم على سلطة هادي وسيطرتهم على قرار الشرعية آنذاك، نجح الإخوان في السيطرة على المؤسسة العسكرية في تعز، والاستحواذ على قيادة المحور العسكري و6 ألوية عسكرية من أصل 7 ألوية يتكون منها محور تعز، كما قاموا بتجنيد أفرادهم وتوزيع استمارات التجنيد عبر مقرات الحزب، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 120 رتبة عسكرية على مجندين مدنيين تابعين للحزب.

كان اللواء 35 مدرع الذي يعد صاحب الطلقة الأولى في وجه الانقلاب الحوثي، هو العقبة أمام مخططات إخوان تعز، فلذلك جرى اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي، وتمت السيطرة على اللواء وتفكيكه، بغرض فتح جبهة باتجاه الجنوب وكذا الساحل الغربي ومن ثم باب المندب، وفقا لمخطط تركي قطري، كشفت عنه الحشود العسكرية الإخوانية منذ مطلع العام 2020، في منطقة الحجرية وفي المناطق الحدودية بين محافظتي تعز ولحج الجنوبية، حيث اتخذ الإخوان المنطقة معقلا لنشر مليشياتهم وتموضعها في معسكرات ومواقع عديدة، في مرتفعات الحجرية المطلة على ميناء المخا ومضيق باب المندب، وعلى المحافظات الجنوبية.

وخلال نحو 7 أعوام تشكلت معسكرات عديدة تابعة للإخوان في تعز، خارج إدارة المنطقة العسكرية الرابعة ووزارة الدفاع، تحصل على تمويل خارجي كبير أسهم في زيادة عدد هذه المعسكرات والمليشيات، حيث عمدت ذراع تنظيم الإخوان الإرهابي منذ أواخر مارس 2019، إلى تشكيل ميليشيات عسكرية جديدة في تعز؛ وبدأت عملية تخريج هذه القوات بخمس دفعات عسكرية تضم أكثر من خمسة آلاف جندي تم تجميعهم بناءً على انتماءاتهم للجماعة الإرهابية وتلتها دفعات أخرى.

مؤخرا، دفعت ذراع التنظيم الإرهابي في اليمن بمليشيا جديدة تحت اسم "قوات الطوارئ"، تم استقطاب أفرادها في معسكرات خاصة في مديريات الحجرية ومدينة تعز، كما أنشأت معسكرات خارجة عن إطار وزارة الدفاع وهيئة الأركان بينها ما يسمى “اللواء الخامس دعم وإسناد” التابع للقيادي حمود المخلافي ويتمركز في مناطق الحجرية وجبل حبشي، ويتلقى تمويلا ماليا من إمارة الشر القطرية.

ويرى المراقبون في هذه الترتيبات الإخوانية سعيا لعرقلة أي خطوات من مجلس القيادة الرئاسي، لتصحيح الاختلالات وهيكلة القوات الأمنية والعسكرية في تعز، ولإنهاء عبث الإخوان في المدينة التي تحولت إلى وكر للإرهاب والفساد والفوضى.