من "صافر" إلى "قنا".. إرهاب ذراع إيران يهدد بكوارث بيئية على اليمن
تقارير - Wednesday 09 November 2022 الساعة 08:07 pmنفذت جماعة الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، الأربعاء، ثالث هجوم بطيران مُسير ضد الموانئ بالمناطق المحررة، مستهدفة سفينة نقل مشتقات نفطية في ميناء "قنا" بمحافظة شبوة في تهديد خطير كاد أن يتسبب بكارثة بيئية.
وبحسب مصادر محلية فقد حاولت طائرة مسيرة حوثية، صباح الأربعاء، استهداف سفينة محملة بوقود "الديزل" أثناء عملية تفريغها في ميناء قنا بمحافظة شبوة، دون أن يسفر الهجوم عن أي أضرار مادية أو بشرية.
ويعد هذا الهجوم هو الثالث من نوعه، حيث سبقه هجومان الشهر الماضي بطيران مُسير حوثي استهدف مينائي الضبة بمحافظة حضرموت والنشيمة بمحافظة شبوة، والمخصصين لتصدير النفط من المحافظات المحررة وهو ما أدى إلى توقف عملية التصدير وتبعه توقف عملية الإنتاج بشكل كامل من آبار النفط.
وبررت الجماعة الحوثية حينها هذه الهجمات بأنها لوقف عملية تصدير النفط بهدف الضغط لتنفيذ شروطها لتمديد الهدنة الأممية وعلى رأسها دفع رواتب الموظفين والعسكريين بمناطق سيطرتها، عبر فرض تقاسم عائدات النفط مع الحكومة الشرعية.
في حين يشير هذا الهجوم الجديد إلى توجه آخر لدى الجماعة يتجاوز شماعة "الرواتب"، إلى استهداف شامل للموانئ بالمحافظات المحررة والبدء باستهداف إمدادات المشتقات النفطية، كورقة ابتزاز على ما تدعيه بأنها عراقيل من قبل التحالف والشرعية على وصول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.
توجه سبق وأن هددت به الجماعة على لسان قياداتها طيلة سنوات الحرب، وكررته خلال الأشهر الماضية حول ما تدعيه بأنه "حصار" مفروض من قبل التحالف العربي على المطارات والموانئ الخاضعة لسيطرتها، والتلويح أكثر من مرة بأنها تملك خيارات لكسر هذا "الحصار".
وفيما يبدو من خلال الهجوم الأخير على ميناء قنا، بأن هذه الخيارات تشمل استهداف الموانئ والمطارات بالمناطق المحررة لمحاولة تعطيلها والمساومة لاحقاً على وقف استهدافها برفع كل القيود على المطارات والموانئ الخاضعة لسيطرتها، في سيناريو جنوني وإجرامي لن تتردد الجماعة الحوثية في تنفيذه رغم تداعياته الكارثية حتى على مناطق سيطرتها.
تداعيات تجسد خطرها في هجوم اليوم ضد سفينة محملة بالمشتقات النفطية، ما مثل تهديداً بكارثة بيئية واسعة في حالة أصاب الهجوم السفينة بأضرار وأدى إلى تسرب حمولتها من مادة الديزل إلى البحر، ما يعني تلوثا نفطيا كبيرا لشواطئ محافظة شبوة وقد يمتد للمحافظات المجاورة.
مشهد كارثي يعيد إلى الأذهان الخطر الدائم الذي يعاني منه اليمن، متمثلاً بخزان النفط العائم "صافر" قبالة سواحل الحديدة، وهو عبارة عن ناقلة نفط عملاقة ومتهالكة تحتوي على حوالي 1.14 مليون برميل من النفط الخام، وباتت معرضة للانهيار أو الانفجار في أي لحظة جراء توقف أعمال الصيانة منذ اندلاع الحرب عام 2015م.
وتعرقل مليشيات الحوثي منذ أكثر من 3 سنوات كل الجهود الدولية والأممية للوصول إلى الخزان والبدء بعملية تفريغه، رغم التقارير الدولية المحذرة من أن حدوث تسريب بالخزان يهدد بوقوع واحدة من أكبر كوارث التلوث البحري في العالم.
وبحسب الأمم المتحدة فإن كارثة "صافر" تهدد بفقدان مئات الآلاف من العاملين في مجال الصيد باليمن لمصادر أرزاقهم بين ليلة وضحاها، وسيستغرق الأمر أكثر من 25 عاماً لاسترداد مخزون الأسماك، وتُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط من صافر بـ20 مليار دولار أمريكي.